هذه الأيام، يطل علينا معرض الدوحة الدولي للكتاب، في دورته العشرين مضيفا ثراء جديدا إلى ذلك الثراء الذي ننتظره في كل عام، وتأتي هذه الدورة بلا شك مميزة، والدوحة قد اكتمل استعدادها لتكون عاصمة للثقافة العربية.
معارض الكتب جزء مهم من أجزاء صناعة الكتاب التي لم تعد صناعة عادية تقوم بها مطابع مغمورة وبلا تقنيات، وفي أزقة مظلمة كما كان في السابق، بل أصبحت بفضل التقنيات الحديثة ووسائل الدعاية والاتصالات، صناعة مهمة مثلها مثل صناعة النفط والإلكترونيات والسيارات وغيرها. صحيح أنها صناعة ما تزال محدودة لدينا، لكن أرى أنها تتقدم باستمرار، وقد بدأت دور النشر التي تشارك في معارض أوروبا وأمريكا، تستلهم أبجديات هذه الصناعة وتطبقها في بلادنا العربية، وقريبا قد يصبح الكاتب استثمارا ناجحا كما هو في الغرب، بمعنى أن ترعى كاتبا وتربية، ويأتيك بعائداته التي هي عائداتك في النهاية.
مبدأ استثمار الكاتب والكتاب، هو المبدأ السائد الآن في أوروبا وأمريكا، ليس هناك كاتب لا يأتي بالربح إذا ما استثمر جيدا، ولا كتاب لا يباع ما دامت سبل البيع قد يسرت له. الكتاب ليس بضاعة على الأرفف تنتظر من يعطف عليها، ينفض عنها غبارها، ولكن بضاعة حية تركض مع غيرها من البضائع الاستهلاكية، وتباع في كل المنافذ جنبا إلى جنب مع السكر وملح الطعام. وقد أخبرني ناشر أوروبي أن أي كتاب تصدره داره هو في النهاية كتاب رائج، ليس لأنه ينبغي أن يكون كذلك، ولكن صناعته هي التي تجعله رائجا، عشرات الندوات تقام له، عشرات التوقيعات تقام وفي أي مكان فيه من يستطيع القراءة، مئات الملصقات التي تمتلئ بالزخرفة ومئات المراجعات في كل صحيفة فيها ركن أو زاوية ثقافية، أشرطة فيديو وأقراص مدمجة، وعيون مفتوحة على السينما لإمكانية تحويل الكتاب إلى شريط سينمائي، ونشر إلكتروني لعشاق القراءة من الكومبيوتر، وأشياء أخرى عديدة ربما تشعر القارئ العربي بالدهشة إذا ما طبقت لدينا.
أيضا موضوع الوكيل الأدبي الذي تحدثت عنه كثيرا وتمنيت أن تنشأ وكالات أدبية لدينا. الوكيل الأدبي هو مفصل في صناعة الكتاب، على عاتقه تقوم مهمة الترويج للسلعة وضمان حقوق مبتكرها وعلى عاتقه أيضا تقوم مهمة اكتشاف النوابغ في عالم الكتابة وتقديمهم إلى الناشرين الذين يثقون بالوكلاء أكثر من ثقتهم بمسودة تأتيهم عبر البريد، ولا يعرفون عن كاتبها شيئا.
إذا كنا نود أن نصنع كتابا حقيقيا، علينا تعلم كيفية صناعته. إذا أردنا كتابا رائجا، مثل غيره من السلع، علينا تطبيق القواعد اللازمة التي تطبق على السلع، وساعتها لن يكون ثمة كتاب مغبر على رف، يبحث عن نظرة عطف.
معارض الكتب جزء مهم من أجزاء صناعة الكتاب التي لم تعد صناعة عادية تقوم بها مطابع مغمورة وبلا تقنيات، وفي أزقة مظلمة كما كان في السابق، بل أصبحت بفضل التقنيات الحديثة ووسائل الدعاية والاتصالات، صناعة مهمة مثلها مثل صناعة النفط والإلكترونيات والسيارات وغيرها. صحيح أنها صناعة ما تزال محدودة لدينا، لكن أرى أنها تتقدم باستمرار، وقد بدأت دور النشر التي تشارك في معارض أوروبا وأمريكا، تستلهم أبجديات هذه الصناعة وتطبقها في بلادنا العربية، وقريبا قد يصبح الكاتب استثمارا ناجحا كما هو في الغرب، بمعنى أن ترعى كاتبا وتربية، ويأتيك بعائداته التي هي عائداتك في النهاية.
مبدأ استثمار الكاتب والكتاب، هو المبدأ السائد الآن في أوروبا وأمريكا، ليس هناك كاتب لا يأتي بالربح إذا ما استثمر جيدا، ولا كتاب لا يباع ما دامت سبل البيع قد يسرت له. الكتاب ليس بضاعة على الأرفف تنتظر من يعطف عليها، ينفض عنها غبارها، ولكن بضاعة حية تركض مع غيرها من البضائع الاستهلاكية، وتباع في كل المنافذ جنبا إلى جنب مع السكر وملح الطعام. وقد أخبرني ناشر أوروبي أن أي كتاب تصدره داره هو في النهاية كتاب رائج، ليس لأنه ينبغي أن يكون كذلك، ولكن صناعته هي التي تجعله رائجا، عشرات الندوات تقام له، عشرات التوقيعات تقام وفي أي مكان فيه من يستطيع القراءة، مئات الملصقات التي تمتلئ بالزخرفة ومئات المراجعات في كل صحيفة فيها ركن أو زاوية ثقافية، أشرطة فيديو وأقراص مدمجة، وعيون مفتوحة على السينما لإمكانية تحويل الكتاب إلى شريط سينمائي، ونشر إلكتروني لعشاق القراءة من الكومبيوتر، وأشياء أخرى عديدة ربما تشعر القارئ العربي بالدهشة إذا ما طبقت لدينا.
أيضا موضوع الوكيل الأدبي الذي تحدثت عنه كثيرا وتمنيت أن تنشأ وكالات أدبية لدينا. الوكيل الأدبي هو مفصل في صناعة الكتاب، على عاتقه تقوم مهمة الترويج للسلعة وضمان حقوق مبتكرها وعلى عاتقه أيضا تقوم مهمة اكتشاف النوابغ في عالم الكتابة وتقديمهم إلى الناشرين الذين يثقون بالوكلاء أكثر من ثقتهم بمسودة تأتيهم عبر البريد، ولا يعرفون عن كاتبها شيئا.
إذا كنا نود أن نصنع كتابا حقيقيا، علينا تعلم كيفية صناعته. إذا أردنا كتابا رائجا، مثل غيره من السلع، علينا تطبيق القواعد اللازمة التي تطبق على السلع، وساعتها لن يكون ثمة كتاب مغبر على رف، يبحث عن نظرة عطف.