يتوقع خبراء في مكافحة الإرهاب أن تنظيم القاعدة في اليمن خطط منذ أشهر لعملية إرهابية تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية بالتزامن مع أعياد رأس السنة الميلادية، وليس ردا على ما أسمته قاعدة الجهاد على العدوان الأمريكي على اليمن.
وكان التنظيم قد أعلن مسؤوليته الاثنين الماضي عن محاولة لتفجير طائرة الركاب المتجهة من أمستردام إلى ديترويت، وفشل فيها النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب. وتزامن بيان التنظيم مع نفي وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي مزاعم راجت حول مشاركة الأمريكيين في دك حصون القاعدة في ثلاث محافظات يمنية يومي 17 و 24 من ديسمبر الحالي، «وأن إثارة مثل هذه الأمور ما هي إلا محاولة لتشويه أي عمل تضطلع به القوات المسلحة والأمن في بلاده».
تخطيط وإعداد
تلفت مصادر «عكاظ» النظر إلى وجود رابط مهم يتمثل في التوقيت ما بين وجود الإرهابي عبدالمطلب في اليمن من أوائل أغسطس الماضي وحتى مطلع ديسمبر، والمحاولة الفاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في جدة يوم 27 من أغسطس. مستشهدة بدخول عبدالمطلب الأراضي اليمنية قبل ثلاثة أسابيع من تاريخ تنفيذ العملية.
يأس وإحباط
الثابت حاليا أن تنظيم القاعدة في اليمن الذي يتزعمه اليمني ناصر الوحيشي «أبوبصير» يعيش حاليا في حالة من اليأس والإحباط بعد الضربات الأمنية الاستباقية التي وجهتها إليه القوات اليمنية لمخابئ ومعاقل التنظيم، وأخيرا فشل النيجيري عبدالمطلب في تنفيذ محاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية.
والواضح أن الضربات الاستباقية كبدت التنظيم خسائر بشرية وسقوط قيادات بارزة في التنظيم وفي مقدمتهم أبو صالح الكازمي واعتقال العشرات من العناصر، ما دفع التنظيم إلى إصدار بيان يشير فيه إلى أن محاولة تفجير طائرة الركاب هي رد على العدوان الأمريكي على اليمن بهدف رفع معنويات عناصر القاعدة وكسب متعاطفين جدد، وهم يستهدفون بهذا أبناء القبائل اليمنية.
50 سعودياً
تؤكد مصادر «عكاظ» أن تنظيم القاعدة في اليمن يضم خليطا من السعوديين وجنسيات باكستانية وأفغانية ومصرية، إلا أن اليمنيين يشكلون معظم عناصر التنظيم.
وهنا ينقل نائب رئيس مركز الخليج للأبحاث ورئيس قسم مكافحة الإرهاب الدكتور مصطفى العاني عن مسؤولين يمنيين تأكيداتهم، بأن عدد السعوديين في تنظيم قاعدة الجهاد يتراوح ما بين 40 و 50 عنصرا، أي أنهم يمثلون ثلث أعضاء القاعدة في حال أن عددهم يقدر بـ 150 عنصرا.
وفي الوقت الذي لا توجد فيه تأكيدات عن أعداد السعوديين الذين قتلوا أو اعتقلوا في الغارات التي شنتها قوى الأمن اليمنية على مخابئ القاعدة ومعسكرها في أبين وصنعاء وأخيرا شبوة، فإن المؤكد أن العدد سيقل لما دون الثلث، علما بأن عددا من العناصر السعودية القيادية التي انضمت إلى التنظيم، هم ممن استعادتهم المملكة من جوانتنامو وتسللوا إلى الأراضي اليمنية، وأبرزهم الرجل الثاني في القاعدة سعيد الشهري وإبراهيم الربيش.
طائرة الركاب وفي شأن محاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية تكشفت لـ «عكاظ» معلومات تفيد بأن تنظيم القاعدة في اليمن زود النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب بمادة مسحوق البرنتيت شديدة الانفجار والتي يمكن تفجيرها عن طريق صاعق أو حرارة شديدة الارتفاع قبل مغادرته الأراضي اليمنية على الأرجح، غير أن تجنيده لصالح تنظيم القاعدة تم في بريطانيا التي مكث فيها خمس سنوات، بحسب ما يتوقعه نائب رئيس مركز الخليج ورئيس قسم مكافحة الإرهاب الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع مسؤوليين أمنيين يمنيين.