-A +A
فاطمة بنت محمد العبودي
نشر البسمة بين كثير من الشباب، وزاد التواصل بين الأحباب، ترافقه فتظل مبتسما، ويجبرك على النظر إليه باستمرار، إنه البلاك بيري، أو البيبي كما يسمونه، (وهو لمن لا يعرفه هاتف نقال، يحمل خصائص مكتبية متطورة).
عندما صمم جهاز البلاك بيري كان هدفه خدمة رجال الأعمال، ليكونوا على تواصل مع نظرائهم وعلى اطلاع مستمر بما يجري في مكاتبهم ومسار أعمالهم، ولم يكن في حسبان مصمميه أنه سينال هذا القبول بين الشباب، خاصة بين شباب الخليج، وقولي ليس معتمدا على إحصائيات أو دراسات، لكنه رأي معتمد على الملاحظة، وعلى توقع صعوبة حصول الشباب عليه، ممن لا دخل لهم في غير دول الخليج.
وتزامن مع انتشار البلاك بيري بين أبنائنا السعوديين، خدمة الرسائل المجانية لمدة شهر من شركة الاتصالات، مما جعل الناس تستمرئ الإرسال، وتفرغ غضبها من فواتير شركة الاتصالات المرتفعة، الذي اجتمع لسنوات، فتكاد الأجهزة النقالة، حتى من غير البلاك بيري، لا تتوقف عن الرنين معلنة ورود رسالة، تحمل في طياتها دعابة أو نصيحة أو دعاية لسلعة.
إن رسم البهجة في النفوس أمر مستحسن، لكن المستهجن بعض الطرف التي تتعدى الحدود الاجتماعية اللائقة، لتصل إلى غرف النوم وما شابه، يقرأها الجميع من مختلف الأعمار.
كما أن الطرف التي تسخر من بعض القبائل، مما نهي عنه، حيث يقول تعالى «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن...» الحجرات، الآية 11 وفي مقالي هذا ستجدني أتنقل بين محاسن البلاك بيري ومثالبه، وأترك الحكم لك عزيزي القارئ لحساب المحصلة، إن سلبا أو إيجابا.
يتواصل حاملو الجهاز من أنحاء العالم من خلال خدمة الإنترنت المستمرة طوال الوقت، ومن خلال الاشتراك في موقع (تويتر) الذي يكتب فيه المشاركون أحداث يومهم ليطلع عليها من يملك نفس الخدمة في أي مكان في العالم، فالعالم لم يعد قرية صغيرة فحسب، لكنه أصبح عمارة واحدة يتشارك ساكنوها الأفراح والأتراح والأخبار والاهتمامات، وكان الإنترنت ذا تأثير مشابه، لكن وجود البلاك بيري جعل حامله يستمر في التواصل عبر الإنترنت أينما ذهب.
وقد بدأ البلاك بيري ينتشر رويدا بين الفئة العمرية الأكبر من الشباب، بهدف عدم التخلف عن التقنية، وأتوقع له انتشارا أكبر على مر الأيام.
نعود إلى شبابنا وأثر البلاك بيري عليهم، فقد أصبح محط أنظار الكثير منهم ممن تسمح ظروفه الاقتصادية بامتلاكه، فانشغلوا به عن الكثير مما سواه، فما أثر ذلك على دراسة الطلبة منهم وعلى هواياتهم وثقافتهم واهتماماتهم، وأخلاقهم؟!
آمل أن يقوم الباحثون الاجتماعيون والنفسيون والتربويون بدراسة هذه الظاهرة لمعرفة أثرها على المجتمع وخاصة فئة الشباب.
fma34@yahoo.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة