-A +A
عبد الله العريفج ــ صعدة (هاتفيا)

أبلغ «عكاظ» مصدر أمني مطلع على إرهاب تنظيم القاعدة في اليمن أن وكر مقتل المطلوبين السعوديين الثلاثة في محافظة صعدة استخدم لتصنيع الكبسولة المتفجرة في المحاولة الفاشلة لاغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية رمضان الماضي، والتي زرعت في جسد الهالك عبد الله العسيري.

وحصلت «عكاظ» على تفاصيل جديدة في حادثة الانفجار التي أسفرت عن مقتل المطلوبين محمد الراشد، فهد الجطيلي، وسلطان العتيبي. وفي التفاصيل، يقع وكر القاعدة جنوبي صعدة، وهو عبارة عن منزل هيئ ليكون مستودعا لتخزين الأسلحة وتصنيع المتفجرات، وأن عدد الموجودين فيه كانوا سبعة من عناصر التنظيم الإرهابي، منهم خمسة سعوديين ويمنيان.

وأوضحت المصادر أن العناصر الإرهابية كانت تنفذ عملية تصنيع قنبلة يدوية شديدة الانفجار، وبينما كانت تركز جهودها على تفعيل جهاز إطلاق شرار القنبلة وقع الانفجار، وقتل فيه المطلوبون السعوديون الثلاثة، فيما لا يزال مصير اثنين آخرين مجهولا، ولم يعرف ما إذا كانا من بين المطلوبين في القائمة أم لا، كما أنه لم يتسن معرفة ما إذا كانا من المصابين أم أنهما قتلا.

وهنا أقر قائد أمن محافظة صعدة اليمنية العقيد عبد الحكيم الماوري في اتصال مع «عكاظ» بتأخر السلطات الأمنية في محافظة صعدة في كشف الوكر بعد حدوث الانفجار.

محاولة الاغتيال

يؤكد قائد أمن صعدة، وجود تنسيق أمني سعودي ـــ يمني في شأن تلك المحاولة التي وصفها بأنها «آثمة»، وأنه تم التأكد من الموقع الذي حدث فيه الانفجار من خلال التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن، وقال: «يوجد تنسيق مع الأشقاء في المملكة من خلال المعلومات وتبادلها في إطار تنسيق أمني متكامل بين الجانبين».

وكان رئيس جهاز الأمن القومي اليمني مدير مكتب رئاسة الجمهورية علي محمد الآنسي، كشف في حوار مع «عكاظ»، عن أن بلاده قدمت للمملكة معلومات أمنية مهمة عن محاولة الاغتيال الفاشلة لمساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. («عكاظ» ـــ 26/12/2009).

هويات القتلى

من جهتها، عزت المصادر تأخر إعلان وزارة الداخلية التعرف إلى هوية القتلى السعوديين الثلاثة إلى أسباب عدة من بينها؛ تأخر وصول عينات الدم الخاصة بالقتلى إلى المملكة لمطابقتها مع العينات الموجودة في مختبرات الأدلة الجنائية مع ما هو متوافر من عينات أقارب المطلوبين الثلاثة عبر ما يعرف بالحمض النووي DNA، إذ تحتفظ المعامل المخبرية بعينات من أهل وذوي المدرجين في قائمة المطلوبين أمنيا، حتى يتسنى للجهات الأمنية تحديد هويات من قتلوا في مواجهات أو عمليات انتحارية، وما إذا كانت هناك صعوبة في تحديد هوية القتلى، كما يقول الخبراء، نظرا لاختلاط دمائهم في حالة كظروف مقتل المطلوبين الثلاثة، فإن معامل ومختبرات متطورة يمكن أن تحدد هويات القتلى، وهو ما يستدعي وقتا للوصول إلى نتيجة قاطعة لا يساورها يقين أو شك، ما يعكس دقة وزارة الداخلية في تحديد هويات القتلى من المطلوبين أمنيا بعيدا عن أي اجتهادات.

إبلاغ الأسر

وأبلغت وزارة الداخلية أمس الأول أسر القتلى الثلاثة بتعرفها إلى هويات أبنائها قبل نشرها البيان، وذلك من منطلقات شرعية وإنسانية واستيفاء الإجراءات النظامية في مثل هذه الحالات.

وتقول أسرة الراشد التي تقيم في مدينة بريدة في منطقة القصيم «إنها تلقت اتصالا من وزارة الداخلية تبلغها فيه التعرف إلى ابنها قبل إذاعة ونشر بيان الداخلية عبر وسائل الإعلام» .

استهداف المملكة

ولفتت المصادر إلى أن القتلى الثلاثة كانوا على الأرجح يستعدون للتسلل إلى المملكة؛ لتنفيذ هجمات تستهدف المنشآت النفطية، وهو ما أكدته معلومات أمنية، مشيرة إلى تخطيط الهالك محمد الراشد مع مجموعة من عناصر القاعدة لذلك.

وأكد قائد أمن محافظة صعدة على التكامل والتعاون بين أجهزة الأمن اليمنية ونظيراتها في المملكة، وهو ما قاد إلى تحقيق النجاحات المتتالية لقوى الأمن ضد التنظيم في أنحاء الجمهورية.

وكشف لـ «عكاظ» العقيد الماوري عن وجود علاقة بين تنظيم القاعدة في اليمن والمتمردين الحوثيين تحكمها المصالح التي يلتقون فيها، وهي الإضرار بأمن المملكة واليمن خدمة لأغراض الجهات التي تقف خلفهم، مقللا من أعداد عناصر التنظيم الضال في محافظة صعدة.

وأبدى الماوري تحفظه على الإدلاء بأي تفصيلات حول مصير من أصيبوا في انفجار وكر صعدة: «ليس بوسعي الحديث عن تفاصيل عن هذا الموضوع وفي هذا الوقت».

وعلمت «عكاظ» أن وكيل وزارة الداخلية اليمنية لقطاعات الأمن اللواء محمد عبدالله القوسي يقود بنفسه العمليات الأمنية في محافظة صعدة منذ أشهر عدة. وتركز العمليات على محورين رئيسين؛ التصدي للمتمردين الحوثيين من جهة، ومواجهة فلول تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي قد يجد في صعدة ملاذا.