شهد العالم قبل أيام ظاهرة كسوف للشمس وصفت بأنها الأطول منذ ألف عام.
وأظن أن المدرسة هي الغائب الأكبر عن الحدث، إلا من خلال برامج تقليدية ككلمة عبر الإذاعة الصباحية أو محاضرة تسقط في خطابيتها، فتبقى محدودة التأثير قليلة المردود -هذا إن وجدت تلك البرامج.
أظن أنه كان بإمكان مدارسنا أن تصحو في يوم الجمعة الفائت لتعلن عن وجودها بحضور مختلف يعلي من مكانتها، ويهشم الصور النمطية المرسومة عنها، ويحدث خلخلة في مفاهيم منسوبيها حول دورهم التربوي.
كان من الممكن أن تعيد المدرسة رسم صورتها عبر هذه الظاهرة، فتبدو لنا أكثر تفاعلا مع ما يجري حولها من أحداث.
تخيلوا فقط لو أن المدرسة دعت جميع معلميها وطلابها وأفراد المجتمع المحيط (مدارس البنات والبنين)، وفتحت لهم الأبواب ووفرت لهم أجهزة النظر إلى قرص الشمس وأقاموا صلاة الكسوف داخل أسوار المدرسة وشاهدوا الظاهرة من داخل أروقتها، كيف ستكون نظرة المجتمع لها وكيف سيبدو دورها رائدا وتقدميا وقياديا بامتياز.
كم سيكون هذا الحدث مختلفا على عدة أصعدة:
أولها: ترسيخ قناعة أن المدرسة ليست مجرد مؤسسة منكفئة على ذاتها تقوم بدورها المعرفي في أجواء تقليدية صرفة، وأنها لا تتفاعل مع ما يدور حولها من أحداث وهذه الصورة راسخة في الأذهان عن المدرسة.
ثانيها: الخروج بالمعلم من دوره الحالي كموظف يأتي لأداء مهمة محدودة بوقت معين ومعلوم إلى آفاق مهنية، على اعتبار أن المهنة تطلب صاحبها في أي وقت فيلبي نداء مهنته دون تبرم وضجر. وبكل أسف فإن النظرة لدينا للمعلم على أنه موظف والتعليم وظيفة وليست مهنة محترمة تحتاج من ممارسيها التخلق بأخلاقياتها واعتبار ندائها له نداء مقدسا وواجبا وظيفيا تجب تلبيته عن قناعة ورضا ومحبة، وهذا ما تفتقده مهنة التعليم، فلو طلبنا من المعلم التواجد في يوم الجمعة الماضي لطالب بخارج دوام رغم أن الواجب الوظيفي يحتم على المعلم أن يعمل كل ما في وسعه من أجل إيصال المفاهيم والمعلومات للطلاب، وظاهرة الكسوف لحظة قد لا تتكرر في سياقاتها الطبيعية إلا في حالات نادرة جدا.
كم كانت ستبدو المدرسة أكثر بهاء وهي تعج بالحياة في يوم إجازة، وكم كانت صورتها ستكون أكثر إشراقا ونحن نرى طلابها يقبلون عليها في يوم إجازة ليتابعوا ظاهرة هي ضمن مفردات المقرر الدراسي.
كيف كنا سنرى دور المدرسة وهي تذهب لجعل الحدث العابر ذاكرة، وتخلق منه واقعا مختلفا على صعيد الممارسة وهي تعقد شراكة مع الجهات المعنية بالظاهرة كجمعيات الفلكيين وأقسام الفلك في الجامعات وعلماء الشريعة، بحيث يكون الشرح مستندا إلى صوت الخبير ومقترنا بالممارسة والمشاهدة والمعايشة للظاهرة من جميع جوانبها العلمية والشرعية.
أظن مدارسنا نامت صباح الجمعة رغم أن الحدث كان من الممكن أن يجعلها أكثر حراكا ويحولها من مكان يأتيه الطلاب مجبرين إلى مكان يأتيه الطلاب هذه المرة بحب وفرح، وغفلت مدارسنا عن اهتبال الفرصة لكي تعلن عن حضور مختلف وهي تنفض عن نفسها وعن منسوبيها الكسل وركام النوم ببرامج مختلفة ومشوقة.
لعلنا في مقبل الأيام نرى تحولا معرفيا ووعيا بأهمية الحضور في مناسبات كهذه، لبث مضامين فكرية وتثقيفية وثقافية وفكرية حول المدرسة ومنسوبيها بوصفهم أدوات وعي وتنوير.
ناصر بن محمد العمري ـ المخواة
وأظن أن المدرسة هي الغائب الأكبر عن الحدث، إلا من خلال برامج تقليدية ككلمة عبر الإذاعة الصباحية أو محاضرة تسقط في خطابيتها، فتبقى محدودة التأثير قليلة المردود -هذا إن وجدت تلك البرامج.
أظن أنه كان بإمكان مدارسنا أن تصحو في يوم الجمعة الفائت لتعلن عن وجودها بحضور مختلف يعلي من مكانتها، ويهشم الصور النمطية المرسومة عنها، ويحدث خلخلة في مفاهيم منسوبيها حول دورهم التربوي.
كان من الممكن أن تعيد المدرسة رسم صورتها عبر هذه الظاهرة، فتبدو لنا أكثر تفاعلا مع ما يجري حولها من أحداث.
تخيلوا فقط لو أن المدرسة دعت جميع معلميها وطلابها وأفراد المجتمع المحيط (مدارس البنات والبنين)، وفتحت لهم الأبواب ووفرت لهم أجهزة النظر إلى قرص الشمس وأقاموا صلاة الكسوف داخل أسوار المدرسة وشاهدوا الظاهرة من داخل أروقتها، كيف ستكون نظرة المجتمع لها وكيف سيبدو دورها رائدا وتقدميا وقياديا بامتياز.
كم سيكون هذا الحدث مختلفا على عدة أصعدة:
أولها: ترسيخ قناعة أن المدرسة ليست مجرد مؤسسة منكفئة على ذاتها تقوم بدورها المعرفي في أجواء تقليدية صرفة، وأنها لا تتفاعل مع ما يدور حولها من أحداث وهذه الصورة راسخة في الأذهان عن المدرسة.
ثانيها: الخروج بالمعلم من دوره الحالي كموظف يأتي لأداء مهمة محدودة بوقت معين ومعلوم إلى آفاق مهنية، على اعتبار أن المهنة تطلب صاحبها في أي وقت فيلبي نداء مهنته دون تبرم وضجر. وبكل أسف فإن النظرة لدينا للمعلم على أنه موظف والتعليم وظيفة وليست مهنة محترمة تحتاج من ممارسيها التخلق بأخلاقياتها واعتبار ندائها له نداء مقدسا وواجبا وظيفيا تجب تلبيته عن قناعة ورضا ومحبة، وهذا ما تفتقده مهنة التعليم، فلو طلبنا من المعلم التواجد في يوم الجمعة الماضي لطالب بخارج دوام رغم أن الواجب الوظيفي يحتم على المعلم أن يعمل كل ما في وسعه من أجل إيصال المفاهيم والمعلومات للطلاب، وظاهرة الكسوف لحظة قد لا تتكرر في سياقاتها الطبيعية إلا في حالات نادرة جدا.
كم كانت ستبدو المدرسة أكثر بهاء وهي تعج بالحياة في يوم إجازة، وكم كانت صورتها ستكون أكثر إشراقا ونحن نرى طلابها يقبلون عليها في يوم إجازة ليتابعوا ظاهرة هي ضمن مفردات المقرر الدراسي.
كيف كنا سنرى دور المدرسة وهي تذهب لجعل الحدث العابر ذاكرة، وتخلق منه واقعا مختلفا على صعيد الممارسة وهي تعقد شراكة مع الجهات المعنية بالظاهرة كجمعيات الفلكيين وأقسام الفلك في الجامعات وعلماء الشريعة، بحيث يكون الشرح مستندا إلى صوت الخبير ومقترنا بالممارسة والمشاهدة والمعايشة للظاهرة من جميع جوانبها العلمية والشرعية.
أظن مدارسنا نامت صباح الجمعة رغم أن الحدث كان من الممكن أن يجعلها أكثر حراكا ويحولها من مكان يأتيه الطلاب مجبرين إلى مكان يأتيه الطلاب هذه المرة بحب وفرح، وغفلت مدارسنا عن اهتبال الفرصة لكي تعلن عن حضور مختلف وهي تنفض عن نفسها وعن منسوبيها الكسل وركام النوم ببرامج مختلفة ومشوقة.
لعلنا في مقبل الأيام نرى تحولا معرفيا ووعيا بأهمية الحضور في مناسبات كهذه، لبث مضامين فكرية وتثقيفية وثقافية وفكرية حول المدرسة ومنسوبيها بوصفهم أدوات وعي وتنوير.
ناصر بن محمد العمري ـ المخواة