-A +A
حـوار : بدر الغانمي

يعلم الكويتيون قبل غيرهم أن محمد جاسم الصقر رقم صعب في الحركة السياسية الكويتية، الرجل الذي ورث عن جده وعمه وأبيه كرسي مجلس الأمة، وقاد حربا على الفساد وأكلة المال العام؛ رأس تحرير صحيفة القبس وصنع منها مشروعا وطنيا قوميا لأول مرة في الصحافة العربية، تراجع اليوم عن قناعاته خطوات إلى الوراء؛ متخوفاً من حالة فلتان نتيجة تنامي المرارة في المشهد السياسي اليومي في الكويت، اعترف بشراسة خلافه السياسي مع جاسم الخرافي، وبتهور مقالاته التي كتبها في الثمانينيات ومنتصف التسعينيات وأحدثت أزمة بين الدول، طالب الإسلاميون بتغيير مسماهم لأنهم ليسوا الأكثر تديناً في البلاد، ووصف ما يحدث للرياضة الكويتية بأنه مساس بكرامة وطن، الأكثرية ترى في أطروحاته بلسماً للجراح الوطنية، فيما يراه الأقلية مُنظراً وليبرالياً متطرفاً.

• لماذا استقلت طواعية من رئاسة البرلمان العربي؟

ـــ احتراما لذاتي، فاختياري لرئاسة الاتحاد البرلماني العربي تم لكوني عضوا في برلمان بلدي، وما دمت عزفت عن الدخول في الانتخابات الكويتية، فليس من المنطق أن أبقى رئيسا، خصوصا أن أعضاء الاتحاد كلهم يمثلون في برلمانات بلدانهم.

• أو لشعورك بالفشل؟

ـــ ألا يكفينا نجاحا أننا لم نكن نخضع لأية حكومة عربية أوحتى جامعة الدول العربية؛ عملنا عملا جيدا، لكن الناس لا تعلم به، وإن شاء الله يكمل الإخوان على الخط نفسه.

• البعض قال بأن اتحادكم أشبه بـ (الأكذوبة)؟

ـــ هذا كلام قاسٍ وغير منصف! نحن لا نملك القدرة على الرقابة والتشريع على الحكومات، ولن تقبل أية حكومة أن يأتيها تشريع غير نابع منها، فائدة هذا الاتحاد تجسدت في الندوات التي عملناها مع المسؤولين العرب في ما يتعلق بالسياسة الخارجية وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين في الإقليم الواحد.

• وأين أنتم من الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووي مثلا؟

ـــ كنا نخطط لذلك قبل أن أستقيل من رئاسة الاتحاد، والأمر متروك لمن تولى المسؤولية بعدي.

• في رأيك، ما هو البرنامج الأخطر على دول الخليج؛ الإيراني أم الإسرائيلي؟

ـــ إيران دولة مسلمة والمفروض أن تكون صديقة، وتستطيع أن نتحاور معها لوجود علاقات، وليس لديها دعم دولي ولا تقف دولة عظمى معها، صحيح أن لها علاقات جيدة مع الصين وروسيا لكن تبقى مواقفهم مرتبطة بمصالحهم مع أمريكا. أما إسرائيل فدولة معتدية ولا تستطيع أن تتحاور معها ويكفيها دعم أمريكا، خصوصا إذا وصلت المسائل إلى مفترق طرق، فأمريكا لاتقف معنا، إنما مع مصالحها المرتبطة بالنفوذ اليهودي داخل أمريكا.

• قيل إنك أنشأت المجلس العربي للعلاقات الإقليمية والدولية لتحقق حلما مليئا بالتناقض بين بلدان عربية ما زالت تعيش مشاكل عالقة؟

ـــ هذا المجلس ضرورة للعالم العربي لعدم وجود مؤسسة مدنية عربية تعنى بالشأن الخارجي.

• ومن وراء الفكرة؟

ـــ أنا وضعتها، وتحمس لها عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية فظهرت إلى النور.

• علاقتكما جيدة، رغم إشاعة ترشيحك لمنصب أمين عام الجامعة العربية؟

ـــ هذا كلام مطروح في الشارع، لم يحدثني فيه أحد ولا أدري عنه ولم ترشحني به دولة الكويت.

• ألا ترغب في المنصب؟

ـــ أنا أفتخر إذا طرح اسمي، لكن رغبتي في علم الغيب.

• حاولت أن تجعل من القبس مشروعا قوميا ولم تستمر، لماذا؟

ـــ ومن قال لك إنني لم أنجح في مشروعي! أنا أفتخر بفترة رئاستي لصحيفة القبس، التي أصبحت فعلا مشروعا وطنيا، وفي فترة الثمانينيات ومنتصف التسعينيات الميلادية كانت «القبس» وجهة أي رئيس عربي يريد أن يخاطب شعبه؛ أجريت لقاءات مع كل الرؤساء والملوك العرب من دون استثناء وأغلب رؤساء الدول الكبرى. «القبس» كان لها تأثير واستقطبت أبرز الكتاب العرب، بعضهم كان يطلب الكتابة فيها دون مقابل.

• ولماذا تركتها؟

ـــ من أجل دخول مجلس الأمة، فأنا لا أستطيع الجمع بين موقعين.

• تترك منجزا ناجحا وتستبدله بعضوية مجلس الأمة؟

ـــ يعني أكون كذاب.

• قيل إنك خرجت منها نتيجة خلافات؟

ـــ مجلس الإدارة أهلي وجماعتي، وبالتأكيد كانت هناك خلافات، لم أكن متفقا 100 في المائة مع مجلس الإدارة، لكنها ليست سبب خروجي.

• خلافكم على ماذا؟

ـــ إداري بحت.

• إذن أنت تقف مع الرأي الذي يطالب بالجمع بين منصبي المدير العام ورئيس التحرير في شخص واحد داخل المؤسسات الصحافية؟

ـــ أعتقد أنه أمر ضروري لكيلا يحد المدير العام من صلاحيات رئيس التحرير، الذي ينبغي ألا يكون مبذرا أيضا.

• المشكلة ملموسة في الصحافة الخليجية تحديدا؟

ـــ بل على مستوى العالم.

• وهل ساهم سقف الرقابة في الكويت في وصول أعداد الصحف اليومية إلى 17 صحيفة؟

ـــ للأسف أنه وصل إلى مرحلة الفلتان.

• وهذا ينطبق على صحيفة القبس حاليا؟

ـــ القبس صحيفة محترمة وجيدة.

• وكيف كان سقف الحرية فيها، إبان فترة رئاستك لها؟

ـــ منضبطا، بل أكثر من ذلك.

• هل تسير على الخط نفسه الذي تركتها عليه؟

ـــ أعتقد.

• تقرأها؟

ـــ يوميا ودائما.

• يقال إنك رفعت فيها سقف الحرية لتصفي حساباتك مع خصومك؟

ـــ أعطني مثالا.

• خلافك مع رئيس مجلس الأمة وممثل دائرتك نفسها الانتخابية جاسم الخرافي؟

ـــ أنا على خلاف مع الخرافي لكن الأمور هادئة الآن، ولم أجرحه بتاتا منذ أن استلمت مسؤولية رئاسة التحرير في «القبس» إلى أن تركتها، هناك صحف تكتب اليوم عن عائلة الخرافي كلاما كانوا يتوقعون أن أكتبه في يوم من الأيام. أنا لا أصفي حسابات، ولا أدخل في مهاترات شخصية، أعتبر نفسي أكبر من هذه الأمور، ولو كنت أريد أن أتكلم عن الخرافي فلدي مواد كثيرة عليه.

• ألم تستغل إصدارك لصحيفة (الجريدة) في هذا الاتجاه الآن؟

ـــ «يعني الواحد يسوي صحيفة علشان يشتم الناس»! لا أعتقد أنها من الأخلاق المهنية للصحف، وأنا لا أؤمن بهذا الأسلوب. أعتقد أن في الكويت قضايا أهم من أن ندخل أنا والخرافي في خلافات علنية، دائما ما يسألوني عن الخرافي في كل مناسبة وفي كل مكان، حتى في الفضائيات، فأمتنع عن الإجابة، لأنني أرفض أن ننشر غسيلنا في الفضائيات والصحف.

• خلافكم شخصي؟

ـــ بل سياسي بحت.

• هل اعتبرت شراءه لشركتك المسماة بـ (دار المال) واستحواذه عليها بالكامل ضمن حرب التصفية لما بينكما من خلاف؟

ـــ هذا أمر حصل فعلا، لكن اسأل الخرافي. لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع.

• في ظل هذا الخلاف، هل تعرضت لضغوط أو تكتلات ضدك لتترك مجلس الأمة؟

ـــ أبدا، «وليش أتعرض لضغوط»، تركت المجلس بمحض إرادتي.

• والسبب؟

ـــ إن الوضع غير مريح، مجلس الأمة حاد عن طريقه، وأصبحت السيطرة للجناح الرقابي وغاب الجناح التشريعي وهذا وضع غير صحيح، لا مشاريع تقر، وكل الأمور أصبحت شخصية، وابتز بعض النواب الحكومة التي لبت طلباتهم فتوقفت التنمية.

• الغريب أن الحكومة صاحبة القرار هي التي تتنازل؟

ـــ تستطيع الحكومة لو أرادت ألا تتنازل، لديها أغلبية لم تستفد منها.

• هذا الوضع غير المطمئن سبب رئيسي في هروب رأسمال الأجنبي؟

ـــ ما تسميه رأسمال أجنبي لا يوجد في الكويت؛ لأنه لا يتجاوز 250 مليون دولار فقط. بالمقارنة مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي يتجاوز حجم رأسمال الأجنبي فيها الـ20 مليار دولار.

• والسبب فيها مجلس الأمة؟

ـــ المجلس إحدى المشاكل.

• التشريعات؟

ـــ لها دور، لكن المشكلة تكمن في مطالب مجلس الأمة من الحكومة والتي لا تنتهي. واستمرأ النواب كثيرا مع كل استجابة من الحكومة لمطالبهم.

• خرجت بمقال في صحيفتك (الجريدة) ترد فيه على المعاتبين لما ينشر فيها من مقالات حادة، أليس هذا تدخلا من قبلك كمالكٍ وناشر؟

ـــ المقال تضمّن قناعتي بحرية الصحافة والنشر ضمن أطر عدم المساس بكرامة الناس وعدم التجريح والاستهزاء، أنا على استعداد لنشر أي مقال أيا كانت قوته في الصحيفة.

• وما هو دور رئيس التحرير إذن؟

ـــ رئيس التحرير يشرف على الصحيفة، أما السياسة فأنا أضعها.

• أنت، أم وزارة الإعلام؟

ـــ وزارة الإعلام ليس لها حق أن تتدخل، ولا أسمح لها بذلك.

• إذن، كيف يطبق القانون؟

ـــ من حقهم أن يطبقوه إذا وجدوا جنوحا في الصحيفة.

• كأنك تقول إنكم سبقتم مواد القانون؟

ـــ وزارة الإعلام مثلها مثل أغلب الوزارات لا تطبق القانون أصلا.

• هل يحتاج إلى تغيير في مواده؟

ـــ يحتاج إلى تطبيق، دائما موظفو الحكومة إذا واجهتهم مشكلة يقولون: «خلونا نشرع قانون». مشكلتنا أنهم لا يطبقون القانون الموجود حاليا.

• لماذا شعر الكثير من قراءك بليونة لم يعهدوها في قلمك الحاد والمباشر بعد دخولك مجلس الأمة؟

ـــ الحدة قلت بحكم السن.

• ربما بتغير الحسابات؟

ـــ حساباتي لم ولن تتغير، أكتب حاليا مقالات أقوى من مقالاتي السابقة وبمعانٍ أقوى، لكن بأسلوب أهدأ.

• كنت مندفعا أكثر من اللازم في «القبس»؟

ـــ من دون شك، هناك مقالات لو طلب مني الآن كتابتها فلن أكتبها، وصلت إلى درجة وترت فيها العلاقات بين دول شقيقة وصديقة، وأتذكر رسالة بعث بها الرئيس السوداني جعفر نميري -رحمه الله- لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد يقول له فيها: إنني عميل للمخابرات الأمريكية وتم منع الصحيفة في السودان. كانت الـ (بي بي سي) تنشر مقالاتي في تلك الفترة.

• هل منعت من دخول دول عربية؟

ـــ لم أمنع، لكنني تأذيت في بعض الدول، أعرف ذلك إذا تم إبطاء سفري في المطار.

• قلت الأسبوع الماضي «إن هناك من يربطون اسمك بقضايا فساد»، فمن هم؟

ـــ أنا كشفت بعض عناصر الفساد في البلد وهذه مؤسسة قوية جدا، هؤلاء يريدون أن أكون فاسدا مثلهم، ومن ثم فكل ما أطرحه من قضايا ليس له تأثير.

• مِن الحكومة أم مِن رجال الأعمال؟

ـــ سمهم ما شئت، هم من كانوا وراء سرقة الناقلات والاستثمارات الخارجية.

• كشفتهم على صفحات صحيفة القبس؟

ـــ ظللت وراءهم 15 عاما.

• والآن يصفون حساباتهم معك؟

ـــ نعم.

• وأنت؟

ـــ أتحدى كائنا من كان أن يثبت أنني خالفت أومددت يدي إلى مال عام.

• حتى قضية الفحم المكلسن؟

ـــ الفحم المكلسن هو مشروع خصخصة قطاع البتروكيماويات في الكويت، تم إنزاله من قبل مؤسسة البترول في مزايدة، فتقدمت سبع شركات من بينها شركة لأهلي وهي التي فازت بالمشروع، لو فازت واحدة من الشركات الست الأخرى لما تحدث أحد.

• قيل إن هذه المزايدة تتعلق بثروة طبيعية ما كان يجب أن تنزل؟

ـــ هذا كلامهم، اذا أرادوا أن يحاسبوا أحدا فليذهبوا لوزارة البترول، لا أن يحاسبوا أهلي.

• وهل هم وراء التجريح الذي تتعرض له منذ 15 عاما؟

ـــ من دون شك، كتبت مقالات ضدي في الصحف الكويتية من بعض عناصر الفساد لا يتحملها أحد، ذهبت للقضاء كثيرا بسبب ذلك وفزت بـ95 في المائة من القضايا.

• كم قضية رفعت عليك؟

ـــ بالعشرات.

• وبسببها رفعت عنك الحصانة البرلمانية؟

ـــ مرة واحدة، بسبب نزول كاريكاتير في صفحة تسالي الداخلية في صحيفة القبس في شهر رمضان عام 1996م، واعتبرته الجماعات الإسلامية مساسا بالصحابة. رفعت علي دعوى حسبة وكان محامي الخاص يحضر الجلسات فاستاء القاضي لعدم حضوري، فحكم علي بالسجن مع النفاذ.

• ألا تجيز مواد الصحيفة كرئيس تحرير؟

ـــ أعطني رئيس تحرير يقرأ كل الصفحات لصحيفة يومية تصدر في 56 صفحة.

• إذن ما هو دورك في الصحيفة؟

ـــ إجازة الصفحة الأولى وصفحة المقالات والأخبار السياسية، أما البقية فمفوِض لها مسؤولين في التحرير.

• طبعا اتصلت بالمتنفذين من أصدقائك المسؤولين للخروج من المأزق؟

ـــ لا والله، ذهبت في اليوم الثاني إلى الجهات المختصة لأسلم نفسي، فقالوا لي: «روح ولا تسبب لنا مشاكل»، فأخبرتهم أنه مطلوب القبض علي بشرط أن تطبقوا القانون على كل الشخصيات الصادرة عليهم أحكام. فورا طلب وزير العدل من المحكمة أن تنعقد للاستئناف وإصدار حكم، كانوا يعرفون أن الحكم لن ينفذ علي، فصدر حكم ثانٍ لصالحي وانتهت القضية.

• من التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي إلى البرلمان العربي، ما هو الرصيد على أرض الواقع؟

ـــ التحالف الوطني شيء والمنبر الديمقراطي شيء آخر والبرلمان العربي كذلك، وهذا جزء من العمل السياسي.

• العمل السياسي الذي لا يحقق نتيجة ما فائدته؟

ـــ هذا سؤال من يستطيع أن يجيبك عليه، وما أدراك أنه لايوصل إلى نتيجة.

• رصيدكم خلال الفترة الماضية؟

ـــ العمل السياسي عمل مستمر؛ نتيجته قد تظهر بعد شهر وقد لا تظهر إلا بعد أربع سنوات أو أكثر، ثم من قال لك إنه عمل غير مفيد.

• انسحابك من مجلس الأمة؟

ـــ انسحابي بسبب صدقي مع نفسي وعدم قدرتي على تقديم شيء.

• ألا تعتبرها انهزامية أمام الواقع؟

ـــ الآن الاعتراف بعدم القدرة على فعل شيء والصدق مع الناس يعتبران انهزامية، أنا أعتبرها قمة الصدق.

• من المعروف أنك على علاقة جيدة مع الحكومة، فلماذا لم تنضم لها؟

ـــ عرضت علي الوزارة أربع مرات. رفضتها، لا أرى نفسي وزيرا ناجحا، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.

• مازال هناك سخط نسائي في الكويت يطالب بحقوق أكبر للمرأة؟

ـــ أنا لم أسمع بهذا الكلام، لكن أكثر مما صار (شتبي) المرأة عاد من حقوق.

• هل تحتاج الحركة الليبرالية في الكويت إلى «نفضة»؟

ـــ كل شيء في الكويت يحتاج إلى نفضة، الأخطاء تحدث كل يوم في الحركة الليبرالية والوطنية والإسلامية.

• يبدو أن لك موقفا من الإسلاميين؟

ـــ أنا لا تعجبني كلمة (إسلاميين) لأننا كلنا مسلمون. لماذا يعطون لأنفسهم الحق في أن يسموا أنفسهم إسلاميين ونحن لا نسمي. يا أخي خلهم يسمون أنفسهم اسما آخر، ثم من قال إنهم أكثر تدينا منا أو حبا للإسلام أو أكثر عقيدة وإيمان، من قال ذلك؟!.

• وما زالوا بالقوة نفسها كتكتل؟

ـــ التكتل الإسلامي ضعيف الآن، «الإخوان المسلمين» الذين كان عندهم في المجلس السابق خمسة أوستة، لم يبق لديهم إلا واحد في المجلس الحالي.

• هل تفضل استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء على تقديم التنازلات للنواب؟

ـــ هو الذي يجب أن يقرر وليس أنا الذي أفضل، أعتقد أنه عندما صعد المنصة أوقف كل التنازلات.

• إذن، ما هي دواعي الخوف التي تزعج من طلبات الاستجواب؟

ـــ اسأل رئيس الوزراء، أما أنا فلا أخاف من الاستجواب.

• هناك من طالب بحل المجلس؟

ـــ بعد صعود سمو رئيس مجلس الوزراء للمنصة ألغي قرار حل المجلس الحالي.

• وكيف واجهتم خروج كثير من النواب عن النص؟

ـــ لو طبقت الحكومة النظام بحزم لما حدثت هذه التجاوزات. في مجلسي 2006 و2008 حدثت انتخابات فرعية وهي مُجرمة قانونيا، وقامت على إثر ذلك الحكومة بواسطة وزير العدل بطلب تحويل بعض النواب إلى المحكمة، ندما جئنا للتصويت على طلب رفع الحصانة عن هؤلاء النواب لمحاسبتهم، امتنعت الحكومة عن التصويت على هذا الطلب، كانت نتيجة ذلك أن تعدى أحد النواب بالقول إلى درجة الشتيمة على أناس من خارج المجلس، وكنت أحد الذين طالهم هذا التعدي، فالحكومة امتنعت عن التصويت رغبة منها في ضمان موقف هذا النائب معها للتصويت على أحد المشاريع، ورغم أن رئيس مجلس الأمة طلب إنذار أو لفت نظر هذا النائب.

• هذا يعني أن الدستور في الكويت يتقدم على الحركة السياسية؟

ـــ أنا أعتقد أن الدستور هو الذي يحمى البلد والسلطتين التشريعية والتنفيذية، ويتقدم بخطوات كبيرة على الحركة السياسية في الكويت.

• والدعاوى المطالبة بتعديله؟

ـــ أنا مع التعديل في ظل توافق سياسي؛ بمعنى أن الحكومة ومجلس الأمة يتفقان وكذلك تتفق الجماعات السياسية في ما بينها. في عام 1962م عندما وضع الدستور قالت المذكرة التفسيرية «إن الدستور يعدل بعد خمس سنوات إلى مزيد من الحريات» فالخوف أن تضيق على الحريات، فإن لم يكن هناك توافق قبل دخوله إلى مجلس الأمة، فأنا ضد تعديله أصلا.

• رغم شعبيتك الكبيرة وسط المواطنين، إلا أنك خذلتهم بمعارضتك الشديدة لإسقاط القروض عنهم بعد الأزمة المالية العالمية، لماذا؟

ـــ لأن كل مواد الدستور تقول العدل والمساواة دعائم المجتمع والناس سواسية أمام القانون، كيف نساوي أمام القانون بين مواطن غير مقترض ولم يستفد من إسقاط القروض، وآخر اقترض واستفاد.

• المقترض متضرر حاليا وليس مستفيدا؟

ـــ وما أدرانا أنه متضرر أصلا، وكيف تكون المساواة عادلة بين من اقترض عشرة آلاف فقط وآخر اقترض مليون دينار.

• والحل؟

ـــ دعم الاقتصاد وضخ مشاريع مالية في البلد وليس اتخاذ قرار جنوني بإسقاط القروض، خصوصا إذا عرفنا أن المعسرين من المقترضين لا يتجاوزون ثلاثة في المائة، فيما ينتظم 97 في المائة في سداد ما عليهم.

• وهذا ما دعاك للمطالبة بأن يكون عام 2010 هو عام المال العام؟

ـــ كل دول العالم التي تعرضت لآثار الأزمة المالية العالمية صرفت من المال العام للحفاظ على مؤسساتها المصرفية واقتصادها بما فيها جميع دول الخليج، باستثناء الكويت. آن أوان المال العام للحفاظ على اقتصادنا.

• خذلت الحركة الرياضية أيضا بوقوفك مع مرزوق الغانم رئيس نادي الكويت السابق، مستغلين مقاعدكما في مجلس الأمة فتسببتم في تصعيد الأزمة مع أندية الأغلبية لصالح نادي الكويت أحد أطراف ما سميت بأندية التجار المعارضة، الذي سبق لك اللعب له ورئاسته أيضا؟

ـــ هذا غير صحيح، نحن وقفنا مع تطبيق القوانين التي لم تعجب الآخرين والاتحاد الدولي أيضا.

• ولماذا أيدت إيقاف نشاط الكرة الكويتية على الرضوخ لمطالب الاتحاد الدولي؟

ـــ لأن فيها كرامة وطن ولا يصح أن نفرط فيها، من هو الاتحاد الدولي الذي يطالبني بتغيير قوانيني الصادرة من مجلس الأمة والسلطة التشريعية، أعتقد أن غيابنا لسنة أو اثنتين يمكن أن يكون فيها خير لكرتنا، مستوانا الآن ليس جيدا، وهي فرصة لتحسين وضعنا الداخلي.

• ماذا تقصد عندما قلت بأن تقدم الرياضة في الكويت والخليج مرهون بعدم وجود مسؤولين حكوميين؟

ـــ أنه يجب أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، يا أخي الأندية الكبيرة هي التي تحكم الدوري في إنجلترا لأنها ناجحة، أما في الكويت فالأندية الصغيرة هي التي تتحكم لأنها الأغلبية، لايمكن في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا أن يتكون مجلس إدارة اتحاد كرة القدم من أعضاء بفريق درجة ثانية، الفاشلون في الكويت يأتون من أندية الدرجة الثانية ويشكلون اتحادا بالأغلبية فهل يعقل هذا.

• والمطلوب تعديل القوانين؟

ـــ قوانين الرياضة غير قوانين الانتخابات التي تأتي بالكفاءات، فهذه يجب أن تتغير.

• وكيف تخرجون من المأزق الحالي؟

ـــ المأزق تسبب فيه من ذهب ليشتكي اتحاد بلاده للجان الدولية.

• الآن تضعون اللوم على من حاول حل المشكلة وإيجاد مخرج للأزمة؟

ـــ لم يحدث من قبل أن اشتكى أحد المواطنين دولته للاتحاد الدولي إلا في الكويت.

• لأن قوانينكم تتعارض مع قوانين الاتحاد الدولي؟

ـــ «مو صحيح»، كل دول العالم تتعارض قوانينها مع قوانين الاتحاد الدولي.

• جرحتكم الشكوى؟

ـــ طبعا.

• رغم تعاطفك مع (البدون) إلا أنك كنت حادا جدا ووقفت في صف المعارضين لتجنيسهم، لماذا؟

ـــ هم ليسوا نبتة شيطانية، منذ أن فتحنا عيوننا وهم موجودون، فيهم من يستحق الجنسية هو وعائلته ممن سالت دماءهم أثناء الغزو.

• فقط؟

ـــ كذلك من قدم أعمالا جليلة للكويت، ثم لماذا يخفي هذا (البدون) جنسيته الأخرى؟!.

• القوانين سمحت لهم أن يكونوا مثل الكويتيين؟

ـــ هم لم يفقدوا الميزات التي تمنحها الحكومة لأي كويتي من تعليم وعلاج مجاني ويعاملون كما يعامل الكويتي، لا يمكن أن تجنس مائة ألف عائلة؛ بمعنى عشرة في المائة من الشعب الكويتي البالغ عدده مليون شخص، فتتغير التركيبة السكانية للبلاد.

• وهذا ما رفع مستوى البطالة في البلاد؟

ـــ من دون شك.

• بصراحة، هل أنت متفائل بمستقبل العملية السياسية في الكويت في ظل الصدام الدائم بين مجلس الأمة والحكومة؟

ـــ الله يستر.