أكد لـ «عكاظ» قائد تطهير جبل الدود اللواء الركن سعيد الغامدي، أن المتسللين لم ينسحبوا من أراضي المملكة بل دحروا وهزموا، وروى في حديث لـ «عكاظ» تفاصيل المواجهة التي بدأت قبل نحو شهرين، مؤكداً أن عملية تطهير جبل الدود الذي يمثل موقعاً استراتيجياً مهماً تم على ثلاث مراحل وفق خطة دقيقة وبرنامج زمني وبأقل قدر من الخسائر البشرية.
وبين أن المملكة ستستخدم كافة الإجراءات الأمنية والطرق التي تكفل منع تكرار أي تسلل، سواء من خلال استخدام الأسلاك الشائكة أو حقول الألغام، والحفر لحماية الحدود من التسلل.
حرب شرسة
قائد اللواء المظلي الأول اللواء الركن سعيد الغامدي أكد أن المعركة بدأت مع العناصر المتسللة بعد أن احتلوا بعض القرى السعودية الحدودية، وتمركزوا في قمم الجبال، ولم يفكروا في عواقب الأمور، لقد خضنا ضدهم حربا شرسة، ولم يعقنا شيء أبدا، وضربنا بيد من حديد العناصر المتسللة ودحرناهم خارج أراضينا وبالقوة.
معقل المتسللين
وأضاف اللواء الغامدي أن منطقة الملاحيط كانت بداية الشرارة، حيث انطلق المتسللون منها بعد أن جعلوا منها مقراً لقيادتهم حيث تمركزوا في الأودية والجبال، ومن خلال الطائرات بدون طيار، والطلعات الجوية الأخرى استطعنا تحديد مواقعهم، وأوكارهم، ووضعنا الخطة المناسبة للهجوم عليهم، وطردهم من داخل أرضنا.
استرجاع القلعة
ويصف قائد المعركة المراحل التي خاضوها ضد المتسللين بالقول «وضعنا خطة من ثلاث مراحل؛ لاسترجاع القلعة في أعلى قمة جبل الدود، حيث كانت تعتبر أهم قلعة يتحصن فيها المتسللون، وتعد موقعا استراتيجيا في الحرب، فبدأنا المرحلة الأولى وهي معركة غارب كبع، ودارت هناك معارك شرسة، ولكن حققنا فيها النصر ولله الحمد.
أما المرحلة الثانية ــ والحديث هنا لقائد المعركة ــ كانت تركز على الوصول إلى قمة الجبل، وخلال المعركة واجهنا بعض الصعوبات، حيث أن العناصر المتسللة كانت في كل مكان من الجبل من الأسفل وحتى القمة، الأمر الذي كلفنا بعض الوقت للوصول إلى أعلى القمة سيرا على الإقدام، فبدأ الجنود يتقدمون ويقاتلون بكل شجاعة ويدحرون العدو، وكلما تقدمنا خطوة، نقوم بتمهيد وشق الطرق بواسطة المعدات الثقيلة، حتى نتمكن من إيصال بقية المقاتلين ونتمكن من توصيل التعزيزات والمؤن بسهولة، وبفضل من الله، سيطرنا على كامل جبل الدود ووصلنا إلى القلعة في قمة الجبل، وأصبحنا نحكم السيطرة على أهم موقع استراتيجي في الحرب، فمن هنا نستطيع رصد تحركات العدو ليل نهار، ومن على بعد 20 كلم، بواسطة وسائل التقنية الحديثة التي تمكنا من مراقبتهم وملاحقتهم والتصدي لهم. وزاد: المرحلة الثالثة من الحرب هي الوصول إلى الحد الدولي، وأيضا تمكنا من ذلك وأقمنا شريطا أمنيا هناك.
أوكار المعتدين
وكشف اللواء الغامدي عن أوكار المعتدين، حيث كانوا ينحتون الجبال والصخور الكبيرة، ليختبئوا داخلها ويتحصنوا فيها، ويعلق على ذلك قائلا: كشفنا جميع أوكارهم، وضربناهم وهم في داخلها، ومات منهم من مات، وانهزم معظمهم من أرض المعركة.
مطاردة مستمرة
وعن قصف الجيش السعودي للعناصر المتسللة داخل الأراضي اليمنية، قال: المتسللون يعتبرون أعداء، ومن واجبي البحث عنهم ومطاردتهم ما دمنا في حرب معهم، لذلك سأبحث عن العدو ومصادر تموينه أينما كان، وسألاحقهم أينما ذهبوا، حتى وإن كانوا تحت الأرض أو في السماء.
لا حرب بدون خسائر
ووصف قائد المعركة في جبل الدود أن من يريد أن يدخل حربا، ولا يريد أن يخسر شيئا بالأمر المستحيل، فالخسائر أمر وارد في كل معركة، ولكن القوات السعودية لم تخسر سوى عدد بسيط من الجنود.
تأمين الحدود
ورفض اللواء الغامدي عبارة «انسحاب» قائلا: كيف أنسحب وأنا أصلا في أرضي، فهذا هو مكاني الطبيعي، وكقائد للمعركة، أؤكد أننا باقون، وسنستخدم كافة الإجراءات الأمنية والطرق التي تكفل منع تكرار أي تسلل، سواء من خلال استخدام الأسلاك الشائكة أو حقول الألغام، والحفر، ومواقع دفاعية محصنة.
انسحاب كاذب
وعن انسحاب العناصر المتسللة من الأراضي السعودية أكد أنهم لم ينسحبوا بل دحروا وأضاف «والله لقد كذبوا، فهم لم ينسحبوا بل طردوا بعد أن واجهناهم في الأودية والتلال، وفوق الجبال، ولم يخرجوا منسحبين بل مطرودين».
وزاد: نحن في اشتباك يومي معهم ليلا ونهارا، ولا يفصل بيننا سوى 500 متر فقط، ولكن ليس في أراضينا، بل في أوكارهم ومخابئهم داخل أراضيهم.
وشدد على أن القوات المسحلة أنهت كل عمليات التهريب التي يقوم بها المتسللون سواء مخدرات أو أسلحة، ووجود القوات المسلحة هو العلاج الوحيد لهؤلاء العابثين بالأمن.