-A +A
حمود أبو طالب
حين يعود الهدوء إلى المنازل بعد انتهاء فترة الاختبارات، تكون بعض هذه المنازل قد ضمت بين جنباتها أفواجا جديدة من مشاريع المدمنين والمدمنات.. هذا ما تؤكده معلومات المؤسسات والجهات المعنية بقضية المخدرات، ومنها جمعية (كفى) للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات في منطقة مكة المكرمة، التي ذكر مديرها التنفيذي لصحيفة الشرق الأوسط في أول أيام الاختبارات أن هناك محاولات حثيثة من المروجين لكسب شرائح جديدة من متعاطي (الكبتاجون)، حيث يتم توزيع أقراصه بأسعار زهيدة أو بشكل مجاني على الطلاب والطالبات في مواسم الاختبارات بهدف كسبهم كمتعاطين للفترات التي تليها.
الذي نعرفه أن الوطن الذي كنا نرفع له شعار (وطن بلا مخدرات) أصبح هدفا استراتيجيا لعصابات المخدرات التي تحاول اختراقه وإغراقه بكل الوسائل، رغم الجهود الحثيثة لأجهزة المكافحة على المنافذ الحدودية وفي الداخل، لكن الذي لم نكن نعرفه أو نتوقعه أن تصل أساليب الترويج إلى حد: خذ حبة مجانا أو ادفع قيمة حبة وخذ حبتين مجانا. ربما بسبب هذا الترويج الاحترافي غرق الكثير من الفتيان والفتيات في مستنقع المخدرات.. وحين نتحدث عن المخدرات فربما نعني بصورة خاصة المخدر الشعبي الرخيص (الكبتاجون)؛ لأن المخدرات الغالية ذات المزاج العالي تظل محدودة الانتشار بين الطبقة القادرة ماليا..
ولكي نعرف حجم شعبية ورواج الكبتاجون ما علينا سوى مراجعة إحصائية المضبوط منه في المنافذ الحدودية خلال العام الماضي 2009م، وحين نعرف النسبة التقريبية المتعارف عليها دوليا بين المضبوط والمتسرب إلى الداخل، سنعرف حجم الكارثة التي تنهش مجتمعنا وتحصد نسبة غير قليلة من أبنائه وبناته.. والخطير في الأمر أن تداول هذا المخدر اللعين أصبح ينتشر بشكل شبه علني في بعض الأماكن، والأخطر أنه لم يعد ثمة شك في اختراق مدارس البنين والبنات حتى الابتدائية منها، وهذه المعلومة يثبتها وجود عدد من الذين وصلوا مرحلة التعاطي المنتظم وهم في هذه المرحلة، فهل هناك ما هو أسوأ من هذا الحال؟؟
هذه القضية الخطيرة لن تنجح في محاصرتها نوعية الجهود والاجتهادت القائمة حاليا؛ لأنها أصبحت أكبر من برامج التوعية التقليدية، إنها قضية وطنية خطيرة تحتاج إلى مشروع وطني شامل وفاعل، وإلا فقد نحتاج في يوم ما إلى مصحة لعلاج الإدمان في كل حي..

habutalib@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة