-A +A
محمد المداح (واشنطن)، عهود مكرم (برلين)
أجل السيناتور الجمهوري جون وورنر رئيس لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ الأمريكى إصدار قرار من الكونجرس مؤيد للحملة العسكرية الإسرائيلية على حزب الله اللبنانى وعلى حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الفلسطينية، محذراً باقي الأعضاء من التأثيرات المحتملة للصراع على الحرب الأمريكية في العراق، وسلامة الأمريكيين في لبنان. وقال السيناتور جون وورنر إنه يرغب في أن يحصل كافة أعضاء المجلس على الفرصة الكافية لدراسة القرار ومناقشته، بدلاً من تمريره بإجماع عدد محدود من الأعضاء.


كما وحذر السيناتور وورنر قائلاً: «إن هذا الأمر بالغ الحساسية هذه المرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ووضعها في الشرق الأوسط، وبالتأكيد سيكون للتصرفات الإسرائيلية أثر يتجاوز لبنان وغزة.» وكانت مسودة قرار قد طرحت للنقاش على مجلس الشيوخ الأمريكى يوم الاثنين تعيد «التأكيد على دعم مجلس الشيوخ الراسخ والقوي» لإسرائيل، و «حقها في الرد الملائم» ضد كل من حزب الله الذي اختطف جنديين إسرائيليين» خلال غارة عبر الحدود قبل نحو أسبوع، وضد حركة حماس الحزب الحاكم في السلطة الفلسطينية ، وهما المنظمتان اللتان صنفتهما الولايات المتحدة بوصفهما «جماعات إرهابية.»
وقد أثار السيناتور وورنر المخاوف بشأن حجم الرد الإسرائيلي، محذرا باقي الأعضاء من أن الدعم الأمريكي لإسرائيل «ينبغي ألا يكون من دون شروط». وقال: إن «ما من شك» بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكنني أتساءل ما إذا كان يجب أن نصوغ هذه المسودة بهذا الشكل أم لا.» وحث وورنر أعضاء مجلس الشيوخ المؤيدين للقرار، بمن فيهم الزعماء الديمقراطيون والجمهوريون ، على إعادة التفكير بصيغة القرار، وتجنب زيادة التوترات وإشعالها . وقال إن تصرفات مجلس الشيوخ قد تؤثر على جهود حماية أكثر من 25 ألف أمريكي في لبنان حالياً، وكذلك على الدعم للحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان، والجهود الدبلوماسية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وتابع السيناتور وورنر قائلاً أن الشعب اللبناني يعانى كثيراً هذه المرة ،
وكذلك الشعب الفلسطيني في غزة، وكثير من أفراد هذين الشعبين لا يؤيدون حزب الله أو حماس . كما أكد قلقه على الحكومة اللبنانية، والأمور الجارية حالياً.
وماذا سنفعل إن سقطت الحكومة؟» ومن جهة اخرى توقع كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة امس مشاركة دول اوروبية بقوات في قوة مقترحة لاعادة الاستقرار الى لبنان لانهاء القتال المتفجر في جنوب البلاد.
وصرح عنان في مؤتمر صحفي ببروكسل بان القوة المقترحة يجب ان تكون اكبر وان تكون مجهزة بمعدات أفضل وان تتمتع بتفويض أقوى من قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان وقوامها 2000 فرد والتي لم تستطع الحفاظ على السلام على الحدود الاسرائيلية اللبنانية. وقال عنان «انه امر ملح ان يتحرك المجتمع الدولي لاحداث اختلاف على الارض. وأتوقع قوة يكون لها مفهوم مختلف ومعدل عن العمليات وتكون لها قدرات مختلفة. أتوقع مساهمات من دول اوروبية ومن دول من مناطق أخرى.» وكان عنان يتحدث بعد ان اجرى محادثات مع جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية الذي صرح بان بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي عبرت عن رغبتها في المساهمة في القوة المقترحة.
وعلى الصعيد نفسه قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت امس إن نشر قودة دولية في لبنان قد يكون أفضل وسيلة لضمان استمرار أي وقف لإطلاق النار بالمنطقة يتم الاتفاق عليه.
وقالت بيكيت لراديو هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» بعد يوم من إثارة زعماء بمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى احتمال إرسال قوات إلى لبنان «نعتقد أن هناك مساهمة يمكن أن تقدمها قوة دولية.» واستقبلت الولايات المتحدة الفكرة بحذر. وقالت بيكيت إنها مستعدة للاستماع لاقتراحات أخرى غير أنها أضافت أن بريطانيا تدرس خيار ارسال قوة دولية مع الولايات المتحدة ودول أخرى. وأضافت «الجميع يدركون أنه في مرحلة ما سيتعين التوصل إلى وقف لإطلاق النار... سيكون التوصل إلى وقف لإطلاق النار أشد صعوبة إذا لم يكن هناك ضمان على الجانبين بأن وقف إطلاق النار يمكن أن يستمر».