-A +A
ثامر عدنان شاكر
أخيرا البريد السعودي يتعاقد مع Google لعنونة المناطق والأحياء في السعودية وثبة في عالم البريد والعنونة التي كانت تزعجنا حد البكاء.. أخيرا لن ننتظر عند الشجرة الكبيرة والعمود المكسور، والخرابة عند أول الشارع واللوحة عند البيت المهجور، حتى نوصف لزوارنا المسكن الأليم!! في القريب العاجل سيكون بمقدور الدفاع المدني والإسعاف والمطافئ، وكافة الجهات الخدمية ، الوصول بكل يسر وسهولة بلا عابر سبيل ينتظر في الزاوية أخذا بيد الضائع المسكين!.
حلم يتحقق أخيرا، وعلى حد كلام أخونا الأستاذ محمد بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي، أن ذلك الإنجاز ما هو سوى خلاصة عمل متواصل منذ خمس سنوات مضت!! وهنا يجب علينا أن نبتسم ونفرح، ونصفق مقرين بحجم الحدث، لكن دعونا نتساءل في براءة وهدوء وسكون.. لماذا كل هذا التأخير في ولادة نظام عنونة سبقتنا إليه نصف الكرة الأرضية، وفي بلد بحجم المملكة العربية السعودية!.

ورغم أننا لم نر النظام الجديد يتحدث ويهمس أو يقول، ورغم أننا لا ندري عن مدى كفاءته شيئا ولم نلمس طردا تائها وصل لمستقره أخيرا بعد طول اشتياق لقلب العاشق الولهان، يبقى اسم Google مبعث الأمل، ورديف الكفاءة على مستوى العالم، مما يضمن لنا جودة المنتج المقدم من الشركة العملاقة والتي لها باع طويل في هذا المجال، والذي توج أخيرا باقتحامها عالم الهواتف النقّالة من خلال طرحها للجهاز الجديد مؤخرا في الأسواق العالمية.
اليوم وفي عصر تفشي الإرهاب المقيت، تتعدى القضية وجبة بيتزا تائهة يحلم بها ولد كلبوز يئن جوعا وألما رغم صفعات والدته المقهورة على أثاث البيت الذي يعاني ما يعاني وراتب الأب الضائع، المجاهد في دروب الحياة.. هي قضية أكبر بكثير من تلك السخافات، تسمى أمن وطن. أن ترتبط أسماء الأشخاص بالمواقع وتقيد في سجلاتهم المدنية مع كافة المعلومات الشخصية، مع تقديم تعهد بتبليغ السلطات في حالة تغيير المسكن أو مكان العمل، كما هو الحال في كافة دول العالم المتقدمة، لخطوة كبيرة في تطوير أجهزتنا الرقابية الخدمية على كافة الأصعدة ومن أهمها مسار الملفات الأمنية الشائكة، فما بالكم بدولة مثل السعودية والتي تعاني ما تعانيه من عمالة متخلفة تزداد كل عام بلا سجلات نظامية، والتي لا نعرف عنها شيئا؟!.
نتمنى أن تلحق كافة خدماتنا المتردية والمتهالكة، بركب نظام العنونة الجديد، والتي كان آخر مآسينا معها مشهد شبكة الاتصالات البنكية والتي سقطت بالسكتة القلبية متهاوية، مترنحة ،خلال عطلة الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى توقف عملية الدفع والسحب بواسطة بطاقات الصرف الآلي، مما أثار الحنق والغضب، والذي من المؤكد كان نتيجته كمية مهولة من دعاوى الأهالي التي لو قدر لها أن تصادف أبواب السماء مفتوحة، لما بقي اصبع سليم في يد كل من تسبب في تلك الكارثة!.
نتمنى من الله الكريم، أن يكرمنا وأن نعرف أين الخلل، وأن نعمل من صميم قلوبنا، وأن نعطي، حتى نتمكن من النهوض والوثب.. والانطلاق بلا حواجز سخيفة تعيق تطور مجتمعنا وازدهاره، في عصر لم يعد يسمح بمزيد من تلك المهاترات!.
دمت يا وطن بألف خير رغم تقصير المقصرين وجشع الطامعين، وفساد المفسدين!.