لا تريد أمريكا ولا الغرب الاعتراف بخطيئة تاريخية ارتكبوها تجاه الإرهاب والإرهابيين، تلك الخطيئة هي إيواؤهم لعناصر وقادة ومنظري الإرهاب لسنوات طويلة كانت فيها بعض الدول العربية والإسلامية تطالب باسترجاع كثير منهم في قضايا تتعلق بالإرهاب.
لم يكتف الغرب بالإيواء، بل منحوهم الحرية في التنقل والحرية في التنظير للإرهاب والحرية في إصدار الفتاوى الإرهابية دون رقيب أو حسيب، وأضافوا لهذا تقديم السكن والمعونة المالية لهم كل شهر باعتبارهم لاجئين سياسيين، وظنوا ــ حينذاك ــ وبعض الظن إثم أن نار الإرهابيين ستظل مقصورة على أوطانهم الأم ولن تطال بشررها الغرب ودوله ومجتمعاته ومواطنيه، وكمثال واحد على هذا فإن أبو قتادة الفلسطيني قد أصدر عشرات الفتاوى التي تحرض على القتل ومنها فتواه الشهيرة لإرهابيي الجزائر بقتل النساء والأطفال وهو ينعم برغد العيش في عاصمة الضباب لندن.
كان هذا تذكيرا بما كان يجري قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أما بعدها فالمشهد واضح والكثيرون يعرفونه بالتفاصيل المملة.
لقد كان منفذو الحادي عشر من سبتمبر مجموعة من عناصر القاعدة ينتمون لدول عربية وإسلامية متعددة، ولم يعد هذا مجال شك ولا جدالٍ كما أثارت طالبان الأسبوع الفائت من خلال طلبها من الأمريكيين أن يقدموا دليلا على أن يكون ابن لادن مسؤولا عن تلك الأحداث، وكأنهم لم يقرأوا ولم يروا ولم يسمعوا تبني القاعدة الواضح والصريح للعملية، وربما كان لغيابهم في الكهوف سنين عددا دور في مثل هذه التصريحات.
لا أريد الاستطراد في هذا الحديث، ولكنني أحببت التعليق على القرار الأمريكي الأخير بفرض إجراءات مهينة واستثنائية شملت أربع عشرة دولة منها المملكة العربية السعودية، والسعودية دولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية على طول تاريخ العلاقة بين البلدين.
ما يغفله هذا القرار الأمريكي هو أن الإرهاب لا وطن له، وعناصره يأتون من كل بلدان العالم، والحل لا يكمن في قرارات مجحفة ومهينة تجاه بلدانٍ يتم تحديدها بانتقائية، ولو أردنا التمثيل بالحوادث الأخيرة فإن قاتل الجنود في القاعدة الأمريكية فورت هود كان أمريكيا، ومفجرو لندن جاءوا من لندن نفسها لا من الخارج، وغيرهم كثير.
لقد كانت القاعدة تحاول إقناع الجميع من خلال خطابها وفتاواها وعملياتها بأن الغرب كل الغرب هو عدو محارب، بمؤسساته ومواطنيه وكل مافيه، بمعنى أنه يتعامل بالجملة مع دولٍ فيها الكثير من التباين والتعقيد في مؤسساتها السياسية والمدنية والكثير من الاختلاف بين مواطنيها، ويبدو في القرار الأمريكي الأخير أن أمريكا بدأت تحذو حذو القاعدة في هذا التعامل بالجملة فأصدرت قرارها على هذا الأساس.
قالت القاعدة يجب قتل كل غربي مهما كان دون تفريقٍ، وتقول أمريكا اليوم يجب إهانة كل مواطنٍ من أربع عشرة دولة دون تفريق، والإهانة والطعن في الكرامة واتهام الأبرياء بالإرهاب جرائم تقارب في بشاعتها جريمة القتل، والفارق هو أن التصرف الأول صادر من جماعة إرهابية متشددة وهمجية، والثاني صادر من دولة ترى في نفسها ويرى فيها الكثيرون حول العالم أنها بلد الحريات وحقوق الإنسان!
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة
لم يكتف الغرب بالإيواء، بل منحوهم الحرية في التنقل والحرية في التنظير للإرهاب والحرية في إصدار الفتاوى الإرهابية دون رقيب أو حسيب، وأضافوا لهذا تقديم السكن والمعونة المالية لهم كل شهر باعتبارهم لاجئين سياسيين، وظنوا ــ حينذاك ــ وبعض الظن إثم أن نار الإرهابيين ستظل مقصورة على أوطانهم الأم ولن تطال بشررها الغرب ودوله ومجتمعاته ومواطنيه، وكمثال واحد على هذا فإن أبو قتادة الفلسطيني قد أصدر عشرات الفتاوى التي تحرض على القتل ومنها فتواه الشهيرة لإرهابيي الجزائر بقتل النساء والأطفال وهو ينعم برغد العيش في عاصمة الضباب لندن.
كان هذا تذكيرا بما كان يجري قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أما بعدها فالمشهد واضح والكثيرون يعرفونه بالتفاصيل المملة.
لقد كان منفذو الحادي عشر من سبتمبر مجموعة من عناصر القاعدة ينتمون لدول عربية وإسلامية متعددة، ولم يعد هذا مجال شك ولا جدالٍ كما أثارت طالبان الأسبوع الفائت من خلال طلبها من الأمريكيين أن يقدموا دليلا على أن يكون ابن لادن مسؤولا عن تلك الأحداث، وكأنهم لم يقرأوا ولم يروا ولم يسمعوا تبني القاعدة الواضح والصريح للعملية، وربما كان لغيابهم في الكهوف سنين عددا دور في مثل هذه التصريحات.
لا أريد الاستطراد في هذا الحديث، ولكنني أحببت التعليق على القرار الأمريكي الأخير بفرض إجراءات مهينة واستثنائية شملت أربع عشرة دولة منها المملكة العربية السعودية، والسعودية دولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية على طول تاريخ العلاقة بين البلدين.
ما يغفله هذا القرار الأمريكي هو أن الإرهاب لا وطن له، وعناصره يأتون من كل بلدان العالم، والحل لا يكمن في قرارات مجحفة ومهينة تجاه بلدانٍ يتم تحديدها بانتقائية، ولو أردنا التمثيل بالحوادث الأخيرة فإن قاتل الجنود في القاعدة الأمريكية فورت هود كان أمريكيا، ومفجرو لندن جاءوا من لندن نفسها لا من الخارج، وغيرهم كثير.
لقد كانت القاعدة تحاول إقناع الجميع من خلال خطابها وفتاواها وعملياتها بأن الغرب كل الغرب هو عدو محارب، بمؤسساته ومواطنيه وكل مافيه، بمعنى أنه يتعامل بالجملة مع دولٍ فيها الكثير من التباين والتعقيد في مؤسساتها السياسية والمدنية والكثير من الاختلاف بين مواطنيها، ويبدو في القرار الأمريكي الأخير أن أمريكا بدأت تحذو حذو القاعدة في هذا التعامل بالجملة فأصدرت قرارها على هذا الأساس.
قالت القاعدة يجب قتل كل غربي مهما كان دون تفريقٍ، وتقول أمريكا اليوم يجب إهانة كل مواطنٍ من أربع عشرة دولة دون تفريق، والإهانة والطعن في الكرامة واتهام الأبرياء بالإرهاب جرائم تقارب في بشاعتها جريمة القتل، والفارق هو أن التصرف الأول صادر من جماعة إرهابية متشددة وهمجية، والثاني صادر من دولة ترى في نفسها ويرى فيها الكثيرون حول العالم أنها بلد الحريات وحقوق الإنسان!
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة