-A +A
ماجد المفضلي، حاتم المسعودي، طلال لبان، علي غرسان ـ مكة المكرمة، إبراهيم علوي ـ جدة، محسن المالكي ـ أضم، محمد سعيد الزهراني ـ الطائف، عبدالخالق الغامدي ـ الباحة

ارتفعت وفيات أمطار مكة المكرمة إلى ستة أشخاص، بعثور الدفاع المدني أمس على الطفل المفقود في الأسرة المكونة من خمسة أفراد والتي قضت البارحة الأولى في انهيار جدار ملعب كرة قدم.وفيما باشرت فرق الدفاع المدني وآليات أمانة العاصمة إزالة الأضرار التي خلفتها سيول أمطار البارحة الأولى، توقف 400 صيني عن العمل في مشروع قطار المشاعر.

في هذه الأثناء، تواصلت تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من استمرار توقعات هطول الأمطار الغزيرة على جدة هذا الأسبوع، ما دعا الدفاع المدني لرفع جاهزيته واستعداداته.


 وفيما يختص بحادثة وفاة 5 من أفراد أسرة واحدة في حي الكعكية في مكة البارحة الأولى جراء انهيار جدار ملعب على منزلهم علمت «عكاظ» من مصادر موثوقة أن جهات التحقيق حمّلت أمس المستثمر، مسؤولية انهيار جدار ملعب كرة قدم (قيد الإنشاء)، في حي الكعكية في العاصمة المقدسة البارحة الأولى، وقضت نتيجته أسرة كاملة مكونة من أب وأم وأربعة أطفال.

وفي الوقت الذي تحفظت فيه الجهات الأمنية على مالك الموقع حتى الانتهاء من إجراءات التحقيق في حادثة الانهيار، أكد لـ«عكاظ» مسؤولون في لجنة المباني الآيلة للسقوط أن جميع مباني الأحياء العشوائية، مهددة بالانهيار، لا سيما منها المجاورة لموقع السور المنهار، في إشارة إلى أنها لم تبن على أسس سليمة.

وأوضح مساعد رئيس لجنة الكشف على المباني الآيلة للسقوط المهندس عبد الكريم الزهراني أن اللجنة ستباشر خلال الأيام القليلة المقبلة إزالة خمسة عقارات آلية للسقوط في مكة المكرمة، وذلك استكمالا لعمل اللجنة الذي بدأته للقضاء على المباني المهددة بالانهيار، إذ أزالت سابقا نحو 50 عقارا آيلا.


 




وأبعد الزهراني أي دور رئيس للجنة في حدوث الانهيارات، كاشفا عن أن المبنى الذي انهار في حي الزهور وتسبب في وفاة أسرة كاملة، لم يكن مصمما بطريقة هندسية صحيحة، إذ بني بإنشاء طبقتين من الصبة الخرسانية وشيد فوقها طوب إسمنتي بارتفاع 30 سنتيمترا، ووضعت عليها مائدة خرسانية بارتفاع مترين مع زرع أعمدة على الخرسان حملت بأعمدة حديدية كمصدات للكرات الطائرة من الملعب، أعقبها ردميات من التراب. وتابع الزهراني: عند هطول الأمطار تعرض السور لضغط جانبي من المياه ما تسبب في سقوطه، موضحا أن اللجنة ستصدر تقريرها الهندسي اليوم، مبينا أن جميع المواقع العشوائية الملاصقة لموقع الحادث مهددة بالانهيار؛ كونها صممت بطريقة عشوائية ولا تخضع لمراقبة هندسية.

إلى ذلك سجلت حادثة الانهيار ست وفيات بانتشال الطفل المفقود، كما وصل عدد المحتجزين من السيول المنقولة التي اجتاحت الأحياء إلى 50 محتجزا، ولحقت الأضرار بعشرات السيارات وعدد من المنازل والمرافق الحكومية والخدمية التي غمرتها السيول.

وأكد المراقبون أن العاصمة المقدسة تجاوزت الخطر بفضل ما تتمتع به من بنى تحتية لشبكات تصريف مياه السيول، التي تغطي نحو 60 في المائة من مساحة مكة العمرانية وأثبتت فعاليتها خصوصا في مناطق الكثافات السكانية كأحياء العزيزية، المعابدة، الستين، والمنطقة المركزية.

وهو ما أكده لـ «عكاظ» أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار «أن الأمطار التي هطلت على مكة المكرمة أثبتت نجاح مشروعات تصريف السيول رغم أن كمية المياه تجاوزت 43 مليمترا».

وقال البار إن المناطق التي كانت تعاني من عدم تصريف السيول كمنطقة كدي وشوارع المنصور، الحج، الأربعين، وقصر الضيافة، أثبت جدارتها في تصريف السيول، لافتا إلى وجود مشاريع عاجلة سيتم تنفيذها خلال العام الحالي.

فيما أشار لـ «عكاظ» عضو المجلس البلدي في العاصمة المقدسة الدكتور فيصل الشريف إلى وجود قصور في مشاريع تصريف السيول، موضحا أن المجلس البلدي سيطالب في جلسته المقبلة من الأمانة بتزويد المجلس بتقرير متكامل عن أداء و كفاءة مشاريع تصريف السيول للأمطار الأخيرة.

أما مدير إدارة الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة اللواء عادل زمزمي، فأشار إلى وضع خرائط تحليل المخاطر، وحددت عليها مكامن تجمع المياه في كل المحافظات التابعة لمنطقة مكة المكرمة، ما يساعد فرق الدفاع المدني على الانطلاق فور تلقيها تحذيرات من مصلحة الأرصاد باحتمالية وقوع أمطار.


 


 غمرت المستنقعات المائية التي تشكلت بعد أربع ساعات من هطول الأمطار الغزيرة على العاصمة المقدسة أمس الأول، المحطة الرئيسية لقطار المشاعر المقدسة على طريق مكة ـــ الهدا، ما دعا لتوقف نحو 4000 عامل صيني عن أعمال تشييد المشروع.


وكشفت جولة «عكاظ» أمس عن خلو منطقة محطة المشاعر من أي عامل، وحدها الأعلام التي رفرفت على أعمدة المحطة كانت شاهدا على وجود أناس سابقا في المنطقة، إذ غمرت مياه الأمطار أعمدة المشروع وعددا من مواقع العمل في القطار.


وفي الوقت الذي يرى عدد من المراقبين وجود خطر ينذر بمشروع قطار المشاعر، يؤكد القائمون على المشروع أنه لا داعي لأي قلق.


ويؤكد في هذا الصدد لـ «عكاظ» مدير الشركة المنفذة لمشروع قطار المشاعر الدكتور المهندس تركي آل حيدر أن المشروع لم يتضرر مطلقا من أمطار أمس الأول، «وسجل المشروع بصمة إثبات أن موقعه الجيولوجي في مأمن عن السيول»، نافيا ما رددته سابقا جهات عدة عن خطورة موقع مشروع قطار المشاعر.


 



وزاد آل حيدر: المشروع وضع وفق أسس ومعايير عالمية وسيظل آمنا لـ 200 عام مقبلة كما خطط له.


من جهة أخرى، أكد وكيل جامعة أم القرى الدكتور هاشم حريري أن الجامعة شكلت ثلاث لجان ميدانية لدراسة الوضع الميداني للجامعة ومدى الخطورة التي تشكلها السيول عليها.


وقال لـ «عكاظ» إن اللجان التي شكلها مدير الجامعة تكونت من أعضاء هيئة تدريس متخصصين في الجيولوجيا والجغرافيا والهندسة، وأسند الإشراف عليها ومتابعتها إلى إدارة المشاريع في الجامعة.


وقال الدكتور حريري: رأت الجامعة ضرورة تقييم الوضع الحالي للسد المقام على حرم الجامعة، لهذا شرعت لجان ميدانية في دراسة كميات الأمطار التي سقطت على واديي نعمان وعرنة، مع تقييم قدرة تحمل السد الحالي في مواجهة السيول وحماية الجامعة ومدى قوته، ووقفت تلك اللجان على الأوضاع بعد أمطار أمس الأول وسترفع توصياتها إلى إدارة الدفاع المدني وأمانة العاصمة المقدسة لاتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة أن لزم الأمر.


وفيما يتعلق بالحلول التي تراها إدارة الجامعة ضرورية لحماية منشآتها وطلابها من السيول قال الدكتور حريري: أؤكد أن الوضع الحالي مطمئن ولا يدعو للقلق، لكن في حالة انتهاء اللجان الثلاث من دراسة وتقييم الوضع سيكون لدى الجامعة تصور متكامل عن الوضع الحالي، بحيث إذا كان السد المقام لا يوفر الحماية الكافية والتامة لجامعة أم القرى، فإن الجامعة ستكتب فورا إلى وزارة المالية لطلب اعتماد مخصص مالي لإنشاء سد احترازي آخر وذلك ضمن ميزانية الجامعة للعام المقبل.


في أثناء ذلك، بدأ أهالي العاصمة المقدسة أمس في العمل على إزالة بعض الأضرار التي خلفتها السيول، في الوقت الذي باشرت فيه معدات الدفاع المدني وأمانة العاصمة المقدسة إعادة فتح بعض الطرق المؤدية للأحياء وخصوصا الشعبية منها.


وسجلت أحياء الرصيفة وشارع الحج ومخططات الشرائع والمعيصم الأكثر تضررا بين الأحياء، حيث تعطلت الحركة المرورية في تلك الأحياء وشهدت اختناقات مرورية أثرت على حركة السير، فيما استنفرت الجهات المعنية كل الطاقات والإمكانيات البشرية والآلية لتنظيف الطرقات والشوارع.


وقسم من أهالي مكة المكرمة لم يدعوا الأجواء الجميلة التي تركتها الأمطار أمس تفوتهم، إذ تحركوا منذ ساعات الصباح الأولى قاصدين أطراف مكة، للتنزه والاستمتاع بالطقس.


 


 جددت هيئة الأرصاد وحماية البيئة أمس تحذيراتها من احتمال هطول أمطار على محافظة جدة، وإزاء هذا التحذير رفع الدفاع المدني في محافظة جدة استعداده.


وأبلغ «عكاظ» مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله بن حسن جداوي اتخاذ إجراءات تحسباً لأي طارئ، مؤكداً نشر عشرات الفرق المتخصصة في الإنقاذ والسلامة على مجاري الأودية وأماكن التجمعات المائية، ومراقبة المصبات، كما عززت تواجدها بالقرب من بحيرة الصرف الصحي للاطمئنان على الأوضاع هناك.



 


وذكر أنه تم تخصيص فرق لمراقبة السدود الاحترازية شرقي جدة ومنها سد بحيرة الصرف الصحي، وسد حي السامر 3 ، ونبه إلى أنه سيتم إنذار السكان عند أي احتمال لوقوع الخطر، ونشر أكثر من 12 فرقة من الدفاع المدني في أحياء الصواعد وكيلو 14 ووادي مريخ ووادي عشير ووادي قوس.


وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أكدت أن الفرصة ما زالت مهيأة لتواجد السحب الركامية الرعدية الممطرة على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية والأجزاء الساحلية المجاورة لها وتشمل مرتفعات الطائف، الباحة، عسير، وجازان، ومنطقة مكة المكرمة محافظات جدة، الليث، والقنفذة.


وتضمن بيان الأرصاد أن منطقتي المدينة المنورة وحائل قد تشهدان هطول أمطار، كما تنشط الرياح السطحية على الأجزاء الداخلية من جنوب ووسط وشمال المملكة مثيرة للأتربة والغبار للحد من مدى الرؤية، وذكر الناطق الإعلامي للرئاسة أن الأجواء اليوم ستكون غائمة إلى غائمة جزئيا مع فرصة لهطول أمطار على شمال غرب المملكة تشمل منطقة تبوك وحتى الأجزاء الشمالية من منطقة المدينة المنورة، مع تسجيل نشاط للرياح السطحية المثيرة للأتربة، للحد من مدى الرؤية الأفقية على أجزاء من وسط المملكة والأجزاء الداخلية لغرب المملكة تمتد حتى شمال غرب المملكة.


من جهة أخرى، أصيب شابان في العقد الثاني من العمر إثر تعرضهما لانهيار جدار كانا بجانبه عند هطول الأمطار على أنحاء متفرقة من مدينة أضم البارحة الأولى، ونقل الشابان إلى مستشفى أضم العام وقدمت لهما الاسعافات اللازمة قبل نقلهما إلى مستشفى الملك عبد العزيز في جدة لتدهور حالتهما الصحية.


 


 أزاحت لجنة الأمطار والسيول في أمانة محافظة الطائف أكثر من 5000 متر مكعب من مياه السيول التي تجمعت في عدد من المواقع، نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة واستمرت حتى فجر أمس. وأعلنت لجنة الأمطار والسيول في الأمانة حالة الاستنفار القصوى، وسيرت آليات الشفط وصهاريج الكسح في مواقع التجمعات المائية التي تكونت عقب هطول الأمطار على أنحاء المحافظة.


وباشر جميع الأفراد والعمالة أعمالهم ميدانيا على مدار الساعة لاحتواء آثار السيول ومنع تداعيات التجمعات المائية في الأحياء والمواقع غير المخدومة بشبكة تصريف مياه السيول.


 


 


وقضى اثنان وأصيب 12 آخرون في حوادث وانزلاقات مرورية وقعت نتيجة الأمطار الغزيرة، ما دعا مديرية الشؤون الصحية في محافظة الطائف لإعلان حالة التأهب، تحسبا لوقوع المزيد من الحوادث. وأوضح لـ «عكاظ» الناطق الإعلامي في صحة الطائف سعيد الزهراني أن مستشفيات الطائف سجلت حالتي وفاة في حادث مروري أمام مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي في الطريق الدائري، مرجعا الحادث للسرعة الكبيرة لسيارتهما، كما أصيب 12 بينهم نساء في حوادث مرورية نتيجة الأمطار.


من جهته، دعا أمين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج إلى تعاون جميع الجهات، لاحتواء آثار الأمطار الغزيرة التي شهدتها الطائف ومراكزها السياحية وإعلان حالة الطوارئ ومتابعة الأوضاع أولا بأول. وقال لـ«عكاظ» إن آليات وعمال البلدية تعمل في جميع المواقع بلا استثناء، في الوقت الذي تتلقى فيه غرفة العمليات في الأمانة الشكاوى على مدار الساعة، ومباشرتها ميدانيا.


وفي هذه الأثناء، يتابع المخرج: أن آليات الكنس تساند عمال النظافة بإزالة الأتربة التي جرفتها السيول نحو الشوارع والميادين والطرق، بالإضافة إلى إزالة الانجرافات الصخرية في طريق كرا السياحي، وتمكنت من فتحه خلال مدة وجيزة.


 


 


استوقفت المناظر الخلابة للشلالات الجارية من جبال عقبة الباحة، إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت في اليومين الماضيين، عابري الطريق من الزوار وأهالي منطقة الباحة، الذين أخذوا صورا تذكارية في تلك المنطقة لهم ولأسرهم.


 



وشهدت المنطقة ومحافظاتها (السراة، تهامة، والبادية) أمطارا غزيرة حركت مجاري الأودية التي تدفقت مياهها من أعالي الجبال.


وأكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني في الباحة الرائد جمعان دايس الغامدي، أنه رغم غزارة الأمطار التي شهدتها المنطقة أخيرا، إلا أن غرفة العمليات لم تتلق أي بلاغ عن وقوع حوادث مرورية أو احتجاز أو غير ذلك.


وحذر الغامدي المواطنين والمقيمين من النزول إلى بطون الأودية أو الاقتراب منها، في مثل هذه الأوقات.</p>