-A +A
سيد عبد العال (القاهرة)
دعا الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الاسبق وزعيم حزب الامة المعارض الى منح اقليم دارفور نفس نصيب الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها الان سلفا كير وذلك بالمشاركة في السلطة والحصول على نصيب من الثروة كحل نهائي لازمة ابناء دارفور ووصف الوضع في الاقليم بأنه خطير من النواحي الامنية والانسانية مؤكدا ان الموقف الدولي الحالي جاء بعد ان تم خرق وقف اطلاق النار اكثر من مرة ووقوع قتلى وجرحى وزيادة عدد النازحين ورفضهم للعودة للسودان وتزامن ذلك مع خروج المنظمات الانسانية الدولية وفتح ثغرة امنية جديدة بين السودان وتشاد في الغرب .

ووصف المهدي قرار مجلس الامن والسلم الافريقي والذي مدد مهمة قوات الاتحاد الافريقي في دارفور لمدة ستة شهور مبدئيا بوجود قوات دولية في دارفور بأنه قرار حكيم للغاية واشار الى ان الاتحاد الافريقي فشل عدديا وماديا فهو لا يستطيع توفير العدد الكافي من الجنود كما انه يحتاج 218 مليون دولار خلال الستة اشهر القادمة بالاضافة الى اموال اخرى للتدريب والتأهيل وشراء المعدات والالات الخاصة بحفظ الامن بالاقليم .

و اضاف المهدي ان شعب دارفور يحتاج لمن يحميه في الفترة القادمة مؤكدا ان قوات الحكومة وقوات المتمردين تتجاهل سلامة المواطن في الاقليم.

وحول موقف الجامعة العربية وامكانية مساندة السودان في الفترة القادمة قال المهدي انه بصدد توجيه ثلاث رسائل الاولى للامم المتحدة والثانية للاتحاد الافريقي والثالثة للجامعة العربية واضاف ان مشكلة الجامعة العربية انها تؤيد الحكومة السودانية على طول الخط دون توجيه النصح والارشاد لها وقال ان الموقف الحالي للجامعة العربية لا يخدم الشعب السوداني لكن يخدم فقط الحكومة السودانية ودعى الجامعة العربية الى تغيير وجهة نظرها من الصراع في دارفور مؤكدا ان الموقف الحالي المؤيد دائما للحكومة اضعف من مصداقية الجامعة لدى الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وقال سوف نتقدم للقمة العربية بهذه المطالب.

وحول ما تسميه الحكومة الغزو الامريكي للسودان على غرار الغزو الامريكي للعراق اكد ان هذا الكلام لا معنى له وهدفه فقط تجييش المشاعر مؤكدا ان الموضوع ليس غزوا كما تصوره الحكومة وان هناك فهما خاطئا لموضوع القوات الدولية واشار الى ان السودان بالفعل واقع تحت التدويل منذ اكثر من خمس سنوات وانه حذر الحكومة السودانية من التدويل وان ارسال قوات دولية للسودان ليس جديدا وانما هو فقط تفعيل للتدويل الواقع فعلا» وقال ان مهمة أي قوات ستكون واضحة جدا وهي حماية الشعب في دارفور وقال يمكن استبعاد الدول التي لها اجنده سياسية في المنطقة مثل الولايات المتحدة الامريكية .

وقال المهدي ان القرار 1556 هو قرار دولي صادر من مجلس الامن وهذا القرار تم الاسناد بموجبه للاتحاد الافريقي للقيام بمهمته في دارفور وان القوات الافريقية الحالية الموجودة في دارفور تلقى دعما لوجستيا من الناتو والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة نفسها ، كما ان القرار 1590 نص على التنسيق بين الامم المتحدة وقوات الاتحاد الافريقي.

وحول رؤيته للحل قال المهدي لابد من عقد مؤتمر سوداني جامع يشمل كل الاحزاب والقوى والفاعليات السياسية والابتعاد تماما عن الثنائية مؤكدا ان سبب فشل نيفاشا والبرود الحالي بين اطراف الحكومة السودانية الثلاثة يعود الى ان الاتفاق تم بشكل جزئي وتم تهميش وتجاهل الآخرين موضحا انه بدون هذا التجمع سيظل السودان على هذه الحالة بل سيزداد تفعيل التدويل بشكل اكبر موضحا ان هذا الامر ينطبق على دارفور بضرورة حضور الجميع وعدم تهميش احد.