-A +A
زياد عيتاني- سحر دهام ( بيروت) الوكالات (عواصم)
في الوقت الذي تكثفت فيه الاتصالات الدبلوماسية للتوصل الى وقف لاطلاق النار، حشدت اسرائيل قوات اضافية على حدودها الشمالية مع لبنان ما يدفع الى الخشية من احتمال حصول اجتياح للاراضي اللبنانية. وفي هذا الوقت تواصلت عمليات اجلاء الاجانب نحو قبرص التي شملت امس الاف الاميركيين. وتفاقمت ازمة النازحين الذين تجاوز عددهم النصف مليون شخص خصوصا في جنوب لبنان. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات عنيفة امس على بعلبك معقل حزب الله في شرق لبنان ما ادى الى مقتل اربعة مدنيين، كما تواصل القصف في جنوب لبنان حيث اصيبت المناطق المحيطة بمدينة صور ما ادى الى سقوط قتيل. وسقطت دفعة جديدة من الصواريخ على شمال اسرائيل مستهدفة حيفا بشكل خاص المدينة الثالثة حيث اصيب نحو 19 اسرائيليا بينهم ثلاثة جراحهم خطيرة. وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس امس ان القوات الاسرائيلية قتلت نحو 100 مقاتل لحزب الله ولم يشر الى كيفية تحديد الجيش الاسرائيلي لعدد قتلى حزب الله. واضاف حالوتس قوله في مؤتمر صحفي «حزب الله لا يكشف عن حقيقة خسائره في الارواح. وقال ان 13 على الاقل من مقاتلي الحزب لقوا حتفهم في قتال شرس امس الاول وحده في جنوب لبنان واعلن الجيش الاسرائيلي تعزيز قواته على طول الحدود الشمالية لاسرائيل وحشد الالاف من جنود الاحتياط، كما كثف توغلاته السريعة داخل الجنوب اللبناني واعترف بمقتل اربعة جنود له في هذه المنطقة امس الاول ..
وقال الكابتن ياكوف دلال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي «ان هذه العمليات باتت ضرورية لان الطيران ليس قادرا على الدوام على تحديد وتدمير تحصينات تحت الارض لحزب الله الذي اقام شبكة تحصينات قوية».

والقت الطائرات الاسرائيلية مجددا امس منشورات في جنوب لبنان تدعو «سكان القرى الواقعة جنوب نهر الليطاني (40 كلم شمال الحدود مع اسرائيل) الى اجلاء بلداتهم على الفور».
وفي اليوم العاشر من هذا النزاع المفتوح الذي اغرق لبنان في الفوضى، كثفت فرنسا جهودها للتوصل الى وقف لاطلاق النار الا ان مواقف اسرائيل وحزب الله لا تزال متشددة ازاء شروط وقف اطلاق النار.وتلقت اسرائيل ببرودة اقتراحات الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي دعا الى «وقف فوري لاطلاق النار» يتضمن اطلاق سراح الاسيرين الاسرائيليين وعقد مؤتمر دولي وانشاء قوة دولية تنتشر في لبنان تفرض السلام في هذه المنطقة. كما رفض حزب الله افكار عنان. وقال نائب أمين عام حزب الله حسين الحاج حسن «من الطبيعي ان نرفض هذه الخطة»،مضيفا «الشيء الوحيد الذي نقبله هو وقف غير مشروط لاطلاق النار تليه مفاوضات غير مباشرة حول تبادل الاسرى».
من جهته اعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال زيارته الخاطفة الى بيروت انه يعود حاملا افكارا جديدة لوقف لاطلاق النار الا انه حذر من وقوع «كارثة» انسانية خصوصا مع نزوح اكثر من نصف مليون شخص هربا من القصف والدمار ولجأوا الى اماكن مؤقتة كثيرا ما تكون هشة للغاية.ومن المتوقع ان يصل لاحقا الى المنطقة وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية المكلف بالشرق الاوسط كيم هاولز ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير.