في الثمانينيات وربما في التسعينيات – على ما أذكر – كان كتاب المطالعة المقرر على طلاب الصف الرابع الابتدائي يضم مجموعة من الحكايات التي تتناسب مع المرحلة العمرية لطلاب ذلك الصف.. أذكر منها موضوعا أو حكاية بعنوان «قتلنا الثعبان».
وملخص هذه الحكاية أن أخوين صغيرين خرجا في نزهة إلى الخلاء وأثناء تجولهما خرج عليهما ثعبان فما كان من أكبرهما – وكان يحمل عصا – إلا أن طارد ذلك الثعبان وقتله.
أما الأصغر، فقد أطلق ساقيه للريح وهرب لولا أن أخاه أقنعه بالعودة ليريه جثة الثعبان الهامدة بعد أن فارقتها رقصة «حلاوة الروح» التي وصفها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في قصيدته «الديك الذبيح» بقوله:
قالوا حلاوة روحه رقصت به كم منطق فيه الحقيقة تقلب؟
فما كان من هذا الأخ الصغير إلا أن يعلق جثة الثعبان المقتول على رأس عصاه ويعود إلى قريته متجولا بين جدران منازلها ليملأ الطرقات زهوا وفشرا.. قتلنا الثعبان.. قتلنا الثعبان.
وهذا هو حالنا مع الروائي «عبده خال» الذي لم يستطع إدراكنا أن يستوعب أو يقدر له منجزاته وإبداعاته القصصية والروائية التي قذف بها في مياه بحيرات وعينا المتخثرة ولم تستطع مباضع إبداعه وأنامل فنه أن «تنقش» غبش أعيننا لتجعلها قادرة على الإبصار إلى مدى يتجاوز مدى تجاهلنا وعدم تقديرنا لما يبدع.. وليت الأمر اقتصر على ذلك بل كان جزاؤه أن رواياته وإبداعاته لم تر النور في مهد ولاداتها وولادات أحداثها وأن لا تشاهد – في لحظات شهقاتها الأولى – ثرى موطنها الأصلي لأنها لم تطبع ولم تصدر إلا عن طريق دور طباعة أجنبية ولم تقرأ قراءة تمنحه حقه الإبداعي إلا من قبل جهات أخرى خارج حدود وطنه.
إنها لمأساة – لا تفيها كلمة مأساة – أن يبزغ قمر عبده خال ويلمع نجمه في آفاق وسموات الآخرين ثم نأتي – نحن – لنعلق قامته المضيئة على عصا الزهو والتباهي ونتجول بها في شوارع إعلامنا المرصوفة بدهان التجاهل ونتباهى بجهد لم ينل صاحبه منا أدنى اهتمام، إلا بعد أن أوصله طوق إبداعه – خارج محيط الوطن – إلى فضاءات التألق والشهرة.
أنا – شخصيا كواحد من الشريحة التي تجاهلت عبده خال – سأحاول أن ألجأ إلى «المنذلة» والتبرؤ من دم الجناية في حق الخال وأبرهن له أنني أعرف عددا – لا بأس به – من شخصيات رواياته «شبرين..عبد الله الأهطل..القميري..زعفران وخيزران» رغم أني لم أقرأ – بعد – روايته الأخيرة «ترمي بشرر» التي توجته بجائزة «بوكر».. تهنئاتي للروائي عبده خال الذي لم يمنحه مجتمعه ما يستحقه من تقدير.
للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات
أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة
وملخص هذه الحكاية أن أخوين صغيرين خرجا في نزهة إلى الخلاء وأثناء تجولهما خرج عليهما ثعبان فما كان من أكبرهما – وكان يحمل عصا – إلا أن طارد ذلك الثعبان وقتله.
أما الأصغر، فقد أطلق ساقيه للريح وهرب لولا أن أخاه أقنعه بالعودة ليريه جثة الثعبان الهامدة بعد أن فارقتها رقصة «حلاوة الروح» التي وصفها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في قصيدته «الديك الذبيح» بقوله:
قالوا حلاوة روحه رقصت به كم منطق فيه الحقيقة تقلب؟
فما كان من هذا الأخ الصغير إلا أن يعلق جثة الثعبان المقتول على رأس عصاه ويعود إلى قريته متجولا بين جدران منازلها ليملأ الطرقات زهوا وفشرا.. قتلنا الثعبان.. قتلنا الثعبان.
وهذا هو حالنا مع الروائي «عبده خال» الذي لم يستطع إدراكنا أن يستوعب أو يقدر له منجزاته وإبداعاته القصصية والروائية التي قذف بها في مياه بحيرات وعينا المتخثرة ولم تستطع مباضع إبداعه وأنامل فنه أن «تنقش» غبش أعيننا لتجعلها قادرة على الإبصار إلى مدى يتجاوز مدى تجاهلنا وعدم تقديرنا لما يبدع.. وليت الأمر اقتصر على ذلك بل كان جزاؤه أن رواياته وإبداعاته لم تر النور في مهد ولاداتها وولادات أحداثها وأن لا تشاهد – في لحظات شهقاتها الأولى – ثرى موطنها الأصلي لأنها لم تطبع ولم تصدر إلا عن طريق دور طباعة أجنبية ولم تقرأ قراءة تمنحه حقه الإبداعي إلا من قبل جهات أخرى خارج حدود وطنه.
إنها لمأساة – لا تفيها كلمة مأساة – أن يبزغ قمر عبده خال ويلمع نجمه في آفاق وسموات الآخرين ثم نأتي – نحن – لنعلق قامته المضيئة على عصا الزهو والتباهي ونتجول بها في شوارع إعلامنا المرصوفة بدهان التجاهل ونتباهى بجهد لم ينل صاحبه منا أدنى اهتمام، إلا بعد أن أوصله طوق إبداعه – خارج محيط الوطن – إلى فضاءات التألق والشهرة.
أنا – شخصيا كواحد من الشريحة التي تجاهلت عبده خال – سأحاول أن ألجأ إلى «المنذلة» والتبرؤ من دم الجناية في حق الخال وأبرهن له أنني أعرف عددا – لا بأس به – من شخصيات رواياته «شبرين..عبد الله الأهطل..القميري..زعفران وخيزران» رغم أني لم أقرأ – بعد – روايته الأخيرة «ترمي بشرر» التي توجته بجائزة «بوكر».. تهنئاتي للروائي عبده خال الذي لم يمنحه مجتمعه ما يستحقه من تقدير.
للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات
أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة