-A +A
عبدالله ابو السمح
في خبر نشرته صحيفة الحياة 15/3/2010 بأن جامعة جيزان شرعت في تنفيذ الخطوات الأولى لإنشاء فندق فئة 5 نجوم، على مساحة 100 ألف متر مربع داخل حرم المدينة الجامعية على الشاطئ الشمالي للمدينة، بسعة 225 وحدة فندقية، وبتكلفة إجمالية تزيد على 225 مليون ريال، والمشروع سيتم تنفيذه بتمويل كامل من صندوق التعليم العالي (انتهى)، وفي الخبر تفصيلات كثيرة عن عدد الغرف والأجنحة والفيلات، وأن التنفيذ ــ كما صرح مدير الجامعة ــ سيتم «من شركات متخصصة وفق أرقى المواصفات العالمية الحديثة»، أليس هذا أمرا عجيبا تنفرد به جامعة جيزان من دون جامعات العالم؟ لقد كنا سنرحب بالمشروع لو كان يصب أو يتعلق بالنواحي التعليمية في الجامعة من معامل أو حقول تدريب أو فصول تطبيقية.
لكن أن يكون هذا المبلغ الكبير ينفق على فندق ضخم فخم، فذلك هو السرف بعينه وسوء التخطيط وتبديد للمال العام. ولنفرض أن المقصود من هذا المشروع الاستثمار وأن ينفق من عوائده على الجامعة، فهذا استثمار فاشل؛ لأن مدينة جيزان والحركة الاقتصادية فيها لا تغطي تكلفة فندق بهذا القدر. لقد كانت هناك تجربة مماثلة قبل عشرين عاما أو أكثر حين أنشأت مجموعة «حياة» فندقا متوسطا بعد افتتاح ميناء جيزان الحديث، لكن ــ كما عرفت ــ لم يحقق نجاحا. لو أن الجامعة فكرت في بناء فندق ثلاثة نجوم أو أربعة لزوار الجامعة وأساتذتها ولرجال الأعمال الذين سيفدون للمدينة بسبب بعض المشاريع كتكرير النفط، لكان أكثر ملاءمة وأقرب إلى الربح، وما زال في الوقت متسع لتراجع الجامعة والوزارة حساباتهما بطرق صحيحة. نشجع التعمير لكننا نشجب التبذير وسوء التخطيط.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة