المهرجان الوطني للتراث والثقافة، المعروف بمهرجان الجنادرية، في موسمه الخامس والعشرين، كان مختلفا عن المهرجانات السابقة في عدة مجالات، وكان السعي للتغيير والتطوير باديا على كثير من مناشط المهرجان، وإن لم يخل من ملاحظات.
ابتداء، ولأول مرة أحس أن القصيدة الفصحى التي ألقاها الشاعر المبدع جاسم الصحيح قد تفوقت على القصيدة العامية في حفل الافتتاح، وقد سعى جاسم في قصيدته للابتعاد عن الرمزية المفرطة حتى يكون أقرب للمستمعين، وإلا فهو شاعر مبدع بحق، قرأت له قبل سنوات قصيدته الجميلة «عنترة في الأسر» ومن بعدها وأنا أتابع شعره وتميزه، وقديما قال الأستاذ محمد عبدالمنعم خفاجي في كتابه «من تاريخنا المعاصر»: (وهذا شأن الشعر في الجزيرة العربية في مختلف العصور، يسبق النثر ويتفوق عليه، ويستبد دونه دائما بالمنزلة العالية) ص58.
ثم جاء الأوبريت كذلك مختلفا هذه السنة، وذلك لالتحامه مع مشكلات المجتمع الحالية، وإعطائه آراء صريحة وأفكارا عقلانية في كثير من المسائل التي تشغل بال المواطن، كقضية الإرهاب والتطرف في القول والفعل، سواء عن طريق الفتاوى المتطرفة أو الأفعال الإرهابية كما تطرق لحقوق المرأة وأنها «حقوق» وليست عطية من أحد ولا هدية من مسؤول، وغيرها.
وقد كانت اللوحات المسرحية التي عرضت مبهرة ومتقدمة بشهادة الكثيرين، وبخاصة لوحة المطر ولوحة القوات المسلحة التي تفوقت على باقي اللوحات ومنحت الاحتفال مذاقا مختلفا هذا العام.
كما تجلى التطوير في كمية ونوعية الضيوف المدعوين للمهرجان، لقد دخلت على قائمة الضيوف أسماء كبيرة وجديدة كالمفكر التونسي عبدالمجيد الشرفي وغيره، كما دخلتها مجموعة من المثقفين السعوديين، وهو ما يعني الالتفات إلى المثقفين السعوديين الجدد ودعمهم وتأييدهم.
واتضح التطوير أيضا في عناوين الندوات التي تضمنها البرنامج الثقافي وطبيعة المتحدثين فيها، وإن كان من الملاحظات أنه كان ينبغي إعطاء فرصة أكبر لبعض المثقفين السعوديين الشباب لإلقاء بعض الأوراق وأن تخصص لهم بعض الندوات، حتى يرى المثقفون العرب مدى التطور الثقافي الذي تشهده البلاد.
ومن الملاحظات طول الكلمات التي ألقيت في حفل الافتتاح، ولكم تمنيت أن تختصر هذه الكلمات، وأن يكتفي كل متحدث بخمس دقائق على الأكثر، وبقية كلمته يمكن توزيعها في اليوم التالي على الصحف كاملة، حفاظا على الوقت ودرءا للملل.
أما جائزة الملك عبدالله للتراث والثقافة التي أعلن عنها تزامنا مع المهرجان فهي واسطة العقد هذه السنة، والأمل معقود على أن تكون في أرقى حالات التميز بين الجوائز العربية والعالمية، ما يلقي على القائمين عليها عبئا كبيرا لضمان تميزها وتفردها.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة
ابتداء، ولأول مرة أحس أن القصيدة الفصحى التي ألقاها الشاعر المبدع جاسم الصحيح قد تفوقت على القصيدة العامية في حفل الافتتاح، وقد سعى جاسم في قصيدته للابتعاد عن الرمزية المفرطة حتى يكون أقرب للمستمعين، وإلا فهو شاعر مبدع بحق، قرأت له قبل سنوات قصيدته الجميلة «عنترة في الأسر» ومن بعدها وأنا أتابع شعره وتميزه، وقديما قال الأستاذ محمد عبدالمنعم خفاجي في كتابه «من تاريخنا المعاصر»: (وهذا شأن الشعر في الجزيرة العربية في مختلف العصور، يسبق النثر ويتفوق عليه، ويستبد دونه دائما بالمنزلة العالية) ص58.
ثم جاء الأوبريت كذلك مختلفا هذه السنة، وذلك لالتحامه مع مشكلات المجتمع الحالية، وإعطائه آراء صريحة وأفكارا عقلانية في كثير من المسائل التي تشغل بال المواطن، كقضية الإرهاب والتطرف في القول والفعل، سواء عن طريق الفتاوى المتطرفة أو الأفعال الإرهابية كما تطرق لحقوق المرأة وأنها «حقوق» وليست عطية من أحد ولا هدية من مسؤول، وغيرها.
وقد كانت اللوحات المسرحية التي عرضت مبهرة ومتقدمة بشهادة الكثيرين، وبخاصة لوحة المطر ولوحة القوات المسلحة التي تفوقت على باقي اللوحات ومنحت الاحتفال مذاقا مختلفا هذا العام.
كما تجلى التطوير في كمية ونوعية الضيوف المدعوين للمهرجان، لقد دخلت على قائمة الضيوف أسماء كبيرة وجديدة كالمفكر التونسي عبدالمجيد الشرفي وغيره، كما دخلتها مجموعة من المثقفين السعوديين، وهو ما يعني الالتفات إلى المثقفين السعوديين الجدد ودعمهم وتأييدهم.
واتضح التطوير أيضا في عناوين الندوات التي تضمنها البرنامج الثقافي وطبيعة المتحدثين فيها، وإن كان من الملاحظات أنه كان ينبغي إعطاء فرصة أكبر لبعض المثقفين السعوديين الشباب لإلقاء بعض الأوراق وأن تخصص لهم بعض الندوات، حتى يرى المثقفون العرب مدى التطور الثقافي الذي تشهده البلاد.
ومن الملاحظات طول الكلمات التي ألقيت في حفل الافتتاح، ولكم تمنيت أن تختصر هذه الكلمات، وأن يكتفي كل متحدث بخمس دقائق على الأكثر، وبقية كلمته يمكن توزيعها في اليوم التالي على الصحف كاملة، حفاظا على الوقت ودرءا للملل.
أما جائزة الملك عبدالله للتراث والثقافة التي أعلن عنها تزامنا مع المهرجان فهي واسطة العقد هذه السنة، والأمل معقود على أن تكون في أرقى حالات التميز بين الجوائز العربية والعالمية، ما يلقي على القائمين عليها عبئا كبيرا لضمان تميزها وتفردها.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة