-A +A
د. بدر الشيباني
قالت العرب قديما من تغدى تمدى ومن تعشى تمشى، بحكم تخصصي تساءلت عن صحة هذه المقولة في وقتنا الحاضر، وهل من الممكن تطبيقها فوجدت التمدد أو الراحة بعد وجبه الغداء وليس النوم أو القيلولة كما نسميها. تساعد على تجديد الخلايا
و إعادة شحن النشاط إلى الجسم، بعد يوم حافل مرهق. أما بالنسبة للقيلولة، فينصح أن تكون قبل الأكل وليس بعده و إن كان الشخص جائعا جدا و لا يمكنه النوم فبإمكانه أكل بعض من الفاكهة.
أما الشق الثاني من المقولة و هو حجر الزاوية لدينا هنا، فهناك رأيان أو مدرستان، الأولى تقول: بعد وجبة العشاء وبالذات في مجتمعاتنا المحلية التي تتسم فيها هذه الوجبة بالدسامة والثقل، فإن أية حركة بدنية بعد هذه الوجبة ستضطر الدورة الدموية للاتجاه إلى أعضاء أخرى في الجسم، غير المعدة مما قد يخفض من حركة الدم إلى المعدة والتي تساعد في تسريع عملية الهضم، وذلك قد يؤدي إلى تلبك واضطربات معوية .
والمدرسة الأخرى تقول إن عملية الأبيض الحيوي (سرعة حرق الدهون ) تقل في الليل مما يضطر الجسم إلى تخزين الوجبات التي تؤكل في الليل إلى دهون، لذا فإن عملية المشي بعد العشاء ستقوم بتحفيز عملية الأبيض الحيوي مما يساعد على حرق الوجبة ومنع تحويلها إلى دهن يخزن في الجسم .
وشخصيا أنا أرجح الرأي الثاني، حيث إن وجبة العشاء لدينا تعتبر وجبة رئيسة دسمة، مليئة بالدهون والسكريات. ومما يزيد الطين بلة هو تأخر وقتها وذلك لارتباطها أغلب الأوقات بالحفلات والمناسبات، وهذا يعني أن الجسم سيكون في فترة خمول وسكون بعدها مما سيؤدي إلى تحول هذه الوجبة إلى وزن زائد يخزن في الجسم.
لذا أنصح هنا بعملية المشي البطيء بعد العشاء.. أكرر المشي البطيء وليس الجري بمعنى لا تعرق، لا صعوبة في التنفس، لا مسافات طويلة، فنحن نتكلم عن 15ــ 20 دقيقة من المشي الخفيف الذي يساعد على تحفيز عملية حرق الشحوم و تحريك الدورة الدموية بشكل خفيف مما يساعد على النوم الهادئ ليلا.
و دمتم بصحة .
badr@kai.com.sa


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة