تحررت أحياء الصفا والمنتزهات وبني مالك من خمسة رجال أمن وهميين أثاروا القلق والمتاعب وسط العمال ومحال حياكة الملابس، إذ نجحت وحدة مكافحة جرائم سرقة السيارات في وضع حد نهاية لعبث الرجال الخمسة الذين أشاعوا وسط السكان البسطاء أنهم من رجال الأمن. وكان أغلب الضحايا وقعوا في براثن الشبكة اليمنية التي حرصت على ارتداء الزي الوطني بهدف الإيقاع بأكبر عدد من الضحايا. تلخص نشاط المغامرين الخمسة في استيقاف المارة ودهم المنازل واحتجاز سكانها في غرف منزوية وسلب ما معهم من نقود والعمل المباشر في الشوارع، وتكليف أحد عناصرهم بتنظيم حركة السير لحظة عمليات الدهم الكاذبة، ومنع كل من يقترب منهم تحت مزاعم «أدائهم لمهمات أمنية تتطلب ارتداء ملابس مدنية»، لكن سلطات الأمن حصلت على معلومات مؤكدة أن الرجال الخمسة مجرد عناصر محتالة تستهدف السرقة وترويع سكان البيوت من العمال بعد أن انطلت الحيلة على عدد كبير من الضحايا ممن شاهدوا الجناة الخمسة يؤدون مهماتهم المزعومة تحت بصر المارة، وعزز الأوهام تصدي أحد المحتالين الخمسة لتنظيم حركة السير، فيما يتولى بقية الشركاء دهم المنازل وسلب ما خف وزنه وغلا ثمنه.
الزعيم المخادع
كان يوم أمس حدا فاصلا بين الحقيقة والخيال، عندما تلقت السلطات الأمنية بلاغات من مواطنين عن مشتبهين لا تنسجم تصرفاتهم مع حنكة وسلوك رجال الأمن، وفي الحال أعدت وحدة مكافحة جرائم سرقة السيارات خطة ماهرة لإسقاط الشبكة المنحرفة ليتم رصد أحد المواقع التي استهدفها المحتالون الخمسة، ولاحظت فرقة أمن ترجل بعض أعضائها من سيارة قرب منزل شعبي وشرع أحدهم في طرق بابه، فيما كان اثنان ينتظران في مقصورة المركبة المتوقفة وهما يدخنان بشراهة، ظلت وحدة مكافحة سرقة السيارات تراقب الوضع عن كثب في الوقت الذي هبط فيه أحد الاثنين من السيارة المتوقفة قبل أن يتوغل إلى عمق الشارع لتنظيم حركة السير طالبا من السائقين سرعة مغادرة الموقع لوجود مهمة أمنية تتطلب الإخلاء الفوري للشارع. في الأثناء ضربت سلطات الأمن طوقا أمنيا محكما في محيط الموقع، وتحرك رئيس الوحدة إلى منظم حركة السير الوهمي لسؤاله عما يحدث فطلب المحتال من محدثه سرعة المغادرة وإلا وضع نفسه تحت طائلة النظام بتهمة تعطيل عمل أمني مهم. كان ذلك كافيا لتحرك سلطات الأمن التي انقضت على الرجل الذي حاول الإفلات بلا طائل، وفي ذات الوقت كان أفراد من الوحدة قد أحكموا سيطرتهم على سائق السيارة وبعد دقائق كان ثلاثة آخرين توغلوا إلى المنزل الشعبي تحت قبضة الأمن.
تاجر قماش
التحقيقات المبدئية مع الشبكة كشفت عن تورطها في جرائم سلب وقطع طريق والاحتيال بصفات الأمن، وقال أحدهم للمحققين إنه كان يعمل في مجال تجارة الأقمشة، وعرض على الأربعة تطوير نشاطهم من سلب المارة إلى دهم مساكن العمال ومتاجر الملابس بانتحال صفات رجال الأمن، وأضاف المتهم أنه عرض على شركائه كشف مواقع الخياطين الذين يتعامل معهم. وتوالت اعترافات أعضاء الشبكة، منها تنفيذهم اعتداءات وسرقات وأعمال نصب واحتيال في أحياء الصفا والمنتزهات وبني مالك وبعض الأحياء الطرفية في محافظة جدة، واستهداف محلات خياطة ملابس تعمل بلا تراخيص رسمية، وأقر زعيم الشبكة بتجهيز سيارته بمصابيح مضيئة ومبهرة لإيهام الضحايا عن «شخصيته المهمة» ــ على حد قوله.
وقال الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد: إنه تم القبض على خمسة من الجناة المحتالين. ومازالت التحريات مستمرة لكشف الجرائم التي تورطوا فيها خلال الفترة السابقة.