أصيبت حركة النقل الجوي في أنحاء أغلب أجزاء أوروبا بالشلل، لليوم الرابع أمس بسبب سحابة ضخمة من الرماد البركاني، لكن رحلات جوية تجريبية قامت بها هولندا وألمانيا دون أن تحدث خسائر ظاهرة تتيح أملا فيما يبدو.
وأغلقت الكثير من الدول مجالاتها الجوية حتى وقت متأخر من يوم أمس وأمس الأول مما جعل عشرات الآلاف من الركاب تتقطع بهم السبل في أنحاء العالم.
وأوضح خبراء في الأرصاد الجوية أن الحالة الحالية للرياح تعني أن من غير المرجح أن تنتقل السحابة لمكان أبعد حتى وقت لاحق من الأسبوع.
وأضافوا أن سحابة الرماد التي تتحرك في الغلاف الجوي العلوي قادمة من أيسلندا ربما تصبح أكثر تركيزا غدا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء مما يمثل خطرا أكبر ويهدد بتفاقم خسائر شركات الطيران التي تصل إلى أكثر من 200 مليون دولار يوميا، حيث فرض حظر الطيران، لأن غبار الصخور المتفتتة والحبيبات الزجاجية يمكن أن يسبب توقفا تاما لمحركات الطائرات ويحدث أضرارا بجسم الطائرة لكن الرحلات التجريبية أمس السبت أدت إلى إتاحة قدر من التفاؤل من مسؤولي الطيران.
وفي السياق نفسه، بدأت الهيئات الاتحادية في بروكسل تحركات محددة لاحتواء تداعيات استمرار شلل الملاحة الجوية في غالبية الأجواء والمطارات الأوروبية، واتخاذ تدابير على المستوى الأوروبي للتخفيف من وقع ذلك على سير حركة النقل بشكل عام داخل الفضاء الأوروبي ومن أوروبا إلى العالم الخارجي.
وأوضح مصدر في الجهاز التنفيذي الأوروبي في بروكسل، أن وزراء النقل الأوروبيين سيعقدون أول اجتماع استثنائي عبر الدائرة المغلقة اليوم لمعاينة وتقييم الموقف، ودراسة نتائج الرحلات التجريبية الأولى واستخلاص تداعياتها المباشرة على مستقبل الملاحة الجوية خلال الأيام القليلة المقبلة، مبينا أنه وفي حالة السماح باستئناف محدود وتدريجي للرحلات الجوية فإن ذلك سيتم بشكل فردي وحالة بحالة وبواسطة طيارين متطوعين يقبلون مهامهم بشكل إرادي وبقرار سياسي من الاتحاد الأوروبي والهيئة العالمية للطيران المدني.
وتعمل مختلف الحكومات الأوروبية على احتواء التداعيات اليومية لشلل حركة الطيران حاليا عبر توفير وسائط نقل بديلة وإلغاء أو إرجاء عدد من الأنشطة والاجتماعات ولكنها تحرص على التمسك بمبدأ الوقاية المتعامل به على الصعيدين الأمني والصحي داخل تكتل الدول السبع والعشرين.