مع كل مواجهة كروية في الأراضي الإيرانية على مستوى الأندية والمنتخبات بيننا وبينهم فلا بد من قصة أو خبر يحكى.
لافتات التحريض وسلب الهوية التي رفعت في الأيام الماضية على مرأى ومسمع من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في مباراة الاتحاد مع ذوب هان والهلال مع مس كرمان، عن «تفريس» الخليج العربي وإعلانه كحق فارسي مشروع في تقاطع مباشر يوحي بأزمة الانتماء الحاضرة في العقل الإيراني الحديث بين استلاب كسرى ومجده الضائع وبين الانتماء العروبي الحاضر في أسمائهم وحروفهم، وهو على أي حال ــ برأيي ــ حق مشروع للمداولة والطرح أو الادعاء، فحتى البلوش أو الكرد قد يطالبون لاحقا بحصتهم «الاسمية» في مدرسة «تجزئة المجزأ»، لكني لم أجد فهما لعلاقة كرة القدم مع الحشد التحريضي، واستغلال الإيرانيين لأي مواجهة بين مدربين ولاعبين وقلبها إلى حفلة «ردح» شعاراتية، نعم يمكن استيعاب أن الكرة في واقعها الحالي مسرح «للرادحين» عبر التصريح والتلميح بين الفرق المتنافسة، لكنها لم تتجاوز محيط الكرة وملعبها، ومشكلة إن كشفت القدم وكرتها عن أزمة احتقان ساهم السياسي في تجييشها وتحولت الملاعب إلى مسرح كبير ينتصب فيه خيال المآتة، فأي فائدة أو معلومة يمكن استيعابها عند قراءة «مانشيت» صحافي عريض في صحيفة إيرانية يقول «سنمرغ أنف العرب في الوحل» سوى عشقهم إلى اهتبال الفرص للتنفيس عن كوامن الصدور، وهذا ما نسميه عمليا «تسطيل».
السؤال الأهم: هذه التعبئة الشعبية هل غيرت شيئا في الواقع، أو رسمت أبعادا جديدة لموقع الخليج العربي جغرافيا، أو زادت شبرا في المياه الإقليمية لبلد دون آخر، أو منحت إيران سيادة على جزر الإمارات المحتلة؟، كهذا عرفنا الثورة الإيرانية منذ نشأتها تتقلب بين فسطاطي: إما معي أو ضدي، وبمنطق «قابل الصياح بالصياح تسلم»، ولم تخلق أي بعد مدني حضاري منذ إعلانها سوى في تصدير إيديولوجيتها مع كثير من زخات «الهياط»، بينما واقع إيران الداخلي يحكي عن أزمات، وعن الثورة على الثورة.
عودا على كرة القدم، أي محرض على الكراهية وسط هذا المحيط الممتع سيبقى منبوذا لا محالة، وتبقى الكرة فلسفة إمتاع معزولة عن أي سياق خارج الملعب عرقيا أو دينيا أو جغرافيا، ومن أبى إلا إقحامها فليتوقف عن المتابعة. هل تتذكرون تصريح اللاعب والمدرب الإيراني علي دائي قبل مباراة السعودية مع إيران حينما قال «إذا فزنا على السعودية فهذا يكفينا حتى لو لم نتأهل إلى كأس العالم»، أي «هياط» أكبر من هذا؟.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة
لافتات التحريض وسلب الهوية التي رفعت في الأيام الماضية على مرأى ومسمع من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في مباراة الاتحاد مع ذوب هان والهلال مع مس كرمان، عن «تفريس» الخليج العربي وإعلانه كحق فارسي مشروع في تقاطع مباشر يوحي بأزمة الانتماء الحاضرة في العقل الإيراني الحديث بين استلاب كسرى ومجده الضائع وبين الانتماء العروبي الحاضر في أسمائهم وحروفهم، وهو على أي حال ــ برأيي ــ حق مشروع للمداولة والطرح أو الادعاء، فحتى البلوش أو الكرد قد يطالبون لاحقا بحصتهم «الاسمية» في مدرسة «تجزئة المجزأ»، لكني لم أجد فهما لعلاقة كرة القدم مع الحشد التحريضي، واستغلال الإيرانيين لأي مواجهة بين مدربين ولاعبين وقلبها إلى حفلة «ردح» شعاراتية، نعم يمكن استيعاب أن الكرة في واقعها الحالي مسرح «للرادحين» عبر التصريح والتلميح بين الفرق المتنافسة، لكنها لم تتجاوز محيط الكرة وملعبها، ومشكلة إن كشفت القدم وكرتها عن أزمة احتقان ساهم السياسي في تجييشها وتحولت الملاعب إلى مسرح كبير ينتصب فيه خيال المآتة، فأي فائدة أو معلومة يمكن استيعابها عند قراءة «مانشيت» صحافي عريض في صحيفة إيرانية يقول «سنمرغ أنف العرب في الوحل» سوى عشقهم إلى اهتبال الفرص للتنفيس عن كوامن الصدور، وهذا ما نسميه عمليا «تسطيل».
السؤال الأهم: هذه التعبئة الشعبية هل غيرت شيئا في الواقع، أو رسمت أبعادا جديدة لموقع الخليج العربي جغرافيا، أو زادت شبرا في المياه الإقليمية لبلد دون آخر، أو منحت إيران سيادة على جزر الإمارات المحتلة؟، كهذا عرفنا الثورة الإيرانية منذ نشأتها تتقلب بين فسطاطي: إما معي أو ضدي، وبمنطق «قابل الصياح بالصياح تسلم»، ولم تخلق أي بعد مدني حضاري منذ إعلانها سوى في تصدير إيديولوجيتها مع كثير من زخات «الهياط»، بينما واقع إيران الداخلي يحكي عن أزمات، وعن الثورة على الثورة.
عودا على كرة القدم، أي محرض على الكراهية وسط هذا المحيط الممتع سيبقى منبوذا لا محالة، وتبقى الكرة فلسفة إمتاع معزولة عن أي سياق خارج الملعب عرقيا أو دينيا أو جغرافيا، ومن أبى إلا إقحامها فليتوقف عن المتابعة. هل تتذكرون تصريح اللاعب والمدرب الإيراني علي دائي قبل مباراة السعودية مع إيران حينما قال «إذا فزنا على السعودية فهذا يكفينا حتى لو لم نتأهل إلى كأس العالم»، أي «هياط» أكبر من هذا؟.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة