إن الهزيمة النكراء في 1967م هي مجرد «نكسة» كما تناقل العرب وروجوا، والهزيمة النكراء في 2006م في لبنان هي «انتصار إلهي» لحزب الله، والهزيمة النكراء لحماس في 2007م في غزة هي محض تأكيد إلهيٍ لأحقيتها وجدارتها الدينية بقيادة الشأن الفلسطيني!
ليس هذا فحسب، بل إن الهزيمة النكراء للقاعدة في السنوات الأخيرة هي مجرد «جولة للباطل» كما يعبر المدافعون عن القاعدة، وكذلك الهزيمة النكراء للقاعدة في السعودية هي مجرد خيار للانتقال لليمن، مادام أن الجزيرة العربية التي اتخذتها القاعدة شعارا لها تشمل اليمن.
إضافة لهذا فإن الهزيمة النكراء لطالبان في أفغانستان وإسقاط دولتها ليست سوى «فخ» أمريكيٍ مجرد تدعمها فيه دول التحالف العالمي، وتسندها وسائل الإعلام التي تمثل السلطة الرابعة.
أخيرا وليس آخرا فإن الهزيمة النكراء للطائفية في انتخابات العراق هي مجرد مرحلة مؤقتة كما يعبر المالكي وحزبه، عكسا لما يصرح به علاوي ومن يتفق معه من قادة العراق، والذين زار أكثرهم السعودية في غضون الأسابيع الماضية.
في هذا السياق ثمة أسلوب عربي أثير يمكن اختصاره في مواجهة الوقائع بالشعارات، ومجابهة الواقع بالخطب والتصريحات النارية، ويروج الكثيرون أن الكلام المشتعل سيقف في وجه الطوفان الواقعي الطاغي، وأن صناعة الأحلام والخرافة أفضل من مواجهة مزرعة الحاضر وما تنتجه وتصدره، وتنميه.
هكذا تكاذبنا بشأن الهزائم الكبرى، وهكذا تكاذبنا الذي اصطلحنا عليه، وطال أمده وعلا صوته غير أننا بحاجة إلى إعادة فرز للوقائع والأحداث بعيدا عن الشعارات الفاقعة والخطب الرنانة والتكاذب المستساغ.
في ثقافتنا وخطاباتنا، ثمة مصدرون للخرافة ومتلقون، وثمة معارضون ورافضون لها. ثمة منحازون للخيال، ومنجرفون وراء الخرافة، ومنساقون خلف الأحلام الوردية، وثمة عقلاء يرفضون كل هذا، ولا يرتضون غض النظر عن شروط اليوم وقواعد السياسة والحساب الصحيح للقوى في العالم والمنطقة لأجل خيالٍ عارض وخرافة مستحكمة وأضغاث أحلام منتشية..
حين نريد التكاذب فإننا سنسمي هزيمة 1967م «نكسة»، وسنقول إن دمار لبنان الذي تسبب فيه حزب الله في 2006م لا يعدو أن يكون «نصرا إلهيا»، وسنعرف هزيمة حماس في 2007م في غزة بأنها كانت «نصرا مؤزرا».
سنقول إن القضاء على دولة طالبان في أفغانستان لا يعدو «تضحية على الطريق»، وأن اندحار القاعدة في العالم ليس إلا «استراحة محارب»، ونضيف أن القضاء على القاعدة في السعودية لم يكن إلا لتوحيد الجهود عبر إنشاء تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في اليمن.
إن التكاذب لا نهاية له، لأن قائده الخيال ومسيره الوهم، وإن لم نفضح هذا التكاذب ونتخلص منه فستستمر سلسلة التكاذب، وإنما الواجب علينا جميعا هو مواجهة الحقائق والتعامل مع الواقع كما هو، وترك الشعارات وأهلها واللجوء لقادة السياسة والفكر القادرين على الموازنات الدقيقة وحسابات الأرباح والخسائر.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة
ليس هذا فحسب، بل إن الهزيمة النكراء للقاعدة في السنوات الأخيرة هي مجرد «جولة للباطل» كما يعبر المدافعون عن القاعدة، وكذلك الهزيمة النكراء للقاعدة في السعودية هي مجرد خيار للانتقال لليمن، مادام أن الجزيرة العربية التي اتخذتها القاعدة شعارا لها تشمل اليمن.
إضافة لهذا فإن الهزيمة النكراء لطالبان في أفغانستان وإسقاط دولتها ليست سوى «فخ» أمريكيٍ مجرد تدعمها فيه دول التحالف العالمي، وتسندها وسائل الإعلام التي تمثل السلطة الرابعة.
أخيرا وليس آخرا فإن الهزيمة النكراء للطائفية في انتخابات العراق هي مجرد مرحلة مؤقتة كما يعبر المالكي وحزبه، عكسا لما يصرح به علاوي ومن يتفق معه من قادة العراق، والذين زار أكثرهم السعودية في غضون الأسابيع الماضية.
في هذا السياق ثمة أسلوب عربي أثير يمكن اختصاره في مواجهة الوقائع بالشعارات، ومجابهة الواقع بالخطب والتصريحات النارية، ويروج الكثيرون أن الكلام المشتعل سيقف في وجه الطوفان الواقعي الطاغي، وأن صناعة الأحلام والخرافة أفضل من مواجهة مزرعة الحاضر وما تنتجه وتصدره، وتنميه.
هكذا تكاذبنا بشأن الهزائم الكبرى، وهكذا تكاذبنا الذي اصطلحنا عليه، وطال أمده وعلا صوته غير أننا بحاجة إلى إعادة فرز للوقائع والأحداث بعيدا عن الشعارات الفاقعة والخطب الرنانة والتكاذب المستساغ.
في ثقافتنا وخطاباتنا، ثمة مصدرون للخرافة ومتلقون، وثمة معارضون ورافضون لها. ثمة منحازون للخيال، ومنجرفون وراء الخرافة، ومنساقون خلف الأحلام الوردية، وثمة عقلاء يرفضون كل هذا، ولا يرتضون غض النظر عن شروط اليوم وقواعد السياسة والحساب الصحيح للقوى في العالم والمنطقة لأجل خيالٍ عارض وخرافة مستحكمة وأضغاث أحلام منتشية..
حين نريد التكاذب فإننا سنسمي هزيمة 1967م «نكسة»، وسنقول إن دمار لبنان الذي تسبب فيه حزب الله في 2006م لا يعدو أن يكون «نصرا إلهيا»، وسنعرف هزيمة حماس في 2007م في غزة بأنها كانت «نصرا مؤزرا».
سنقول إن القضاء على دولة طالبان في أفغانستان لا يعدو «تضحية على الطريق»، وأن اندحار القاعدة في العالم ليس إلا «استراحة محارب»، ونضيف أن القضاء على القاعدة في السعودية لم يكن إلا لتوحيد الجهود عبر إنشاء تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في اليمن.
إن التكاذب لا نهاية له، لأن قائده الخيال ومسيره الوهم، وإن لم نفضح هذا التكاذب ونتخلص منه فستستمر سلسلة التكاذب، وإنما الواجب علينا جميعا هو مواجهة الحقائق والتعامل مع الواقع كما هو، وترك الشعارات وأهلها واللجوء لقادة السياسة والفكر القادرين على الموازنات الدقيقة وحسابات الأرباح والخسائر.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة