** يقول أحد الأئمة الأربعة: نصف العلم لا أدري؟!، ويقول إمام آخر: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب!! ويقول إمام ثالث: كل كلام يرد عليه إلا صاحب هذا القبر؟! ومعذرة إن أخطأت في النصوص فإني أكتب عن الذاكرة، وهي كصاحبها توشك أن تودع؟!
هذه أقوال تواترت عن ثلاثة من أئمة المذاهب الأربعة السنية، ــ وإنني اعتذر للمرة الثانية في هذا المقال عن ذكري للتعريف بالسنية، لأنني بذلك انسقت بلا إرادة مني!! إلى تصنيف الإسلام والتفريق بين أبنائه، وهو الإسلام الذي لم يكن يعرف التشرذم كما أراد غلاة الإسلام السياسي الآن ــ لأن هؤلاء الأئمة عاشوا وأسسوا للمنهج الإسلامي المعتدل الذي يتعامل مع الآخر ويعترف به وينظر للوقائع بموضوعية بعيدا عما استنه خلفهم فيما بعد من فتاوى مختلفة لأغراض تخدم اتجاهات متباينة وليست خدمة خالصة للاجتهاد الموضوعي الذي ينظر للمصلحة العامة للإسلام والمسلمين، ويأخذ في الاعتبار المتغيرات الزمانية والمكانية والجغرافية، ومثلها هي التي دفعت أيضا بأحد الأئمة الأربعة إلى أن يعيد النظر في فتاواه عندما انتقل من إقليم إسلامي إلى آخر؟!
الآن، وقد استجدت ملايين الأشياء وتغيرت الدنيا أكثر من مائة وثمانين درجة، ومضت أكثر من ألف وأربعمائة عام على فجر الإسلام، وما يزيد على ألف وثلاثمائة عام على ولادة الإمام أبو حنيفة 80 ــ 150 هجرية أول الأئمة الأربعة، إلى الإمام أحمد بن حنبل 164 ــ 241 هجرية آخرهم استطيع أن أطرح سؤالا واضحا: هل يجوز الآن الاعتماد على العلم الشرعي فقط للإفتاء في المستجدات العصرية باستحضار أقوال السلف الصالح من قرون بعيدة زمنيا ومكانيا، ولا تتواءم بالتأكيد مع الواقع الحالي!! ويحدث كل هذا بعيدا عن العلوم الحديثة ذات الاختصاص والتقنيات الجديدة؟! في يقيني أن الفتوى الآن تحتاج إلى دعم ومساندة العلوم والتقنيات لتكون الفتوى مستوفية لكامل تفاصيل الحالة التي تحتاج إلى الفتوى، ولعلي هنا استدعي رأيا سمعته وقرأته للشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي ــ رحمه الله ــ عندما استدعى خبراء في مجالات شتى لإجازة بعض الأوراق المالية؟! كما أشير إلى لقاء أجرته (بي. بي. سي) مع الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بعد تعيينه في منصبه أخيرا أكد فيه على ضرورة أن يلم المفتى بالتفاصيل، حيث انتقد بشكل مباشر الفتاوى حول الجدار الذي تقيمه مصر مع غزة لعدم إلمام المفتين بتفاصيل الموضوع وتخصصاته، فهل حان الأوان لدعم العلم الشرعي بالعلوم والتقنيات الحديثة؟!
* مستشار إعلامي
ص. ب13237 جدة 21493
فاكس: 6653126
hamid-abbas@yahoo.com
هذه أقوال تواترت عن ثلاثة من أئمة المذاهب الأربعة السنية، ــ وإنني اعتذر للمرة الثانية في هذا المقال عن ذكري للتعريف بالسنية، لأنني بذلك انسقت بلا إرادة مني!! إلى تصنيف الإسلام والتفريق بين أبنائه، وهو الإسلام الذي لم يكن يعرف التشرذم كما أراد غلاة الإسلام السياسي الآن ــ لأن هؤلاء الأئمة عاشوا وأسسوا للمنهج الإسلامي المعتدل الذي يتعامل مع الآخر ويعترف به وينظر للوقائع بموضوعية بعيدا عما استنه خلفهم فيما بعد من فتاوى مختلفة لأغراض تخدم اتجاهات متباينة وليست خدمة خالصة للاجتهاد الموضوعي الذي ينظر للمصلحة العامة للإسلام والمسلمين، ويأخذ في الاعتبار المتغيرات الزمانية والمكانية والجغرافية، ومثلها هي التي دفعت أيضا بأحد الأئمة الأربعة إلى أن يعيد النظر في فتاواه عندما انتقل من إقليم إسلامي إلى آخر؟!
الآن، وقد استجدت ملايين الأشياء وتغيرت الدنيا أكثر من مائة وثمانين درجة، ومضت أكثر من ألف وأربعمائة عام على فجر الإسلام، وما يزيد على ألف وثلاثمائة عام على ولادة الإمام أبو حنيفة 80 ــ 150 هجرية أول الأئمة الأربعة، إلى الإمام أحمد بن حنبل 164 ــ 241 هجرية آخرهم استطيع أن أطرح سؤالا واضحا: هل يجوز الآن الاعتماد على العلم الشرعي فقط للإفتاء في المستجدات العصرية باستحضار أقوال السلف الصالح من قرون بعيدة زمنيا ومكانيا، ولا تتواءم بالتأكيد مع الواقع الحالي!! ويحدث كل هذا بعيدا عن العلوم الحديثة ذات الاختصاص والتقنيات الجديدة؟! في يقيني أن الفتوى الآن تحتاج إلى دعم ومساندة العلوم والتقنيات لتكون الفتوى مستوفية لكامل تفاصيل الحالة التي تحتاج إلى الفتوى، ولعلي هنا استدعي رأيا سمعته وقرأته للشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي ــ رحمه الله ــ عندما استدعى خبراء في مجالات شتى لإجازة بعض الأوراق المالية؟! كما أشير إلى لقاء أجرته (بي. بي. سي) مع الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بعد تعيينه في منصبه أخيرا أكد فيه على ضرورة أن يلم المفتى بالتفاصيل، حيث انتقد بشكل مباشر الفتاوى حول الجدار الذي تقيمه مصر مع غزة لعدم إلمام المفتين بتفاصيل الموضوع وتخصصاته، فهل حان الأوان لدعم العلم الشرعي بالعلوم والتقنيات الحديثة؟!
* مستشار إعلامي
ص. ب13237 جدة 21493
فاكس: 6653126
hamid-abbas@yahoo.com