عبد الهادي الربيعي، ثواب آل هياف، عبد الله المقاطي ـ رنية، عشيرة
أمر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بتسليم ثمانية ملايين متر مربع لإنشاء فرع لجامعة الطائف في رنية، متسائلا في الوقت ذاته عن أداء مستشفى رنية العام ومطالبته بتحسينه بقوله: «أحد المواطنين ذكر لي بأنه ضرسه قد آلمه وتم تحويله إلى مستشفيات الطائف».
جاء ذلك خلال ترؤسه صباح أمس للمجلس المحلي في رنية، معلنا عن قرب صدور نتائج الدراسة التي تجريها هيئة الطيران المدني لمجمل المطارات المطلوبة في المملكة، إضافة إلى تأكيده بأن المحافظة ستحظى باهتمام كبير في الإسكان التنموي والمشاريع المختلفة.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة: «إن المشاريع التي أنجزت في محافظات الطائف وتربة ورنية والخرمة بلغت 7,5 مليار ريال، وهو ما يعني تنفيذ غالبية المشاريع المعتمدة ولم يتبق سوى القليل من المشاريع المتعثرة التي سيتم العمل على تنفيذها الآن».
وأوضح الفيصل خلال حديثه للإعلاميين أنه رأى جدية في عمل مديري الإدارات الحكومية ومجالس المحافظات، الأمر الذي يعني إنجاز الكثير من المشاريع خلال الفترة المقبلة وسط هذا الحماس والمعنويات العالية للعمل.
وأضاف الفيصل أن هناك تعاونا ملحوظا في هذا البناء إلا أنهم ينتظرون الفرصة للمشاركة، مبينا أنه دعا المجالس المحلية لإعطاء المواطن فرصة العمل سعيا للإنتاج والتعاون المثمر.
وأكد أمير منطقة مكة بعدم وجود المستحيل للوصول إلى العالم الأول، في حال تجنب الخداع والغش والمواظبة على الدوام والعمل بروح الوطنية والتضحية في سبيل ذلك.
وقال الفيصل: إن العمل جار لتوسعة مستشفى رنية خلال هذا العام، إذ سيتم الاتصال بوزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة لإنشاء مستشفى متكامل آخر في القريب العاجل لخدمة الأهالي.
وذهب الفيصل في حديثه إلى أن هناك دراسة تعمل على تنفيذها هيئة الطيران المدني لكافة المطارات المطلوبة وسيعلن عنها قريبا، من أجل النظر في حاجة المنطقة وضواحيها لمطار يخدمهم.
وعن مخططات المنطقة أوضح الفيصل وجود مخططات جديدة ومشاريع للإسكان إذ سلمت أراضي لهيئة الإسكان ولم يقتصر ذلك على إيجاد منح سكنية بل سيتم بناء وحدات سكنية أخرى، مضيفا في الوقت ذاته على الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في دعم المشاريع التنموية داعيا رجال الأعمال للتعاون في هذا الشأن لبناء المصلحة العامة.
ولفت صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة النظر إلى أنه طلب من أعضاء المجالس المحلية، ومديري الإدارات الحكومية ضرورة الالتزام بالعمل الجاد والمثابرة والصدق مع الناس.
وأنه دعا المسؤولين في الإدارات الحكومية في المنطقة، وأعضاء المجالس المحلية إلى أن يكونوا قدوة فاعلة وحسنة في الإنتاج والتمسك بالقيم والمثل الإسلامية العليا.
ومضى أمير منطقة مكة المكرمة قائلا عقب اجتماعه أمس بأعضاء المجلس المحلي في محافظة رنية، في حضور رئيس المجلس المحلي في المحافظة عويض الحربي، ومديري الإدارات الحكومية في منطقة مكة المكرمة، «كثير من الناس يتساءل كيف أطالب بالانتقال من العالم الثالث إلى العالم الأول، لن يتحقق ذلك إلا بالتمسك بالتعاليم والأخلاق الإسلامية التي سنصل بها إلى العالم الأول في أسرع وقت، فليس هناك مستحيل مع الصدق في كل شيء».
وأشار الفيصل، إلى أن الطريق المزدوج الرابط بين محافظات تربة، الخرمة، ورنية، انتهت مرحلته الأولى وسينتهي العمل في مرحلته الثانية هذا العام، مبينا أن مشاريع الطرق التي تنفذ حاليا في منطقة مكة المكرمة هذا العام بلغت أطوالها 942 كيلو مترا، وبتكلفة إجمالية بلغت 633مليون ريال.
وعبر الأمير خالد الفيصل عن سعادته بزيارة محافظات الطائف وتربة، الخرمة، ورنية، واصفا الروح المعنوية التي لمسها من مديري الإدارات الحكومية بأنها إيجابية، وقال: «لقد سعدت جدا بما وجدته من حماس مشترك لدى الجميع، وأن هناك جدية على ضرورة إنهاء هذه المشاريع على الوجه المطلوب».
مضيفا «إن هذه الروح جعلتني أكثر تفاؤلا، الأمر الذي سينعكس على الأداء الجيد في تلك المحافظات».
وفي مركز عشيرة، أطلق أمير منطقة مكة المكرمة أمس عددا من المشروعات التنموية في المركز التنموي التابع لمحافظة الطائف، والتي تتبع أمانة محافظة الطائف، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة النقل.
وخلال الحفل الخطابي الذي نظم بالمناسبة، أوضح أمين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج في كلمته، أن أمانة محافظة الطائف خصصت موقعاً لمشروع المركز التنموي في عشيرة بمساحة مليون متر مربع يضم جميع الإدارات الحكومية بالإضافة إلى المرافق السكنية والتجارية.
وبين أن المشروع يهدف إلى تكوين بيئة عمرانية مستدامة تتمتع بمستوى عال من الخدمات والإسكان والمرافق.
وأبان المهندس المخرج أن إنشاء المراكز التنموية يأتي انطلاقاً من توجيه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في سبيل إيجاد مراكز تنموية في التجمعات السكنية والقرى، تشتمل على منشآت لإيواء الزائرين والمراجعين، بالإضافة إلى المجمعات التجارية.
عقب ذلك ألقى الدكتور مشاري بن فرج العتيبي كلمة نيابة عن الأهالي رحب فيها باسم أهالي مركز عشيرة بأمير المنطقة ومرافقيه، معربين عن بالغ شكرهم على تدشين هذه المشروعات الخيرة في بلاد الخير.
وفي الختام وضع أمير منطقة مكة المكرمة حجر الأساس لتلك المشاريع التنموية، وشاهد المخططات الخاصة بتنفيذ المشاريع في المركز التنموي في عشيرة.
وأختتم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة جولاته التفقدية إلى محافظات تربة والخرمة ورنية عصر أمس بجولة في محمية محازة الصيد التي احتضنت مخيمه، وقطع الأمير مسافة 35 كيلو مترا داخل المحمية لمشاهدة قطعان من الغزلان والمها.
وقبل مغادرته المحمية زار الأمير خالد الفيصل الشجرة الشهيرة التي كان يخيم فيها والده الملك فيصل بن عبد العزيز ــ رحمه الله ــ خلال جولاته في المنطقة ورحلات الصيد التي كان يقوم بها قبل إنشاء المحميات وهي الشجرة التي اشتهرت بين الأهالي بـ «سرحة الفيصل» أو «سرحة الملك».
وتوقف الأمير عند الشجرة واطلع عليها والتقط صورا تذكارية إلى جوارها، وسأل الحضور عن معدل الأمطار التي هطلت على المحمية وعن عملية سير التوطين، واستمع إلى شرح واف عن ذلك وتسلم التقرير السنوي لمحمية محازة الصيد ومحمية سجا وأم الرمث ومركز الأبحاث الوطني في الطائف.
ورافقه خلال الجولة داخل محمية محازة الصيد، مدير مركز أبحاث الحياة الفطرية في الطائف أحمد البوق ومدير محمية محازة الصيد مصلح الجعيد.
يشار إلى أن محمية محازة الصيد احتضنت للمرة الثالثة على التوالي مخيم الأمير خالد الفيصل خلال جولاته التفقدية لمحافظات الخرمة وتربة ورنية، وأصبحت المحمية بمثابة نقطة الانطلاق لجولاته التفقدية على هذه المناطق.