-A +A
حاتم المسعودي ـ مكة المكرمة

«بعد 43 عاما، جاءنا من يبلغنا بضرورة الرحيل، من منزل والدنا الذي ولدنا وترعرعنا فيه»، عبارة ممزوجة بتساؤلات التعجب والألم، أطلقها محمد عبد الله الكريمي (41 عاما)، إبان تسلمهم طلبا من شرطة حي المنصور حيث مسكنهم، بضرورة إخلاء المنزل، استنادا إلى أن العقار من أملاك الدولة.

ويروي محمد القصة التي بدأت في العام 1386هـ، عندما التحق والده بالعمل في مركز الهلال الأحمر، والذي منحه المنزل المتاخم للمركز في العام 1388 هـ للسكن فيه، ويضيف : «ولدت وأشقائي الثلاثة (معوق وابنتان) في هذا المنزل الواقع خلف المركز، وكان مكونا آنذاك من أربع غرف صغيرة وفناء في شارع المنصور، دون أية منغصات حتى توفي والدي عام 1417 هـ».

واستطرد الكريمي: «منذ وفاة والدي لم نبلغ بشيء حيال المنزل، واضطررت لأخذ قروض بنكية، بغية ترميم المنزل والتوسع فيه، إذ أني متزوج، فيما شقيقتاي لا تزالان عازبتين، وشقيقي الآخر معوق، بيد أن الطلب الذي تسلمناه قبل أشهر قليلة، وقع علينا كالصاعقة».

وأردف الكريمي أنه تقدم بطلب إلى إدارة الهلال الأحمر للتنازل عن المسكن أو تعويضه عن الخسائر التي تكبدها في ترميمه، لكن الرد جاءه من أحد الموظفين «اهدموا ما بنيتموه وخذوه معكم» ـ على حد قوله.

وخلص الكريمي إلى أنه كل ما يأمل وأسرته النظر إليهم بعين الواقع والرحمة، عقب خسائرهم المادية في ترميم المنزل، خصوصا في ظل ارتفاع العقارات في مكة المكرمة وتعذر تأمين بديل عن مسكنهم الحالي.

من جهته، أوضح لـ «عكاظ» مصدر في الهلال الأحمر السعودي في مكة المكرمة، أن الموقع ضمن أملاك الدولة وخصص للهلال الأحمر، مشيرا إلى أن تمكين والد المواطن من الموقع في وقت سابق لا يعني تملكه.

وانتهى المصدر إلى أن مندوب من وزارة المالية وقف على الموقع، وطالبهم بضرورة الإخلاء الفوري.