يدخل العمل في مشروع قطار المشاعر المقدسة سباقا مع الزمن لإنهاء المرحلة الأولى من المشروع وتشغيلها هذا العام، والبالغة تكلفته نحو 6.7 مليار ريال، إذ سيربط في هذه المرحلة بين مشاعر عرفات، مزدلفة، ومنى.
وكان العمل بدأ في المشروع في محرم عام 1429 جنوبي المشاعر المقدسة، وسيكون جاهزا للاستخدام بنسبة 35 في المائة من طاقته الاستيعابية في موسم حج هذا العام وبكامل طاقته الاستيعابية في موسم حج عام 1432.
ووقع الاختيار على هذا الخط لاعتبارات عدة، منها: أن معظم السيارات التي تدخل المشار المقدسة هي لحجاج الداخل والبر ودول الخليج، الذين تقع معظم مخيماتهم جنوبي المشاعر المقدسة، وبالتالي سيسهم هذا المشروع الحيوي في سحب نحو 50 ألف مركبة وحافلة من الدخول إلى المشاعر، مما يسهم في تيسير الحركة المرورية.
ويمر القطار بثلاث محطات في مشعر عرفات ومثلها في مزدلفة ثم محطة في أول مشعر منى من جهة مزدلفة ومحطة في وسط منها وتكون المحطة الأخيرة عند الدور الرابع في منشأة الجمرات، إذ يتميز القطار بالسرعة والارتفاع عن الأرض، وبقربه من طريق المشاة و تفادي تأثيره على المخيمات.
ويتميز القطار أيضا بمراعاة طبوغرافية الأرض لتقليل الارتفاعات والانخفاضات، وينقل الحجاج بين المشاعر المقدسة عرفات ومزدلفة ومنى وربطها بمكة المكرمة.
وتعمل على تنفيذ المشروع شركة صينية يعمل بها نحو خمسة آلاف عامل يتناوبون على العمل 24 ساعة، فيما ستكون المرحلة الثانية من هذا المشروع لربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة.
ويأتي هذا المشروع في إطار المشاريع الحيوية التي نفذتها وتنفذها الدولة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده والنائب الثاني في المشاعر المقدسة لخدمة وراحة لحجاج بيت الله الحرام، وتوفير الرعاية الشاملة لهم وتحقيق كل ما يمكنهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان.
وفي عودة إلى السنوات الماضية، شهدت المشاعر المقدسة تنفيذ مشروع تطوير منشأة الجمرات الذي تمت الاستفادة منه بالكامل في موسم الحج الماضي والمكون من خمسة طوابق إضافة إلى نفقين تساعد الحجاج على رمي الجمرات من دون وقوع حوادث أو ازدحام، بتكلفة 4.2 مليار ريال.
وتضمنت مشاريع السنوات الماضية أيضا، مشاريع الخيام المطورة، المباني على سفوح الجبال، تسوية وتهذيب سفوح الجبال في مشعر منى، تهذيب مسطح عرفات لزيادة الطاقة الاستيعابية لها، وتغطية المشاعر المقدسة بشبكة الخدمات العامة.
ووفرت داخل المشاعر المقدسة الرعاية الصحية الشاملة عن طريق المستشفيات العامة والمراكز الصحية، في الوقت الذي تواصل فيه المملكة تنفيذ هذه المشاريع في كل عام وتطوير وتحسين ما هو قائم منها حرصا من ولاة الأمر على توفير وتحقيق الأمن والأمان والراحة للحجاج.