-A +A
إبراهيم عبدالله مفتاح
الذين غامروا بحياتهم في أسطول قافلة الحرية لكسر طوق الحصار المضروب على غزة كانوا مخدوعين بما يسمعونه عن السلوك الحضاري الذي تنتهجه إسرائيل التي يشاع عنها بأنها واحة الحرية والديموقراطية في الشرق الأوسط ولا أدري كيف غابت عن عيونهم الصور البشعة والمجازر الدامية التي ارتكبتها هذه الدولة وعصاباتها المتوحشة في أكثر من حادثة وأكثر من تاريخ.
لا أدري كيف غابت عن هؤلاء الذين تدثروا بمعطف الإنسانية وحاولوا إنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة من قسوة الحصار وفتك الأمراض وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في هذا القطاع.. كيف غابت عن أذهانهم همجية إسرائيل ومجازرها الدامية في دير ياسين وصبرا وشاتيلا؟ وكيف كان شمعون بيريز وعصاباته يكسرون عظام الأطفال دون رحمة أو ذرة من مشاعر الإنسانية وكيف تم قتل الطفل محمد الدرة أمام ناظري والده وعلى مسمع ومرأى العالم بأسره؟ وليس اغتيال «المبحوح» في دولة الإمارات العربية المتحدة على يد الموساد الإسرائيلي ببعيد مع ما في هذه القضية من تزوير وخداع وتسخير أشخاص من رعايا دول صديقة لإسرائيل نفسها ولكن الغاية تبرر الوسيلة كما يقولون والحادثة بكل مساوئها وحقارتها مرت كزوبعة في فنجان ولم تجرؤ الدول التي انتهكت كرامة مواطنيها أن تحرك ساكنا وظلت إسرائيل حبيبة الكل وسيدة الكل وكأنما هي التي عناها شاعرنا العربي بقوله: «وأنك مهما تأمري القلب يفعلِ». صباح يوم الاثنين 17/6/1431 هـ الموافق 31/5/2010م كان صباحا قاني الحمرة سيء الوصمة في جبين المجتمع الدولي بأسره لأن إسرائيل لم تحسب فيه لأحد حسابا لأنها تعرف أنه لن يلحقها ـــ بسبب فعلتها ـــ شيء أكثر من عبارات باهتة ينثرها بعض رجال السياسة هنا وهناك من أجل الحفاظ على ماء الوجوه المزيفة الملمعة بدهان الخداع والمراوغة.
• بان كي مون «الأمين العام للأمم المتحدة»: مصدوم من الهجوم الإسرائيلي على القافلة.
• البيت الأبيض يعبر عن أسفه لسقوط ضحايا في قافلة الحرية.
• المندوب البريطاني: أعربنا لإسرائيل عن استيائنا وكان يمكن تلاشي الخسائر الفادحة اليوم ولابد من رفع القيود المفروضة على غزة.
• كوشنير ـــ وزير خارجية فرنسا ـــ: فوجئنا بالهجوم الإسرائيلي الذي لا مبرر له.
• الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق في المجزرة.
هذه بعض ردود الفعل الباهتة ـــ من قبل الدول الكبرى ـــ إذا استثنينا موقف تركيا الحازم المتمثل في سحب سفيرها من إسرائيل وإلغاء المناورة العسكرية المشتركة ومراجعة كل أشكال التعاون العسكري مع إسرائيل. ولم يكن بالشيء الغريب أن يأتي أحد عناوين الأخبار ليقول: واشنطن تعرقل قرار مجلس الأمن الذي يحاول إدانة إسرائيل.
السؤال الذي علم إجابته عند الله: ماذا يعمل العرب ـــ مجتمعين ـــ لكي يستطيعوا انتزاع حب إسرائيل من قلوب أحبابها؟.


للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة