على تخوم أحد أرقى شوارع مدينة جدة، ترقد أرملة يمنية وأبناؤها التسعة من مواطن متوفى في شقة عتيقة، وترزح تحت تهديد الإبعاد، عقب عجزها عن دفع قيمة الإيجار الذي يحل موعد تسديده بداية الشهر المقبل، بعد تكفل فاعل خير بسداد إيجارها للعام الماضي كاملا.
وأوضحت الأرملة حسينة علي فقير، أن التهديد الذي يلاحقهم حول مسكنهم ليس هاجسهم الوحيد، إذ تشاطرهم الفئران السكن ولقمة العيش المؤمنة من راتبها المتواضع، إذ تعمل مستخدمة في إحدى مدارس البنات في جدة، أو من فاعلي الخير.
وزادت أن أسرتها باتت محرومة من معظم المتطلبات الغذائية اليومية، جراء تردي وضعهم المادي والمعيشي، فلا يعرف منزلهم الفواكه والخضراوات واللحوم إلا عبر شاشات التلفزيون، أو من خلال الصدقات التي تصلهم من الجمعيات الخيرية في مواسم محدودة.
وبينت حسينة أنها تزوجت من مواطن قبل 25 عاما، وفق موافقة رسمية من الجهات المختصة، وكانت تعيش حياتها اليومية بشكل طبيعي، بيد أن حياتها بدأت تأخذ منحى آخر، بعد رحيل زوجها قبل ثلاثة أعوام، مشيرة إلى أنها لم تتمكن منذ وفاته من استخراج شهادة وفاة لزوجها، كونها لا تحمل بطاقة هوية عائلية.
واستطردت أنها فشلت في استخراج صك حصر للورثة وآخر للولاية على أبنائها، نظرا لغياب بعض المستندات التي تثبت زواجها، رغم حمل أبنائها شهادات ميلاد مستقلة.
وذكرت أن معاناتها بدأت عندما كان زوجها الراحل يرفض أكثر من مرة طلبها في إلحاق أبنائه بالمدارس طلبا للعلم، بذريعة أن التعليم لن يفيدهم في حياتهم، الأمر الذي رضخت له مع مرور الوقت، وأضافت: «بعد رحيل زوجي، بات أبنائي يسيرون على أرضهم غير متعلمين، ولا يحملون بطاقات هوية وطنية، نظير إهمال والدهم لها في وقت سابق».
وأرجعت المعاناة التي تعيشها أسرتها حاليا إلى إصابة زوجها الراحل بأمراض نفسية، سببت له مشاكل مع أسرته التي لم تتمكن من التواصل معها، جراء دخوله معهم في خلافات عقب مرضه.
وانتهت إلى أنها لا تزال تنتظر الرد على معاملة رفعتها إلى فرع هيئة حقوق الإنسان في جدة، للنظر في وضعها وأبنائها الذين لا يستطيعون الالتحاق بوظائف تعينهم على سد رمقهم.