-A +A
صالح إبراهيم الطريقي
كان لخطاب رئيس وزراء تركيا «رجب طيب أردوغان» الذي دخل على خط القضية الفلسطينية الساخنة منذ 1948م، وقعه على العالم العربي.
فالجماهير العربية بدأت تهتف له، فيما المقالات العربية تبشر به أو تحذر منه، المبشرون قدموه على أنه صلاح الدين الأيوبي «موديل 2010»، بعد خيبتهم بموديل «2006م» وأعني هنا السيد حسن نصر الله الذي أعلن في نهاية المطاف أنه يأتمر بأمر إيران، وخبيتهم بباقي الموديلات القديمة.
المحذرون يؤكدون أن الأطماع التركية تبحث عن «الدولة العثمانية»، وكأن العالم سيحتمل أن تعود تركيا لاحتلال
دول، فيما هي غير قادرة على حسم قضيتها مع اليونان في جزيرة قبرص عسكريا.
مع أن خطاب «أردوغان» كان لابد منه لأجل الناخب التركي، الذي شعر أن إسرائيل أهانت بلده، كذلك هو يريد توجيه رسالة لإسرائيل أن عليها ألا تكرر هذا، وإلا سيلعب بورقة فلسطين كما تفعل إيران.
أفهم وأتفهم عاطفة الشعوب العربية المنتظرة لصلاح الدين، فهم ومنذ «1948م» لا يحدثهم الإعلام المرتهن للثوريين الرابضين على قلوب شعوبهم إلا عن قضية فلسطين وأن حلها يعني حل كل مشكلات الداخل، فعودة فلسطين ستوجد فرص عمل، وستحقق العدل للفرد العربي، فأصبحت الشعوب العربية تنتظر حل مشكلة فلسطين لتحل مشكلاتهم الداخلية.
أعرف أن مثل هذا الكلام سيغضب صديقي خلف الحربي، لأنه ضد فكرة أن يرفع شعار «تحرير الإنسان العربي أولا»، وهذا صحيح إن كانت الأزمة أو الجريمة حدثت لأول مرة، بيد أننا وفي كل مرة ندخل في صراع مع العدو، نهزم على مستوى الواقع، على مستوى الإعلام يمكن قلب الحقائق، فجمال عبد الناصر لم يهزم بل هزم وزير الدفاع عبد الحكيم عامر، وصدام دمر جيشه في التسعينات وكان يجبر الشعب العراقي على الاحتفال بأم المعارك، وحسن نصر الله انتصر انتصارا إلهيا فيما لبنان كانت محاصرة بحرا وبرا وجوا، وحماس انتصرت في غزة مع أنها طوال العدوان تصرخ أوقفوا الحرب «يدهشني أن يطلب المنتصر إيقاف الحرب».
ومع كل هزيمة كان البعض يقول : «لا يمكن لكم أن تحرروا أرضا ما لم يتحرر الإنسان» ، أجمل من وصف هذا المرحوم محمد الماغوط، على لسان بطل قصته المشرد والحافي حين أخبروه أن العدو على الحدود، قال: «قل لهم ينتظروا إلى أن أجد حذاء»..
لهذا على الشعوب العربية أن تنسى القضية مؤقتا وأن يحاربوا الجهل والظلم والتخلف في داخل الإنسان العربي، وحين يصبحون أقوياء سيخوضون معاركهم، فما أخذ بالقوة وكما يقول العرب لا يسترد إلا بالقوة، وأنتم ضعفاء.
S_alturigee@yahoo.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة