أطالب من يمر على مقالي في هذه الأيام الكروية الساخنة، بأن يخفف من حدة تعليقاته إذا كان يرغب في ظهورها على موقع الجريدة الالكتروني، والسبب أن بعض من مر على ما كتبت يوم الاثنين الأخير، وقرأ بأن التعليق يصل إلى الكاتب وإن لم ينشر، لم يستطع مقاومة الفكرة أو ضبط أعصابه، ووجد في هذا الكشف العظيم فرصة للتجريح والهجوم الشخصي، وبعضهم اجتهد مشكورا ووصف عيون الكاتب بأنها معلقة، وللأمـانة أعجبني الوصف وخمنت أن المعلق الكريم يملك أدوات الفنان التشكيلي أو الأديب، ويظهر أني وفرت على كثيرين مشقة الدخول إلى الإيميل والمراسلة عندما أخبرتهم بأن ضغطة زر واحدة أسفل المقالة تضمن وصول صوت المعلق إلى صاحبها، لقد كانت بالفعل تجربة ممتعة ومختلفة وأتمنى استمرارها، وبصدق آمل أن لا يتردد كل زائر لهذا المكان في إرسال وجهة نظره بتجرد وبدون مساحيق تجميل، لأن رأي القارىء هو ملح الكتابة والرصيد الحقيقي للكاتب.
طريقة التفكير القديمة في إدارة العمل الصحافي لم تعد مجدية حاليا، والإعلام بحاجة إلى حلول إبداعية لمعالجة أزمة الثقة بين القارىء والمطبوعة، ومعها الإقبال الضعيف على صحافة الورق وخسائرها وتوقف مجموعة منها عن الصدور، ومن استراتيجيات المواجهة التي استعان بها الإعلام الغربي ونجحت نسبيا، توظيف تقنيات «الملتميديا» في تناول الخبر، وهناك رأي بين أهل الصحافة في العالم الغربي، يرجح أن خاصية التفاعل المباشر والمفتوح الموجودة في منابر الانترنت العامة، تمثل في حد ذاتها سببا أساسيا من أسباب تراجع الإعلام الكلاسيكي أو المؤسسي إلى الصفوف الخلفية، وهم يقترحون حزمة من الحلول منها إحلال الشباب والعقليات المرنة في مراكز قيادية داخل المؤسسات والدور الصحافية، وفتح حساب للمعجبين والمتابعين في مواقع الإعلام الاجتماعي
كـ «فيسبوك» و «ماي سبيس» و «بيبو» و «لينكدان» إضافة إلى نشر مقاطع مصورة من أخبار الجريدة أو المحطة في موقع «يوتيوب» أو صور خاصة وعليها شعار الوسيلة الإعلامية في «فليكر» أو أخبار قصيرة في «تويتر» أو تخصيص مساحة للألعاب الالكترونية وتسلية الزائر، أو حتى تأسيس خدمة الكترونية تقوم على جمع «قطات» الزائرين للعاطلين عن العمل أو من يرغبون في الزواج، وهذه من بنات أفكاري وفيها تحقيق لهدف إنساني وتسويقي في نفس الوقت، وكما نعلم التغيير في أي شيء اعتاد عليه الناس، يتم على مراحل تبدأ بالرفض فالمقاومة، ثم يخضع لقراءة في التفاصيل يأتي بعدها الاقتناع به وإدخاله في قائمة المقبول والموافق عليه، وما ذكر ينطبق على العمل الإعلامي وعلى غيره.
الإعلام الاجتماعي تحديدا، ورغم تحفظاتي التي لا تنتهي عليه، ساهم في تسجيل نجاحات كثيرة، وخصوصا موقع «تويتر» الذي قالت عنه الكاتبة المشهورة مورين داود في مقالة نشرتها جريدة نيويورك تايمز إنه مجرد لعبة لطرد «الزهق» وشغل أوقات المشاهير وبنات الثانوية في أمريكا، ويكفي للرد عليها وعلي أيضا، أن نعرف بأن الحسابات المفتوحة على الموقع المذكور في الفترة مابين 2008 و 2009 ارتفعت من مليون وستمائة حساب تقريبا إلى اثنين وثلاثين مليون ومئة حساب، وهذا التطور وفي سنة واحدة فقط دفع المشاهير ورجال السياسة والإعلام وربما الدين إلى الاشتراك في الموقع، ومن باب العلم فإن معظم المشتركين في تويتر، حسب قراءاتي، هم من الأشخاص المهتمين بالمواد الإخبارية والإعلام عموما، وقال بول فارهي(2009) بأن ما نسبته 42 في المئة من مستخدمي «تويتر» تتراوح أعمارهم بين 35 و 42 سنة، وأنهم يزورون المواقع الإخبارية بصورة أكبر من الأشخاص العاديين، ما يعني أنهم مفيدون للإعلام والاستثمار فيهم مطلوب، وقد تنبهت «سكاي نيوز» البريطانية لتأثير الموقع وعينت مراسلا خاصا لها على «تويتر» مهمته متابعة ما ينشر في الموقع من أخبار، وكذلك نقل الأخبار المختصرة والعاجلة من المحطة إلى الموقع، وأشير إلى أن «تويتر» مصمم بأسلوب ينسجم مع رسائل الموبايل بصيغة «اس ام اس» والمعنى أن النص الواحد فيه لا يتجاوز في أحسن الأحوال مئة وأربعين كاريكتر، والكاريكتر تدخل فيه المسافة والنقطة والفاصلة وليس الحروف وحدها، وهناك شخصيات معروفة في أمريكا استفادت من شعبية «تويتر» كالرئيس الأمريكي باراك أوباما وأوبرا وينفري وغيرهم، وتوجد مواقع أخرى مشابهة كـ «جايكو» و «تمبلر»، ومؤسسات الصحافة الجماهيرية في بريطانيا، طبقا للأرقام المتاحة، لديها مئة وواحد وعشرون حسابا رسميا على تويتر، ولعب الموقع دورا محوريا في مواكبة أحداث ساخنة كالانتخابات الرئاسية في أمريكا سنة 2008 وتفجيرات مومباي في الهند والمظاهرات ضد نتائج الانتخابات الإيرانية في يونيو 2009، ولكن يبقى موضوع المصداقية والدقة والثقة في ما ينشر أو يبث على الموقع غير قابل للقياس الفعلى، تماما مثلما هو الحال في أغلب مواقع الإعلام الاجتماعي، وقد حاولت دور إعلامية ثقيلة كـ «وول ستريت جورنال» و «نيويورك تايمز» و «بلو مبيرغ» وضع معايير مهنيـة تضبط العمل الإخبـاري وأخلاقيـاته في الموقع، وحققت نتائج معقولة في حدود ضيقة، والسابق مثلا لم يمنع «بي بي سي» صاحبة التاريخ والعراقة الإعلامية، من الاستعانة بـ «تويتر» في تفجيرات مومباي وقد بررت تصرفها بحرفية ومهارة كالعادة.
مواقع الإعلام الاجتماعي غيرت في عادات الجماهير وأولوياتها واهتماماتها الإعلامية، أو هكذا ترى شريحة واسعة من المختصين، وأحترم رأيهم ولا أتفق معه، وهم يتوقعون بأن هذا الإعلام يبشر بثورة قد تغير وجه الإعلام بالكامل، وينتظرون من الإعلام والصحافة المطبوعة أن تكرس حضورها فيه، حتى لا يفوتها القطار أو تحفر قبرها بيديها، واسأل: ما رأيكم في هذا الكلام الفارغ ؟.
binsaudb@ yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة
طريقة التفكير القديمة في إدارة العمل الصحافي لم تعد مجدية حاليا، والإعلام بحاجة إلى حلول إبداعية لمعالجة أزمة الثقة بين القارىء والمطبوعة، ومعها الإقبال الضعيف على صحافة الورق وخسائرها وتوقف مجموعة منها عن الصدور، ومن استراتيجيات المواجهة التي استعان بها الإعلام الغربي ونجحت نسبيا، توظيف تقنيات «الملتميديا» في تناول الخبر، وهناك رأي بين أهل الصحافة في العالم الغربي، يرجح أن خاصية التفاعل المباشر والمفتوح الموجودة في منابر الانترنت العامة، تمثل في حد ذاتها سببا أساسيا من أسباب تراجع الإعلام الكلاسيكي أو المؤسسي إلى الصفوف الخلفية، وهم يقترحون حزمة من الحلول منها إحلال الشباب والعقليات المرنة في مراكز قيادية داخل المؤسسات والدور الصحافية، وفتح حساب للمعجبين والمتابعين في مواقع الإعلام الاجتماعي
كـ «فيسبوك» و «ماي سبيس» و «بيبو» و «لينكدان» إضافة إلى نشر مقاطع مصورة من أخبار الجريدة أو المحطة في موقع «يوتيوب» أو صور خاصة وعليها شعار الوسيلة الإعلامية في «فليكر» أو أخبار قصيرة في «تويتر» أو تخصيص مساحة للألعاب الالكترونية وتسلية الزائر، أو حتى تأسيس خدمة الكترونية تقوم على جمع «قطات» الزائرين للعاطلين عن العمل أو من يرغبون في الزواج، وهذه من بنات أفكاري وفيها تحقيق لهدف إنساني وتسويقي في نفس الوقت، وكما نعلم التغيير في أي شيء اعتاد عليه الناس، يتم على مراحل تبدأ بالرفض فالمقاومة، ثم يخضع لقراءة في التفاصيل يأتي بعدها الاقتناع به وإدخاله في قائمة المقبول والموافق عليه، وما ذكر ينطبق على العمل الإعلامي وعلى غيره.
الإعلام الاجتماعي تحديدا، ورغم تحفظاتي التي لا تنتهي عليه، ساهم في تسجيل نجاحات كثيرة، وخصوصا موقع «تويتر» الذي قالت عنه الكاتبة المشهورة مورين داود في مقالة نشرتها جريدة نيويورك تايمز إنه مجرد لعبة لطرد «الزهق» وشغل أوقات المشاهير وبنات الثانوية في أمريكا، ويكفي للرد عليها وعلي أيضا، أن نعرف بأن الحسابات المفتوحة على الموقع المذكور في الفترة مابين 2008 و 2009 ارتفعت من مليون وستمائة حساب تقريبا إلى اثنين وثلاثين مليون ومئة حساب، وهذا التطور وفي سنة واحدة فقط دفع المشاهير ورجال السياسة والإعلام وربما الدين إلى الاشتراك في الموقع، ومن باب العلم فإن معظم المشتركين في تويتر، حسب قراءاتي، هم من الأشخاص المهتمين بالمواد الإخبارية والإعلام عموما، وقال بول فارهي(2009) بأن ما نسبته 42 في المئة من مستخدمي «تويتر» تتراوح أعمارهم بين 35 و 42 سنة، وأنهم يزورون المواقع الإخبارية بصورة أكبر من الأشخاص العاديين، ما يعني أنهم مفيدون للإعلام والاستثمار فيهم مطلوب، وقد تنبهت «سكاي نيوز» البريطانية لتأثير الموقع وعينت مراسلا خاصا لها على «تويتر» مهمته متابعة ما ينشر في الموقع من أخبار، وكذلك نقل الأخبار المختصرة والعاجلة من المحطة إلى الموقع، وأشير إلى أن «تويتر» مصمم بأسلوب ينسجم مع رسائل الموبايل بصيغة «اس ام اس» والمعنى أن النص الواحد فيه لا يتجاوز في أحسن الأحوال مئة وأربعين كاريكتر، والكاريكتر تدخل فيه المسافة والنقطة والفاصلة وليس الحروف وحدها، وهناك شخصيات معروفة في أمريكا استفادت من شعبية «تويتر» كالرئيس الأمريكي باراك أوباما وأوبرا وينفري وغيرهم، وتوجد مواقع أخرى مشابهة كـ «جايكو» و «تمبلر»، ومؤسسات الصحافة الجماهيرية في بريطانيا، طبقا للأرقام المتاحة، لديها مئة وواحد وعشرون حسابا رسميا على تويتر، ولعب الموقع دورا محوريا في مواكبة أحداث ساخنة كالانتخابات الرئاسية في أمريكا سنة 2008 وتفجيرات مومباي في الهند والمظاهرات ضد نتائج الانتخابات الإيرانية في يونيو 2009، ولكن يبقى موضوع المصداقية والدقة والثقة في ما ينشر أو يبث على الموقع غير قابل للقياس الفعلى، تماما مثلما هو الحال في أغلب مواقع الإعلام الاجتماعي، وقد حاولت دور إعلامية ثقيلة كـ «وول ستريت جورنال» و «نيويورك تايمز» و «بلو مبيرغ» وضع معايير مهنيـة تضبط العمل الإخبـاري وأخلاقيـاته في الموقع، وحققت نتائج معقولة في حدود ضيقة، والسابق مثلا لم يمنع «بي بي سي» صاحبة التاريخ والعراقة الإعلامية، من الاستعانة بـ «تويتر» في تفجيرات مومباي وقد بررت تصرفها بحرفية ومهارة كالعادة.
مواقع الإعلام الاجتماعي غيرت في عادات الجماهير وأولوياتها واهتماماتها الإعلامية، أو هكذا ترى شريحة واسعة من المختصين، وأحترم رأيهم ولا أتفق معه، وهم يتوقعون بأن هذا الإعلام يبشر بثورة قد تغير وجه الإعلام بالكامل، وينتظرون من الإعلام والصحافة المطبوعة أن تكرس حضورها فيه، حتى لا يفوتها القطار أو تحفر قبرها بيديها، واسأل: ما رأيكم في هذا الكلام الفارغ ؟.
binsaudb@ yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة