اجتياح إسرائيل لبنان سنة 1982 وسقوط أول عاصمة عربية (بيروت) تم بذريعة محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، وأثناء احتلالها لبيروت جرت مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا (سبتمبر 1982) التي ذهب ضحيتها الآلاف من القتلى والجرحى الفلسطينيين ، واضطرت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومقاتلها إلى مغادرة لبنان صوب تونس واليمن وسوريا وغيرها من مناطق الشتات (الثاني) الفلسطيني، غير أن إسرائيل اضطرت تحت وطأة المقاومة الوطنية اللبنانية و الضغوط الدولية إلى الانسحاب إلى الجنوب، كما وقعت اتفاق 17 أيار مع الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل الذي خلف شقيقه بشير الجميل في رئاسة لبنان اثر اغتياله، والذي رفضته الحركة الوطنية اللبنانية والقوى الإسلامية وسعت إلى إسقاطه ونجحت في ذلك.
وفي الجنوب أقامت إسرائيل ما سمي بالشريط الحدودي (المنطقة العازلة) بالتعاون مع المليشيات العميلة لها (قوات لحد) ومنذ الأيام الأولى للاحتلال تشكلت المقاومة اللبنانية آنذاك من فصائل الحركة الوطنية اللبنانية التي أسسها الزعيم الراحل الشهيد كمال جنبلاط ثم انضم إليها لاحقا حزب الله الذي أصبح قوتها الاساسية (شبه الوحيدة) فيما بعد واستمرت المقاومة في شن هجماتها ووسعت نطاق عملياتها من حيث الكم والنوع موقعة المزيد من الخسائر في صفوف قوات الاحتلال وعملائه، حتى تمكنت من دحر الاحتلال (2000م) من كافة مناطق الجنوب اللبناني باستثناء مزارع شبعا التي تعمدت إسرائيل الاحتفاظ بها تحت حجة أنها أراضٍ سورية وذلك في هدف مقصود للالتفاف على قراري مجلس الأمن 425 و426 .
من الواضح أن إسرائيل اضطرت إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن بخصوص لبنان ولأول مرة في تاريخها بسبب المقاومة اللبنانية وما أحدثته من خسائر جسيمة في صفوف الجيش الإسرائيلي وميليشيات لحد التي أخذت بالتفكك والانهيار.
والمعروف بان إسرائيل ارتكبت طيلة احتلالها للجنوب اللبناني المزيد من العدوان و المجازر بحق اللبنانيين أشهرها عملية عناقيد الغضب (1996) ومجزرة قانا (الاولى) ، والآن تجدد وتتوج إسرائيل جرائمها مع وجود وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في المنطقة ، عبر مجزرة قانا (الثانية) التي ذهب ضحيتها قرابة 60 لبنانيا معظمهم من الأطفال والنساء والرجال المسنين ، وهي فيما يبدو رد على فشلها الذريع في إحراز أي تقدم في المعارك البرية وتكبدها لخسائر فادحة في الأفراد والمعدات في معركة المثلث (مارون الراس وبنت جبيل وعيترون) الشرسة التي خاضتها مع قوات المقاومة، غير ان إسرائيل اضطرت آنذاك إلى الموافقة على ما سمي بتفاهم نيسان 1996 م في نفس العام بينها وبين حزب الله والذي تم برعاية دولية ، الأمر الذي جعل حزب الله قوة لا يستهان بها في لبنان والعالم العربي، ومع توقيع اتفاقية الطائف (1989 م ) بين ممثلي مختلف الطوائف وأمراء الحرب في لبنان ، تحت رعاية المملكة العربية السعودية التي أنهت الحرب الأهلية الدامية ( 1975- 1990 ) التي كلفت الشعب اللبناني مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين إلى جانب الدمار الرهيب الذي لحق بالبنية التحتية مما فتح الطريق لإعادة إعمار لبنان ، وتوحيد مختلف فئات ومكونات الشعب اللبناني بما في ذلك الحكومة اللبنانية حول المقاومة.
في موازاة المقاومة اللبنانية ضد قوات الاحتلال في الجنوب اللبناني اندلعت الانتفاضة الفلسطينية ( الأولى ) العارمة في الأراضي المحتلة سنة 1987 فيما عرفت بانتفاضة الحجارة وعجزت إسرائيل عن إخمادها ، رغم استخدامها لكل وسائل القمع والتنكيل والحصار وفي داخل إسرائيل نفسها أخذت تشتد التفاعلات والتناقضات الاجتماعية والعرقية والاثنية والأيدلوجية ، والتي عبر عنها بوضوح اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين على يد متطرف أصولي يهودي ، كما برزت مؤشرات على تنامي كتلة مهمة من أنصار السلام في إسرائيل (بخلاف ضعفها الراهن) تتطلع إلى إيجاد صيغ وحلول سلمية للصراع الـعـربـي الإسرائيلي بما في ذلك التسليم والقبول بقيام دولة فلسطينية في المستقبل.
لقد وافق العرب على المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام (1991) تحت وطأة الانتصار الحاسم الذي حققه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية (حرب تحرير الكويت) التي استفردت بقيادة «النظام العالمي الجديد» بعد انهيار «المعسكر الاشتراكي» ورغبة الولايات المتحدة في تامين استمرار مصالحها الإستراتيجية في المنطقة من جهة ، وشعور العرب بالعجز والانكسار نتيجة الاختلال الواضح في موازين القوى لغير صالحهم ، والاختراق العميق الذي حققته الولايات المتحدة في المنطقة العربية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وما اعترى العلاقات العربية من تدهور شديد في أعقاب الغزو العراقي للكويت وتداعياته الخطيرة والتي مست مجمل الوضع العربي خصوصا إزاء القضايا القومية المصيرية والتي يأتي في مقدمتها مختلف جوانب الصراع العربي الإسرائيلي.
وفي الجنوب أقامت إسرائيل ما سمي بالشريط الحدودي (المنطقة العازلة) بالتعاون مع المليشيات العميلة لها (قوات لحد) ومنذ الأيام الأولى للاحتلال تشكلت المقاومة اللبنانية آنذاك من فصائل الحركة الوطنية اللبنانية التي أسسها الزعيم الراحل الشهيد كمال جنبلاط ثم انضم إليها لاحقا حزب الله الذي أصبح قوتها الاساسية (شبه الوحيدة) فيما بعد واستمرت المقاومة في شن هجماتها ووسعت نطاق عملياتها من حيث الكم والنوع موقعة المزيد من الخسائر في صفوف قوات الاحتلال وعملائه، حتى تمكنت من دحر الاحتلال (2000م) من كافة مناطق الجنوب اللبناني باستثناء مزارع شبعا التي تعمدت إسرائيل الاحتفاظ بها تحت حجة أنها أراضٍ سورية وذلك في هدف مقصود للالتفاف على قراري مجلس الأمن 425 و426 .
من الواضح أن إسرائيل اضطرت إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن بخصوص لبنان ولأول مرة في تاريخها بسبب المقاومة اللبنانية وما أحدثته من خسائر جسيمة في صفوف الجيش الإسرائيلي وميليشيات لحد التي أخذت بالتفكك والانهيار.
والمعروف بان إسرائيل ارتكبت طيلة احتلالها للجنوب اللبناني المزيد من العدوان و المجازر بحق اللبنانيين أشهرها عملية عناقيد الغضب (1996) ومجزرة قانا (الاولى) ، والآن تجدد وتتوج إسرائيل جرائمها مع وجود وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في المنطقة ، عبر مجزرة قانا (الثانية) التي ذهب ضحيتها قرابة 60 لبنانيا معظمهم من الأطفال والنساء والرجال المسنين ، وهي فيما يبدو رد على فشلها الذريع في إحراز أي تقدم في المعارك البرية وتكبدها لخسائر فادحة في الأفراد والمعدات في معركة المثلث (مارون الراس وبنت جبيل وعيترون) الشرسة التي خاضتها مع قوات المقاومة، غير ان إسرائيل اضطرت آنذاك إلى الموافقة على ما سمي بتفاهم نيسان 1996 م في نفس العام بينها وبين حزب الله والذي تم برعاية دولية ، الأمر الذي جعل حزب الله قوة لا يستهان بها في لبنان والعالم العربي، ومع توقيع اتفاقية الطائف (1989 م ) بين ممثلي مختلف الطوائف وأمراء الحرب في لبنان ، تحت رعاية المملكة العربية السعودية التي أنهت الحرب الأهلية الدامية ( 1975- 1990 ) التي كلفت الشعب اللبناني مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين إلى جانب الدمار الرهيب الذي لحق بالبنية التحتية مما فتح الطريق لإعادة إعمار لبنان ، وتوحيد مختلف فئات ومكونات الشعب اللبناني بما في ذلك الحكومة اللبنانية حول المقاومة.
في موازاة المقاومة اللبنانية ضد قوات الاحتلال في الجنوب اللبناني اندلعت الانتفاضة الفلسطينية ( الأولى ) العارمة في الأراضي المحتلة سنة 1987 فيما عرفت بانتفاضة الحجارة وعجزت إسرائيل عن إخمادها ، رغم استخدامها لكل وسائل القمع والتنكيل والحصار وفي داخل إسرائيل نفسها أخذت تشتد التفاعلات والتناقضات الاجتماعية والعرقية والاثنية والأيدلوجية ، والتي عبر عنها بوضوح اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين على يد متطرف أصولي يهودي ، كما برزت مؤشرات على تنامي كتلة مهمة من أنصار السلام في إسرائيل (بخلاف ضعفها الراهن) تتطلع إلى إيجاد صيغ وحلول سلمية للصراع الـعـربـي الإسرائيلي بما في ذلك التسليم والقبول بقيام دولة فلسطينية في المستقبل.
لقد وافق العرب على المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام (1991) تحت وطأة الانتصار الحاسم الذي حققه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية (حرب تحرير الكويت) التي استفردت بقيادة «النظام العالمي الجديد» بعد انهيار «المعسكر الاشتراكي» ورغبة الولايات المتحدة في تامين استمرار مصالحها الإستراتيجية في المنطقة من جهة ، وشعور العرب بالعجز والانكسار نتيجة الاختلال الواضح في موازين القوى لغير صالحهم ، والاختراق العميق الذي حققته الولايات المتحدة في المنطقة العربية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وما اعترى العلاقات العربية من تدهور شديد في أعقاب الغزو العراقي للكويت وتداعياته الخطيرة والتي مست مجمل الوضع العربي خصوصا إزاء القضايا القومية المصيرية والتي يأتي في مقدمتها مختلف جوانب الصراع العربي الإسرائيلي.