-A +A
عبدالله عمر خياط
جميل أن يقدم المثقفون وأصحاب الخبرة والرأي على تسجيل مواقف مما مروا به من تجارب، وخاصة لمن كان منهم قد عاش الغربة، واستقى العلم خلال رحلته في الحياة وفي الغربة أيضا، سعادة الدكتور سعود بن صالح المصيبيح سجل في مؤلف صدر مؤخرا بعنوان: (كل شيء ينمــو..
تجربة في الحياة والإنسانية)، مواقف من تجاربه كل مشوار حياته لتكون عبرة للذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وفي تقديم كتبه الأستاذ عبدالعزيز الجاسر يقول: مع هذه الورقات تشعر بكاتب لا يتخلى عن الماضي، مدعيا أنه كشف وإضاءة، ولا يجلد حاضره وماضيه معه حتى يوسم بالحداثة، لكنه معلق القلب بمستقبل أبيض دون إفراط أو تفريط، بل بواقعية من تمرس في صنع الأحداث ومعاناتها، لا بمن ينفث التنظير مع لفافات السجائر في صومعة هي سمة أغلب الكتاب.
الماضي والحاضر والمستقبل مصطلحات يجيد كتابنا المواءمة بينها، يناغم بينها كفنان بالغ الحساسية في التعامل مع ألوانه. أما المشاعر الإنسانية ففي لوحته البيضاء التي يلونها بما شاء قد باح بالقليل لكنه حرك الكثير من المشاعر.
سعود المصيبيح.. قلم جميل.. تنتقل معه من اتساع الرؤية في (يا من تبحثين عن الحقيقة) و(فعل المعروف) و(غسال الفناجيل) إلى بساطته في (أنا والفشل)، مرورا بواقعيته في (التعرف على المحتاجين) و(الواسطة) إلى رومانسيته الطاغية في (إليها).
فن المقال مضمار صعب د. سعود، أحد فرسانه يدرك ذلك من تمتع بهذه الورقات.
كما يقول الأستاذ عبدالقادر عوض رضوان، وهو إعلامي متخصص في اللغويات في مطلع الكتاب: تجارب حياتية عركت الكاتب فوضعها على مائدة أبنائنا مزينة بالتوجيه التربوي المضمخ بدراساته النفسية وخبراته بالإعلام التربوي، فخرج ذلكم المنتج الفكري يحمل سيكولوجية خاصة يفهمها جيدا دارسو علم النفس.. ويأنس لها الإنسان البسيط لأنها تنطق بلسان حاله.
أما قلم الكاتب فقد كشف عن رهافة الإحساس ورقة الشعور وصدق التجربة، عاطفة جياشة تحمل حسا راقيا تخاطب العقل والوجدان معا متنقلا بين الوجدانيات والإنسانيات والقراءات التي تكشف عن إبداع الكاتب وقدرته على رسم صورة أدبية تترجم ثقافته الثرة التي مزجت الاجتماعي بالأدبي بالفني، وتزينت بالجانب الديني عبر توجه فكري معتدل.
أروع ما يشدني في كتابات د. المصيبيح قدرته بعفوية صادقة على ترجمة ولائه وانتمائه لهذا الوطن الشامخ بأرضه وإنسانه وقيادته، وخصوصيته النقية، وهو ما تنطق به صفحات هذا الكتاب وصفحات كتابه الآخر «وهذا البلد الأمين».
ومن صفحات الكتاب أنقل هذه «القطوف» المعبرة التي تقول:
- فجأة الموظفة الحسناء تستخدم حقها المهني وتصرخ بعنف في صاحبنا وتتحول إلى أجمل مما كانت عليه (اليوم الأول في أمريكا).
- هيا إلى لفافات تدخين المخدرات والعبث بجسدك الغض في مجتمع الإباحية والتفسخ، وهذا بخلاف ما هو موجود في شرعنا المطهر (يا من تبحثين عن الحقيقة).
- فما أجمل أن تسعد أناسا وأنت لا تعرفهم ولا ترجو منهم شيئا (فعل المعروف).
- الحكم على الأشخاص بجوهرهم وليس بسياراتهم (القرنبع).
- ولهذا أراه كثيرا مبتسما مصافحا للآخرين مبادرا بالسلام عليهم حليما.. صبورا.. قليل الغضب (مناجاة).
تحية لأخي سعادة الدكتور سعود المصيبيح وشكرا له على إهدائه الكريم.
آيــة: يقول الحق سبحانه وتعالى: «إنا جعلنا ما على الأرض زينة لنبلوهم أيهم أحسن عملا».
وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم.
شعر نابض:
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا
ندمت على التقصير في زمن البذر

فاكس: 6671094



aokhayat@yahoo.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة