-A +A
ردينة فارس ـ غزة

جادل محللون أن خسارة إسرائيل ستمنى بخسارة أكبر من تركيا في حال قطعت العلاقات بين البلدين، وذلك رغم تأكيد حكومة بنيامين نتنياهو أنها ترفض الاعتذار كما تطلب تركيا، عقب الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية.

وأقرت المتخصصة في العلاقات التركية الإسرائيلية أوفرا بينجيو أنه في اختبار القوة هذا، إسرائيل ستخسر أكثر من تركيا العضو في الحلف الأطلسي، والتي تقيم علاقات وثيقة مع العالم الإسلامي. فيمكن لتركيا بسهولة أكثر الاستغناء عنا نحن البلد الصغير المعزول في المنطقة.

وأعلنت تركيا الاثنين إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الإسرائيلية، وذلك ردا على الهجوم الدامي على سفينة تركية في 31 مايو (أيار) الماضي ما أوقع تسعة قتلى أتراك، كما هددت بقطع العلاقات مع إسرائيل إذا لم تعتذر. بيد أن تل أبيب رفضت الاعتذار لأنقرة.

وأضافت بينجيو، الاستاذة في جامعة تل أبيب «إننا إزاء حكومتين ايديوليجيتن إلى حد يصبح فيه من الصعب جدا التوصل إلى تسوية. لقد قدم الأتراك طلبات مبالغا فيها، كما أنه كان يفترض بالإسرائيليين أن يعتمدوا مرونة أكثر».

ويتوقع أن تدفع إسرائيل الثمن الأكبر لهذه الحادثة في مستوى التعاون العسكري. ووقع البلدان، الحليفان الاستراتيجيان سابقا، اتفاقا عسكريا في 1996 رغم معارضة الدول العربية وإيران، ما أتاح لإسرائيل مضاعفة مبيعاتها من الأسلحة وعقود صيانة معدات الجيش التركي.

وكلفت شركات إسرائيلية بتحديث مائة طائرة «إف-4 و إف-5» تركية. وباعت إسرائيل تركيا صواريخ ومعدات إلكترونية مع تحديث 170 دبابة من نوع «إم-60»، كما زودت تركيا بطائرات بدون طيار وتجهيزات مراقبة.

ومكنت تركيا سلاح الجو الإسرائيلي الذي يعمل في مجال جوي محدود، من التدرب في هضبة الأناضول الشاسعة في إطار مناورات مشتركة.

وتابعت بينجيو «إن تركيا هي البلد المسلم الوحيد الذي ارتبطنا معه بعلاقات استراتيجية، رغم أن أنقرة لن تسمح أبدا باستخدام مجالها الجوي لشن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما على منشآت نووية إيرانية».

وتؤكد دوروثي شميدت المتخصصة في الشؤون التركية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس أن فتح المجال الجوي التركي لطائرات إسرائيلية تنطلق لضرب منشآت نووية إيرانية، هو أمر مستبعد حتى حين كان البلدان متفقين بشكل أفضل.

وأشارت بينجيو إلى أن «الولايات المتحدة وحدها يمكنها، وعليها السعي، للمصالحة بين هذين الحليفين المهمين لواشنطن».

وأفاد السفير السابق في تركيا زفي البيليغ أن إسرائيل تدفع ثمن رفض أوروبا انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. لقد ظل الأتراك يعتقدون لفترة طويلة أن إسرائيل هي الممر للتأثير على بروكسل، غير أنهم لم يعودوا يعتقدون ذلك».

وذكر دبلوماسي، طلب عدم كشف هويته، «الآن لا يمكننا إلا استنتاج هذا التغير الكبير مع أمل أن تهدأ الأمور".

وعلى المستوى الاقتصادي أكد داني كاتاريفاس الذي يهتم بالعلاقات الدولية لمنظمة أرباب العمل في إسرائيل، أن العقود بين أصحاب المؤسسات الخاصة في البلدين تواصلت في الأيام الأخيرة.

وقال «في الجانبين يتفق أرباب العمل على عدم خلط السياسة والأعمال وعلى عدم الاضرار بالمبادلات التي تبلغ قيمتها نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا».