-A +A
عـــبدالله الجفري
* كيف يمكن لكاتب عربي أن يخط سطراً لا يُمحى عن قطر عربي موجوع مهدد بأطماع القوة في واقع هوان العرب الذي سحقهم حتى ساواهم بحبة رمل في صحرائهم؟!
مَنْ كتب، ومن سوف، ومن لم..... العرب سواء في المحنة، وهم لا أكثر من تجسيد للعجز، وتمدد في الذل.... فماذا نقول عن لبنان اليوم؟!

أية كلمات تليق وتعبر عن معاناة شعب لبنان، وقد تحولت كلماتنا إلى: شجب وتنديد... فقط لا غير؟!
كيف أصل إلى صوت «فيروز» الكان متفائلا يُغنى: «بكره بنعمِّر لبنان»، وقد عمَّروها بعد أن تعافت من حربها الأهلية... وكيف سيأتي التعمير بعد أن هدمت قنابل الحقد: الجسور والكباري والمطارات، حتى بيوت الآمنين والبسطاء؟!
ومن البعيد يخترق أسماعنا صوت «جوليا بطرس»: وين الملايين، العرب الـ...... وين؟!
فكرت أن أفتش عن «الضمير» العالمي فلم أعثر له على تاريخ، وأفتش عن«الفروسية» العربية فعلمت أنها محبوسة داخل إسطبل الصمت... والفضائيات التي تنقل مشاهد الجنائز ولا تشبع فيها لطماً: صارت تتكلم بطريقة برايل!!
* * *
* لم تعد في لبنان «بيوت» تدفئ الناس، بل تحولت البيوت إلى مقابر وأنقاض تدس تحتها جثث الأبرياء.. وإسرائيل الصهيونية التي تقتل شعباً كاملا بحضارته، وبفنونه، وبتاريخه من أجل عيون (جنديين): إنها لا تهدم لبنان لهذا السبب، لكنه سبب بشع تنفرد فيه (حصرياً) بإشاعة الموت الذي يشكل حضارة بني صهيون، مثلما يفعل «عرَّابها»/أمريكا في العراق ويهدد سورية، ويطلب استمرار قصف لبنان، فلا يغمض للعربي جفن!
لقد اعتدت الصهيونية بدعم من الصليبية على كل شيء في لبنان.. على الحياة وكفَّنتها، وعلى المطر والغيم، وعلى الأرز والصنوبر والتفاح لاستعادة جنديين، وتُحرِّم على العرب المطالبة بإطلاق مئات من الأسرى العرب من سجون الحقد منذ عشرات السنين!!
وإذن... فإن لدى الصهيونية موعداً دائماً مع الظلم والحقد، ولدى العرب مواعيد متواصلة مع انتظار العدل الغائب عن ضمير العالم.... يا أمان الخائفين!!
* * *
* آخر الكلام:
* من «الفيروزيات»:
- يا صوتي ضلَّك طاير
زَوْبع بها الضماير
خبِّرهم عا اللي صاير
بلكي بيوْعى الضمير!!