-A +A
سي إن إن ـ واشنطن
عمد عنصر سابق في الحرس الثوري الإيراني إلى نشر كتاب في الولايات المتحدة يكشف فيه عن دوره في التجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، مؤكدا أن طهران ستشن قريباً هجمات على أوروبا وإسرائيل، ودعا واشنطن إلى شن حرب استباقية عليها.
وظهر العنصر، الذي عرف عن نفسه باسم رضا خليلي، في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الجمعة، وكان يخفي وجهه بكمامة ويضع نظارات شمسية وقبعة، وقال للحاضرين إنه يستخدم اسماً مستعاراً لحماية عائلته، واتهم إيران بتنفيذ مجموعة من العمليات الخطيرة، بينها تفجير طائرة أمريكية فوق بلدة لوكربي التي سجن فيها الليبي عبدالباسط المقرحي.

وقال خليلي إن كتابه الذي يحمل عنوان "زمن الخيانة.. الحياة المزدوجة المذهلة لعميل تابع (سي آي أيه) داخل الحرس الثوري الإيراني»، إنه كان عنصراً وفياً في طهران، ولكنه قرر تركها بسبب ما شاهده من تعديات وجرائم وطغيان.
وبحسب خليلي، الذي كان محاطاً بعدد من الحراس الشخصيين، وتحدث مستخدماً آلة لتغيير الصوت كي يمنع التعرف على هويته، كان قد غادر إيران قبل الثورة للدراسة في الولايات المتحدة، التي تخرج في جامعاتها بتخصصات عليا في علوم الكمبيوتر، وعاش فيها حياة اللهو والترف.
ولكنه اضطر للعودة على وجه السرعة بعد قدوم الخميني بسبب وفاة والده، فشاهد مظاهر الحياة الجديدة في البلاد بعد فرض النظام، وأعجب بها، وقال إنه كان يظن بأن رجال السلطة لن يتدخلوا بحياة الناس أو الحريات العامة، لذلك قرر الانضمام للحرس الثوري عندما حانت له الفرصة.
وذكر العنصر الإيراني أنه بعد الانضمام للحرس، شاهد ما يجري في كواليس المشهد السياسي من تعذيب للمعارضين واغتيالهم، كما شاهد اغتصاب عناصر الأمن لامرأة معارضة في سجن «أيفين»، فقرر التعبير عن رفضه لما يجري ليس عبر الاستقالة، بل من خلال التحول إلى عميل مزدوج يعمل لصالح واشنطن.
وقال خليلي إنه اتصل بـ«سي آي أيه» وعرض العمل لصالحهم، ولم يكن لديه أدوات اتصال متطورة، بل مجرد شيفرة سرية يعتمدها في كتابة رسائل ظل لعقود يرسلها إلى المخابرات الأمريكية.
ووفق خليلي، فإن منصبه في الحرس الثوري -الذي لم يكشف عن طبيعته- سمح له بتقديم الكثير من المعلومات المهمة للولايات المتحدة، منها ما يتعلق بالحرب العراقية الإيرانية، وفضيحة «إيران كونترا»، وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت، وكذلك تفجير طائرة لوكربي التي قال إنها جاءت بعد عملية خططت في طهران.
وانتقد العميل المزدوج المخابرات الأمريكية التي كان يعمل لصالحها، قائلا إنه أنذرها منذ منتصف العقد الثامن من القرن الماضي حيال الخطر الذي يمثله الحرس الثوري، ولكن واشنطن لم تعر بالا لهذا الأمر، وظنت بأن بإمكانها التفاوض مع طهران.
ورجح أن يقوم النظام الإيراني في نهاية المطاف بتوجيه ضربات عسكرية لأوروبا وإسرائيل، داعياً إلى ضرورة استباق الأمر بتوجيه ضربة تطال النظام الإيراني حصراً، دون أن تعرض الشعب الإيراني للخطر.
وخلص خليلي إلى أنه فر من إيران مؤخراً بسبب تزايد الشكوك حوله، وقد خاف أن تنكشف هويته فغادر سراً إلى الولايات المتحدة، حيث قامت المخابرات بتوفير مسكن له في كاليفورنيا، وهو ما زال يقدم تحليلات ومعلومات إلى واشنطن من خلال شبكة اتصالاته في إيران.