الإجازة الصيفية موسم للفرح والاحتفالات المتنوعة، التي تصاحبها كثير من مظاهر الإسراف خلال المناسبات، كالمبالغة في توفير المأكولات والمشروبات بكميات مهولة، يكون مصيرها الإتلاف، نتيجة لعدم الوعي بضرورة الاقتصاد في توفير هذه المتطلبات أولا، وتوزيع المتبقي منها على الفقراء والمحتاجين ثانيا، وهي مسؤولية تتولاها جمعيات خيرية متطوعة، تنفذ برامج لحفظ النعمة، وتوزيع فائض الأطعمة، لكنها تشكو قلة تواصل المجتمع، وتجاوبه مع أهدافها السامية، وجهودها العظيمة.
ويرتبط الإسراف غالبا بالطعام والشراب، لكن مفهومه يشمل كثيرا من الممارسات اليومية. فالإسراف في الإنفاق، وتدليل الأولاد يؤدي إلى نتائج كارثية لا تخفى على الجميع. وبالمقابل فإن البخل والإسراف في الشدة، ينعكس سلبا على تصرفاتهم عند كبرهم.
ورغم أهمية النوم لصحة الإنسان، فالإسراف فيه يؤدي لمشكلات صحية ونفسية عديدة، وكلما زاد المعدل اليومي للنوم، زاد الإنسان كسلا وخمولا، بعكس الاعتقاد السائد بأن الشعور بالراحة يتزايد طرديا كلما زادت ساعات النوم، حيث أثبتت الدراسات أن النوم الزائد عن المعدل الطبيعي (7 ــ 9 ساعات) يصيب صاحبه بأمراض نفسية وجسدية خطيرة، فضلا عن إسهامه في تعطيل مصالح المجتمع !.
ويؤكد الأطباء أن الإسراف في السهر يسبب الخلل لجهاز المناعة، وأثبتت الأبحاث التي أجرتها كلية الطب بجامعة تورينتو of Toronto University أن جهاز المناعة مبرمج على ساعات اليقظة والنوم التي يحتاجها الإنسان، وعند حدوث تغيير فيها، يصاب جهاز المناعة بالتشويش والفوضى، وتوقف عمليات تجديد الخلايا المسؤولة عن الذاكرة بالمخ، التي تتم في الظلام الدامس. وعندما ينام الإنسان طوال النهار، ويظل ساهرا طوال الليل، يحرم من تجديد تلك الخلايا. وهذه الحقائق تؤكد عظمة الخالق جل وعلا، الذي قال في كتابه الكريم: «وجعلنا نومكم سباتا.. وجعلنا الليل لباسا.. وجعلنا النهار معاشا» (سورة النبأ).
وفي الصيف يلقي انقطاع الماء والكهرباء بظلاله على الكثيرين، ويكلف الإسراف ميزانية الدولة أعباء مالية متزايدة، نتيجة لمعدلات الاستهلاك المتنامي وزيادة الأحمال، التي تفوق نظيرتها في العديد من دول العالم. وقد أظهرت دراسة أعدتها شركة الكهرباء الحكومية أن 80 في المائة من الطاقة الكهربائية يستهلكها 20 في المائة من المشتركين، مما يعني تكرار معاناة انقطاع الكهرباء عن شريحة كبيرة من المواطنين، واضطرارهم لمصادر بديلة لتوفير الماء والكهرباء، تزيد معها أعباءهم المالية.
إن من المتوقع في ظل الاحتياج المتزايد لخدمات المياه والكهرباء، إنجاز وتطوير مشاريع البنية الأساسية القائمة حاليا، والتخطيط الاستراتيجي للمشاريع المستقبلية، والتوازن في الإنفاق، بغير إسراف ولا تقتير.
أخيرا، فإن الإسراف في الكلام آفة، وقليله كثير، والصمت حكمة كما يقال.
وحتى لا أسرف في المقال، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
* جامعة الملك سعود - كلية التربية
dr.mmalharbi@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة.
ويرتبط الإسراف غالبا بالطعام والشراب، لكن مفهومه يشمل كثيرا من الممارسات اليومية. فالإسراف في الإنفاق، وتدليل الأولاد يؤدي إلى نتائج كارثية لا تخفى على الجميع. وبالمقابل فإن البخل والإسراف في الشدة، ينعكس سلبا على تصرفاتهم عند كبرهم.
ورغم أهمية النوم لصحة الإنسان، فالإسراف فيه يؤدي لمشكلات صحية ونفسية عديدة، وكلما زاد المعدل اليومي للنوم، زاد الإنسان كسلا وخمولا، بعكس الاعتقاد السائد بأن الشعور بالراحة يتزايد طرديا كلما زادت ساعات النوم، حيث أثبتت الدراسات أن النوم الزائد عن المعدل الطبيعي (7 ــ 9 ساعات) يصيب صاحبه بأمراض نفسية وجسدية خطيرة، فضلا عن إسهامه في تعطيل مصالح المجتمع !.
ويؤكد الأطباء أن الإسراف في السهر يسبب الخلل لجهاز المناعة، وأثبتت الأبحاث التي أجرتها كلية الطب بجامعة تورينتو of Toronto University أن جهاز المناعة مبرمج على ساعات اليقظة والنوم التي يحتاجها الإنسان، وعند حدوث تغيير فيها، يصاب جهاز المناعة بالتشويش والفوضى، وتوقف عمليات تجديد الخلايا المسؤولة عن الذاكرة بالمخ، التي تتم في الظلام الدامس. وعندما ينام الإنسان طوال النهار، ويظل ساهرا طوال الليل، يحرم من تجديد تلك الخلايا. وهذه الحقائق تؤكد عظمة الخالق جل وعلا، الذي قال في كتابه الكريم: «وجعلنا نومكم سباتا.. وجعلنا الليل لباسا.. وجعلنا النهار معاشا» (سورة النبأ).
وفي الصيف يلقي انقطاع الماء والكهرباء بظلاله على الكثيرين، ويكلف الإسراف ميزانية الدولة أعباء مالية متزايدة، نتيجة لمعدلات الاستهلاك المتنامي وزيادة الأحمال، التي تفوق نظيرتها في العديد من دول العالم. وقد أظهرت دراسة أعدتها شركة الكهرباء الحكومية أن 80 في المائة من الطاقة الكهربائية يستهلكها 20 في المائة من المشتركين، مما يعني تكرار معاناة انقطاع الكهرباء عن شريحة كبيرة من المواطنين، واضطرارهم لمصادر بديلة لتوفير الماء والكهرباء، تزيد معها أعباءهم المالية.
إن من المتوقع في ظل الاحتياج المتزايد لخدمات المياه والكهرباء، إنجاز وتطوير مشاريع البنية الأساسية القائمة حاليا، والتخطيط الاستراتيجي للمشاريع المستقبلية، والتوازن في الإنفاق، بغير إسراف ولا تقتير.
أخيرا، فإن الإسراف في الكلام آفة، وقليله كثير، والصمت حكمة كما يقال.
وحتى لا أسرف في المقال، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
* جامعة الملك سعود - كلية التربية
dr.mmalharbi@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة.