-A +A
فهيم الحامد ـ جدة
هيمنت مظاهر الإجراءات الأمنية المشددة في مدينة القدس المحتلة أمس، حين نشرت قوات الاحتلال المئات من عناصر الجيش والشرطة وسط المدينة، كما انتشر المئات من التشكيلات العسكرية في الشوارع والطرقات، والأسواق المؤدية إلى بوابات المسجد الأقصى بغية منع المصلين من أداء صلاة الجمعة، والسماح للمستوطنين باقتحام ساحات مسجد الأقصى.
وأفاد خطيب المسجد الأقصى يوسف جمعة سلامة أن السماح للمستوطين اليهود باقتحام ساحات المسجد الأقصى ستكون له عواقب وخيمة ونتائج كارثية، مشيرا إلى أن اقتحام 90 مستوطنا ساحات المسجد الأقصى المبارك أخيرا من باب المغاربة، بعد أن قاموا بمسيرات داخل البلدة القديمة في ذكرى ما يسمي بخراب الهيكل، كان عملا استفزازا وتصعيديا خطيرا لن يمر مرور الكرام.

وأشار في حديث لـ«عكـاظ» إلى أن هذه الأعمال الإجرامية تبرهن على مدى تصميم سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
واستطرد أن المخطط الإسرائيلي الجديد يهدف إلى تغيير معالم ساحة البراق في المدينة المقدسة، مؤكدا سعي الاحتلال لتغيير الواقع وتزييف التاريخ، معتبرا أن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وليس كما يسميه اليهود زورا وبهتانا حائط المبكى. وكشف أن المخطط الجديد هو حلقة من حلقات الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى والقدس، من أجل إحداث تغيير ديموغرافي لصالح اليهود في المدينة المقدسة. واسترسل أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تغيير وطمس معالم هذه الساحة، خصوصا بعد قيامه بإزالة حارة المغاربة بالكامل بعد احتلاله للقدس عام 1967م. وحذر من مغبة قيام قوات الاحتلال بالمساس بالمسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة.
وندد خطيب المسجد الأقصى بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ قانون أملاك الغائبين في المدينة المقدسة، وذلك من أجل طرد الفلسطينيين من مدينتهم وأرضهم، ووضع يدها على أملاك المقدسيين، حيث سبق لسلطات الاحتلال تطبيق ذلك في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
وناشد يوسف جمعة سلامة جميع الجهات العربية والإسلامية والدولية ضرورة دعم صمود المقدسيين، وذلك بإقامة المشاريع التي تكفل بقاءهم على أرضهم المباركة، وكذلك التصدي للإجراءات الإسرائيلية بحق المقدسيين والمدينة المقدسة.
وكان جنود الاحتلال قد اوقفوا العديد من الشبان ودققوا في بطاقاتهم الشخصية، فيما احتجزوا العشرات من بطاقات الهوية للشبان خلال دخولهم للصلاة في المسجد الأقصى، ومنحتهم بطاقات خاصة يستردون بموجبها بطاقاتهم بعد انتهاء الصلاة.