كان من الصعب عليّ أن أستوعب الخبر الذي نشرته صحيفة (الرياض) في 10 شعبان 1431هـ والذي يذكر أن القائمين على مهرجان السياحة في أبها وجدوا صعوبة بالغة في إقناع بعض (الدعاة) تخفيض أجورهم (الدعوية) من 60 ألف ريال إلى 20 ألف ريال فقط!! وقد حسبت أن هذا الخبر يهدف إلى الإساءة إلى هذه الفئة (الطيبة)، لكني أحسست بصدمة كبيرة عندما تأكدت من صحة هذا الخبر، بل و زاد طيني بلة عندما عرفت أن هذا النوع من العمل (الدعوي) ليس وقفا على أبها وحدها، بل في كل منطقة تدعى لها هذه الفئة الكريمة!!
وللمعلومية، فإن حديثي ينحصر على فئة انخدع فيها بعض الناس فظنوا أنهم دعاة والواقع يقول: إنهم أبعد الناس عن دعوة الحق بكل معانيها، وهذه الفئة -بحمد الله- قليلة؛ لأن الغالبية العظمى من دعاتنا ينأون عن التجارة الرخيصة!!
وسر استغرابي من هذه الفئة أنهم يتعمدون أن يقولوا مالا يفعلون، فإذا سمعت بعضهم، سواء في الأماكن العامة أو في التلفاز، وجدتهم يتحدثون عن الدنيا وتفاهتها وعن الآخرة وأهميتها، وأن الزهد في الدنيا أول طريق بلوغ الجنة في الآخرة، كما يتحدثون بكثرة عن أهمية عمل كل شيء في سبيل تبليغ دعوة الله لكل البشر مهما كلف ذلك العمل من تضحيات فالآخرة وجنتها تستحق كل عمل وكل تضحية!!
كلام جميل وحق، لكن الواضح أنهم يوجهونه لسواهم، أما هم فلهم أحوال أخرى، فربما يعتقدون أن الله غفر لهم ما تقدم من أعمالهم وما تأخر، فلهم كل الحق في تحويل الدنيا إلى تجارة رخيصة يساومون عليها كل من هب ودب.
أسمع بعضهم يفاخر بأنه ثنى ركبتيه الشريفتين عند كبار علمائنا مثل: الشيخ ابن باز وابن عثيمين، ولم يكن الشيخان يساومان على أجر محاضرة يقولانها في هذا المكان أو ذاك؟! وما قيمة ثني الركب إذا كان هذا الثني للمفاخرة الزائفة ولا شيء آخر.
كنت أستغرب كثيرا عندما أرى صور مجموعة من هؤلاء في الشوارع العامة تعرضها بعض القنوات دعاية لبرامجهم (الدعوية) التي سيقدمونها في شهر رمضان الكريم وكأنهم مجموعة ممثلين سيظهرون في فيلم عربي شديد الرومانسية!! أهذه هي طريقة الدعوة يا بعض (دعاتنا)؟!
أصبح معروفا أن هؤلاء الدعاة يتسابقون على كل القنوات الفضائية مهما كان نوعها، وأنهم يقبلون كل شروطها؛ شرط أن يكون المبلغ محترما ويتناسب مع مكانة (الدعوة) التي سيعطونها للجمهور، أما ما درسوه على مشايخهم وما يقدمونه للجمهور فليذهب للجحيم ما دام المال وحده هو الهدف الذي يتراكضون من أجله.
سيقول البعض: لماذا نحرم على هؤلاء ما نحله للمطربين أو اللاعبين أو غيرهم من سائر الناس؟ و هذا سؤال مشروع فلهم الحق أن يفعلوا مثل غيرهم، لكن شريطة ألا يكذبوا على الناس ويخدعوهم باسم الدين الذي هو من دعوتهم براء.
ليقولوا بأنهم يسعون مثل الآخرين لجمع المال وهذه بضاعتهم وهنا سأحترمهم و إن اختلفت معهم، وليبتعدوا عن الإساءة للدين وأهله بهذه الأساليب التي يرفضها كل عاقل يحترم دينه وعقله..
وأخيرا هل هؤلاء (التجار) هم المسؤولون عن هذه الأفعال؟! أعتقد أن من يدعوهم ومن يحضر (دعوتهم) هو المسؤول عن نشر الإساءة لديننا العظيم ورموزه الكريمة التي حولها هؤلاء إلى تجارة رخيصة لا يقبلها التجار الحقيقيون الشرفاء!! ابتعدوا عنهم ليعرفوا قيمتهم الرخيصة..
* كاتب وأكاديمي سعودي
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة
وللمعلومية، فإن حديثي ينحصر على فئة انخدع فيها بعض الناس فظنوا أنهم دعاة والواقع يقول: إنهم أبعد الناس عن دعوة الحق بكل معانيها، وهذه الفئة -بحمد الله- قليلة؛ لأن الغالبية العظمى من دعاتنا ينأون عن التجارة الرخيصة!!
وسر استغرابي من هذه الفئة أنهم يتعمدون أن يقولوا مالا يفعلون، فإذا سمعت بعضهم، سواء في الأماكن العامة أو في التلفاز، وجدتهم يتحدثون عن الدنيا وتفاهتها وعن الآخرة وأهميتها، وأن الزهد في الدنيا أول طريق بلوغ الجنة في الآخرة، كما يتحدثون بكثرة عن أهمية عمل كل شيء في سبيل تبليغ دعوة الله لكل البشر مهما كلف ذلك العمل من تضحيات فالآخرة وجنتها تستحق كل عمل وكل تضحية!!
كلام جميل وحق، لكن الواضح أنهم يوجهونه لسواهم، أما هم فلهم أحوال أخرى، فربما يعتقدون أن الله غفر لهم ما تقدم من أعمالهم وما تأخر، فلهم كل الحق في تحويل الدنيا إلى تجارة رخيصة يساومون عليها كل من هب ودب.
أسمع بعضهم يفاخر بأنه ثنى ركبتيه الشريفتين عند كبار علمائنا مثل: الشيخ ابن باز وابن عثيمين، ولم يكن الشيخان يساومان على أجر محاضرة يقولانها في هذا المكان أو ذاك؟! وما قيمة ثني الركب إذا كان هذا الثني للمفاخرة الزائفة ولا شيء آخر.
كنت أستغرب كثيرا عندما أرى صور مجموعة من هؤلاء في الشوارع العامة تعرضها بعض القنوات دعاية لبرامجهم (الدعوية) التي سيقدمونها في شهر رمضان الكريم وكأنهم مجموعة ممثلين سيظهرون في فيلم عربي شديد الرومانسية!! أهذه هي طريقة الدعوة يا بعض (دعاتنا)؟!
أصبح معروفا أن هؤلاء الدعاة يتسابقون على كل القنوات الفضائية مهما كان نوعها، وأنهم يقبلون كل شروطها؛ شرط أن يكون المبلغ محترما ويتناسب مع مكانة (الدعوة) التي سيعطونها للجمهور، أما ما درسوه على مشايخهم وما يقدمونه للجمهور فليذهب للجحيم ما دام المال وحده هو الهدف الذي يتراكضون من أجله.
سيقول البعض: لماذا نحرم على هؤلاء ما نحله للمطربين أو اللاعبين أو غيرهم من سائر الناس؟ و هذا سؤال مشروع فلهم الحق أن يفعلوا مثل غيرهم، لكن شريطة ألا يكذبوا على الناس ويخدعوهم باسم الدين الذي هو من دعوتهم براء.
ليقولوا بأنهم يسعون مثل الآخرين لجمع المال وهذه بضاعتهم وهنا سأحترمهم و إن اختلفت معهم، وليبتعدوا عن الإساءة للدين وأهله بهذه الأساليب التي يرفضها كل عاقل يحترم دينه وعقله..
وأخيرا هل هؤلاء (التجار) هم المسؤولون عن هذه الأفعال؟! أعتقد أن من يدعوهم ومن يحضر (دعوتهم) هو المسؤول عن نشر الإساءة لديننا العظيم ورموزه الكريمة التي حولها هؤلاء إلى تجارة رخيصة لا يقبلها التجار الحقيقيون الشرفاء!! ابتعدوا عنهم ليعرفوا قيمتهم الرخيصة..
* كاتب وأكاديمي سعودي
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة