يبدو أن بعض دبلوماسيينا لا يملكون شجاعة مواجهة تقصير الجهات الحكومية في الدول المعتمدين لديها، فإساءة الظن في المواطن وتجاهل حقه هي الطريق الأمثل والأسهل لوأد المشكلة، وهذا يظهر في أكثر من موقف الأمر الذي يؤدي لتمادي الجهات الحكومية أو الأفراد في بعض الدول التي يزورها السعوديون للتعدي على حقوقهم.
للأسف أن البعض لم يستوعب التحذير الملكي الذي عكس تتبع والدنا خادم الحرمين لأداء الجهاز الدبلوماسي في الخارج ونتذكر جميعا كلمته للسفراء حين حذرهم بـالقول «إياي واياكم»، مبينا حرصه الشخصي على مصلحة المواطنين بالخارج، قائلا: «أنا أسمع ــ ولا أتهم إن شاء الله ــ أن بعض السفارات تغلق أبوابها، وهذا ما يجوز أبدا أبدا. لازم تفتحون أبوابكم وصدوركم، وتوسعون أخلاقكم للشعب السعودي، أي فرد يأتيكم مهما كان، مهما كان، اعرفوا إنه من الشعب السعودي، وأنا من الشعب السعودي، وهو ابني وأخي، لا تقولوا هذا ما له قيمة، إياي وإياكم، قدروهم واحترموهم لتحترمنا الشعوب» .
جاء في المادة الثالثة من اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961م أن أهم وظائف البعثة الدبلوماسية حماية مصالح الدولة ومصالح رعاياها ضمن الحدود التي يقرها القانون الدولي. ولعل أهم ما يجب حمايته هو كرامة المواطن، حيث إنها مصلحة وطنية تهم الملك قبل أن تهم المواطن، وعدم تأدية الواجب في صون هذه الميزة تقصير لا تقبله وزارة الخارجية في الرياض بل ويثير غضب المسؤولين.
عندما يذهب المواطن إلى سفارة بلاده يقابله مواطنه موظف الأمن عند البوابة الداخلية ليسأله بوجه عابس وصوت حاد: وش عندك في السفارة؟.
موظف الأمن هذا يتعامل مع المواطن وكأنه سيدخل إلى مؤسسة حكومية حساسة في الرياض أو جدة، ولا يدرك مكانه الدبلوماسي وأنه يعمل في ملجأ المواطن في غربته وممثلية ولي الأمر، التي من واجباتها حماية المواطن قانونيا وتقديم التسهيلات له والوقوف بجانبه لتجاوز المصاعب أيا كان نوعها.
بعد الأحداث الإرهابية التي طالت عددا من دول العالم تم تعزيز السفارات بعدد كبير من رجال الأمن الذين يبدو أن بعضهم لم يعرفوا طبيعة مسؤولياتهم بشكل صحيح ما جعلهم أحيانا عبئا على المواطنين الذين يلجأون لسفارة بلدهم لهذا السبب أو ذاك.
الحجم السياسي لبلدنا كبير، والدعم الذي نقدمه للدول العربية والدول المحتاجة، إضافة إلى قوة القانون، كل ذلك وغيره يجعلنا أكثر قوة في الدفاع عن حقوق الرعايا السعوديين وعدم تركهم فريسة للأحقاد الشخصية أو السلوكيات الإجرامية.
وفي الوقت الذي أود تأكيد أن الدبلوماسية السعودية بارعة في السياسة، وتقوم بدورها المناط بها، إلا أن التقصير يرد أحيانا من قبل بعض من يمثل سفاراتها، فهي تضم موظفين لا يختلفون كثيرا عن زملائهم موظفي الدولة في الداخل لا يحسن بعضهم ترجمة توجيهات المسؤولين على الأرض.
رحم الله طيب الذكر السفير محمد الحمد الشبيلي الذي توفي قبل ما يزيد على عشرين عاما، فقد كان غفر الله له يبحث عن السعوديين بنفسه في العواصم التي عمل فيها، لأن روح المواطنة والوطنية الصادقة كانت دافعه لتقديم كل ما بوسعه من أجل أخيه السعودي.
Towa55@hotmail.com
للأسف أن البعض لم يستوعب التحذير الملكي الذي عكس تتبع والدنا خادم الحرمين لأداء الجهاز الدبلوماسي في الخارج ونتذكر جميعا كلمته للسفراء حين حذرهم بـالقول «إياي واياكم»، مبينا حرصه الشخصي على مصلحة المواطنين بالخارج، قائلا: «أنا أسمع ــ ولا أتهم إن شاء الله ــ أن بعض السفارات تغلق أبوابها، وهذا ما يجوز أبدا أبدا. لازم تفتحون أبوابكم وصدوركم، وتوسعون أخلاقكم للشعب السعودي، أي فرد يأتيكم مهما كان، مهما كان، اعرفوا إنه من الشعب السعودي، وأنا من الشعب السعودي، وهو ابني وأخي، لا تقولوا هذا ما له قيمة، إياي وإياكم، قدروهم واحترموهم لتحترمنا الشعوب» .
جاء في المادة الثالثة من اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961م أن أهم وظائف البعثة الدبلوماسية حماية مصالح الدولة ومصالح رعاياها ضمن الحدود التي يقرها القانون الدولي. ولعل أهم ما يجب حمايته هو كرامة المواطن، حيث إنها مصلحة وطنية تهم الملك قبل أن تهم المواطن، وعدم تأدية الواجب في صون هذه الميزة تقصير لا تقبله وزارة الخارجية في الرياض بل ويثير غضب المسؤولين.
عندما يذهب المواطن إلى سفارة بلاده يقابله مواطنه موظف الأمن عند البوابة الداخلية ليسأله بوجه عابس وصوت حاد: وش عندك في السفارة؟.
موظف الأمن هذا يتعامل مع المواطن وكأنه سيدخل إلى مؤسسة حكومية حساسة في الرياض أو جدة، ولا يدرك مكانه الدبلوماسي وأنه يعمل في ملجأ المواطن في غربته وممثلية ولي الأمر، التي من واجباتها حماية المواطن قانونيا وتقديم التسهيلات له والوقوف بجانبه لتجاوز المصاعب أيا كان نوعها.
بعد الأحداث الإرهابية التي طالت عددا من دول العالم تم تعزيز السفارات بعدد كبير من رجال الأمن الذين يبدو أن بعضهم لم يعرفوا طبيعة مسؤولياتهم بشكل صحيح ما جعلهم أحيانا عبئا على المواطنين الذين يلجأون لسفارة بلدهم لهذا السبب أو ذاك.
الحجم السياسي لبلدنا كبير، والدعم الذي نقدمه للدول العربية والدول المحتاجة، إضافة إلى قوة القانون، كل ذلك وغيره يجعلنا أكثر قوة في الدفاع عن حقوق الرعايا السعوديين وعدم تركهم فريسة للأحقاد الشخصية أو السلوكيات الإجرامية.
وفي الوقت الذي أود تأكيد أن الدبلوماسية السعودية بارعة في السياسة، وتقوم بدورها المناط بها، إلا أن التقصير يرد أحيانا من قبل بعض من يمثل سفاراتها، فهي تضم موظفين لا يختلفون كثيرا عن زملائهم موظفي الدولة في الداخل لا يحسن بعضهم ترجمة توجيهات المسؤولين على الأرض.
رحم الله طيب الذكر السفير محمد الحمد الشبيلي الذي توفي قبل ما يزيد على عشرين عاما، فقد كان غفر الله له يبحث عن السعوديين بنفسه في العواصم التي عمل فيها، لأن روح المواطنة والوطنية الصادقة كانت دافعه لتقديم كل ما بوسعه من أجل أخيه السعودي.
Towa55@hotmail.com