أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات البارحة، أنها قررت إيقاف خدمات بلاك بيري كافة في المملكة اعتبارا من بعد غد، موضحة بشكل جلي أن الإيقاف لا يقتصر على خدمة «ماسينجر» فقط. فيما قررت الشركات السعودية عقد اجتماع عاجل مع ممثل للشركة المصنعة في الشرق الأوسط.
وأفادت الهيئة بأنها أبلغت شركات الاتصالات العاملة في المملكة بـ «اعتماد الإيقاف الفوري للخدمة ابتداء من تاريخ 25/8/1431هـ». وأنها وجهت مقدمي الخدمة بإشعار المشتركين بأنه سيتم «إيقاف خدمة بلاك بيري إلى حين استيفاء المتطلبات التنظيمية لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات».
واعتبرت الهيئة أن تقديم خدمة بلاك بيري بوضعها الحالي لا يفي بالمتطلبات التنظيمية وفق أنظمة الهيئة وشروط التراخيص الصادرة لمقدمي الخدمة.
وأفادت بأنها أبلغت قبل أكثر من عام مقدمي خدمة الاتصالات المتنقلة الثلاثة في المملكة بضرورة العمل مع الشركة المصنعة لأجهزة بلاك بيري على سرعة استيفاء المتطلبات التنظيمية المطلوبة. وكانت الهيئة منحت مهلة نهائية لمدة ثلاثة أشهر لمقدمي الخدمة للوفاء بتلك المتطلبات على أن يكون بعد غد موعدا نهائيا لإيقاف الخدمة.
وأكدت الهيئة أنها أبلغت الشركات مطلع أمس الأول بأن المهلة المحددة أوشكت على الانتهاء ولم يتم استيفاء المتطلبات التنظيمية المطلوبة. وجاء في بيان صادر عن الهيئة تلقت «عـكاظ» نسخة منه أنها «أنها لا تقف ضد مصلحة المشتركين، طالما أن الخدمات المقدمة لا تتعارض مع أنظمة الهيئة».
ويأتي إيضاح الهيئة فيما باشرت شركات الاتصالات العاملة في المملكة الترتيب لاجتماع مهم مع ممثل الشركة الكندية (ريسيرش إن موشن) في الشرق الأوسط، لبحث حلول مشكلة خدمات بلاك بيري بعد قرار إيقاف هذه الخدمة في السوق المحلية.
وأوضحت مصادر مسؤولة لـ «عـكاظ» أمس أن شركات STC، موبايلي، وزين ستحاط علما خلال الاجتماع بالموعد الذي ستقدم فيه الشركة المصنعة (ريسيرش إن موشن) حلولا عملية لتفادي استمرار قرار الإيقاف.
من جهتها، أكدت الشركة الكندية في بيان رسمي إجراء محادثات مع بعض الحكومات حول مشاكل تتعلق بالأمن، مشددة على أنها «تحترم القوانين المرعية في كل بلد، وتقر بحاجة الشركات والأفراد لإجراء اتصالات آمنة».
في هذه الأثناء، واصل سهم شركة «ريسيرش إن موشن» هبوطه في الأسواق المالية الدولية وصولا إلى 55.34 دولار أمريكي البارحة، بانخفاض يقدر بنحو 2.78 في المائة، فيما هبط أمس الأول 1.25 في المائة.
من جهة أخرى، تأمل بعض شركات الهواتف الكبرى؛ مثل موتورولا التي تحتكر سوق الولايات المتحدة الأمريكية، بأن تحذو الحكومة حذو السعودية بحظر خدمات بلاك بيري، لأنها المنافس القوي لها في شمالي أمريكا.
من جهة ثانية، أعلنت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في الإمارات، أن خدمة التجوال (رومينغ) لخدمات الماسينجر والبريد والتصفح الإلكتروني، ستكون أيضا مشمولة بقرار تعليق خدمات بلاك بيري؛ ابتداء من 11 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وأكد سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة ردا على انتقادات الخارجية الأمريكية أن الإمارات تطالب «بالالتزامات التنظيمية نفسها وبانتهاج نفس أسس الإشراف القضائي والتنظيمي التي تمنحها الشركة المشغلة لبلاك بيري الكندية للحكومة الأمريكية والحكومات الأخرى، لا أكثر ولا أقل».
وفي الكويت، طلبت وزارة المواصلات من شركة ريسيرش ان موشن، حجب المواقع الإباحية، لكنها قالت إنها لن توقف خدمات هذه الهواتف. في موازاة ذلك، علمت «عـكاظ» من مصادر لبنانية مطلعة أن وزارة الاتصالات اللبنانية تتجه لاتخاذ قرار بوقف بعض خدمات جهاز بلاك بيري في لبنان لأسباب أمنية. وأضافت المصادر أنه بعد توقيف عدد من العاملين في قطاع الهاتف الخلوي «الجوال» في لبنان بتهمة التعامل مع إسرائيل، فإن إجراءات مشددة بدأ باتخاذها في قطاع الاتصالات.
وقالت إن «بعض الخدمات التي يقدمها بلاك بيري لا يمكن الإطاحة بها أمنيا، وهو ما يشكل خطرا على الأمن القومي».