مثل يوم الحادي عشر من إبريل عام 2009 مرحلة مفصلية في حياة الأسكتلندية «سوزان بويل» عندما أذهلت العالم بصوتها وهي تغني رائعة «البؤساء»: حلمت حلما، في برنامج اكتشاف المواهب البريطانية الشهير «Britain’s got talent» ومن ذلك الحين انقلبت حياتها بعد تلك اللحظة المفصلية من شخصية كانت محل السخرية والتندر من الآخرين بسبب هيئتها، إلى نجمة عالمية بلغ عدد المشاهدات لمقطعها الموسيقي على موقع «اليوتيوب» أكثر من 100 مليون مشاهدة، وحازت ثروة لحظية قدرت بثمانية ملايين جنيه إسترليني، إلا أن وقع الصدمة كان المسيطر على مشهد التحولات المفاجئة لتكون نهاية سوزان ذات الثمانية والأربعين عاما في مستشفى للأمراض النفسية.
ما حدث لسوزان بويل يمثل إسقاطا واقعيا على لحظات التغيير التي لا يمكن التنبؤ بها، ومن شأنها أن ترفع وتضع وفقا لنواميس الخالق، وذوو الفطنة وحدهم يعرفون قيمة تلك اللحظات وكيف يمكن استغلالها، فالمنطق دائما يعتمد على قاعدة أساسية: المقدمات تقودنا إلى النتائج، والفم الصغير لن يستوعب لقمة كبيرة وإنما لأجزائها الصغيرة!.
على ذات السياق؛ «لورانس» الشخصية السعودية التي ذاع صيتها في مقاطع الإنترنت، وأصبحت تتسابق «البلوتوثات والإيميلات» على إرسال جديده الساخر الذي توجه «نجما» خفيا في مشهدنا المحلي، رغما عن إسفاف اللغة وقواميس الشتائم إلا أنه مثل حالة فريدة في صناعة «النكتة» التي لم تعد مستوردة من الخارج، وأصبح النقد الاجتماعي مادة فكاهية مصدرة بختم «نكتة سعودية»، وإن كان رسمها ـــ كبقية المجتمعات ـــ ممتلئا بسقط القول أسهبت في الحديث عنه في مقال سابق بعنوان «استهبالنا غير».
«لورانس» وغيره ممن ضاعت عنهم بوصلة الاحتواء، أعلن في بيان صحافي عن تراجعه واعتذاره عن ماضيه «البالتوكي» مؤكدا على تحوله إلى إنسان جديد يختلف عما عرفه الناس عنه سابقا، وسعيه إلى الاستفادة من «الشهرة» فيما ينفع المجتمع... وحسنا فعل ولا مشاحة في جانب الاعتذار بل هو موضع شجاعة وتقدير، إلا أن «الحسيكة» ترد في توقيت إصدار البيان وهو حق مشروع لكل قارئ له، فالناس بلغت من النضج ذات القدر الذي دفع بلورانس إلى اعتذاره، وكلي أمل أن تنتهي التجربة «اللورانسية» بكل تجاوزاتها مع رحيل عرابها من ظلال الإنترنت إلى عالم الشاشة في مسلسله الرمضاني «شوربة وخل»، الذي كان من فرضيات مشاهدته إصداره لذلك البيان الصحافي في هذا التوقيت، فالمسألة كما تحمل بعدا أخلاقيا فهي تحمل أيضا بعدا تسويقيا، ونضج المشاهد هو المعيار في مسألة: خذ وخل.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة
ما حدث لسوزان بويل يمثل إسقاطا واقعيا على لحظات التغيير التي لا يمكن التنبؤ بها، ومن شأنها أن ترفع وتضع وفقا لنواميس الخالق، وذوو الفطنة وحدهم يعرفون قيمة تلك اللحظات وكيف يمكن استغلالها، فالمنطق دائما يعتمد على قاعدة أساسية: المقدمات تقودنا إلى النتائج، والفم الصغير لن يستوعب لقمة كبيرة وإنما لأجزائها الصغيرة!.
على ذات السياق؛ «لورانس» الشخصية السعودية التي ذاع صيتها في مقاطع الإنترنت، وأصبحت تتسابق «البلوتوثات والإيميلات» على إرسال جديده الساخر الذي توجه «نجما» خفيا في مشهدنا المحلي، رغما عن إسفاف اللغة وقواميس الشتائم إلا أنه مثل حالة فريدة في صناعة «النكتة» التي لم تعد مستوردة من الخارج، وأصبح النقد الاجتماعي مادة فكاهية مصدرة بختم «نكتة سعودية»، وإن كان رسمها ـــ كبقية المجتمعات ـــ ممتلئا بسقط القول أسهبت في الحديث عنه في مقال سابق بعنوان «استهبالنا غير».
«لورانس» وغيره ممن ضاعت عنهم بوصلة الاحتواء، أعلن في بيان صحافي عن تراجعه واعتذاره عن ماضيه «البالتوكي» مؤكدا على تحوله إلى إنسان جديد يختلف عما عرفه الناس عنه سابقا، وسعيه إلى الاستفادة من «الشهرة» فيما ينفع المجتمع... وحسنا فعل ولا مشاحة في جانب الاعتذار بل هو موضع شجاعة وتقدير، إلا أن «الحسيكة» ترد في توقيت إصدار البيان وهو حق مشروع لكل قارئ له، فالناس بلغت من النضج ذات القدر الذي دفع بلورانس إلى اعتذاره، وكلي أمل أن تنتهي التجربة «اللورانسية» بكل تجاوزاتها مع رحيل عرابها من ظلال الإنترنت إلى عالم الشاشة في مسلسله الرمضاني «شوربة وخل»، الذي كان من فرضيات مشاهدته إصداره لذلك البيان الصحافي في هذا التوقيت، فالمسألة كما تحمل بعدا أخلاقيا فهي تحمل أيضا بعدا تسويقيا، ونضج المشاهد هو المعيار في مسألة: خذ وخل.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة