-A +A
ثامر عدنان شاكر
السيد بروكس فولكتر الكاليفورني كان يبحث عن رأس بن لادن حيا أو ميتا وقد تسلح بأسلحة بيضاء وحمراء عازما أمره على المضي قدما في مشواره بعد أن أمضى رحلة بحث مريرة زار باكستان فيها سبع مرات منذ 2001م !.
لكن رامبو 2010 والذي ظهر في المواقع الإلكترونية الإخبارية وعلى صفحات الإعلام رث الهيئة، ضعيف البنية أشعث أغبر، كان سيصبح لقمة سائغة لولا الحكومة الأمريكية التي قررت أن تلجم رغبته الثائرة، وتلقي القبض على البطل الهمام خوفا عليه من نفسه !. رامبو الحقيقي هذه المرة والذي قرر أن يلعب الدور الشهير غازيا أفغانستان على غرار سميه الهوليودي سيلفستر ستالوني لم يفلح.. فشل بالثلاثة!! لكن يا ترى ما الخطأ الذي أرتكبه سيد بروكس، لماذا فشل في تحقيق هدفه رغم أنه كان مقداما جدا ويحمل حلما مشروعا وأمنية وطنية ورؤية ثاقبة ونية صادقة للنيل من عدو بلاده اللدود أسامة بن لادن !. أطباء الإدارة الأفذاذ يشخصون الواقعة ويقولون لك في حزم أن الفرق جلي بين الواقع والخيال، وأن القصة الشجية لفارس أخرق تعثر في منتصف الطريق لأبلغ مثال لتأثير غياب دور فريق العمل والذي بوسعه أن يرفع أو يخسف فإما لامست السحاب وإما تبعثرت في الأركان أنت وأحلامك وأهدافك وما قامت لك قائمة !.

رامبوا الحقيقي والذي ظهر عاريا، لم يمتلك عضلة في جسده توحد الله، ولم يكن لديه جسما مصفحا ضد الرصاص والقنابل.. لم نر له أكتافا تحجب عين الشمس وغابت النظرة الهوليودية الثاقبة التي تشم رائحة العدو على بعد ألف ميل ولم يكن لديه صديق أو رفيق يخبره بما ينقصه لبلوغ المرام !.
مشكلة بروكس، كغيره من الإداريين والسياسيين ورجال الأعمال الأفذاذ، الذين ظنوا أن أن بوسعهم أن يفعلوا بمفردهم ما لم تفعله فرق وجيوش العالم وعتاده، وأنهم وحدهم من يملكون كل شيء فخسروا كل شيء.
الحقيقة أنه لا يوجد رامبو البطل الأوحد الذي يقتل ألفا ولا يهتز له رمشا.. حتى جيمس بوند الفذ، العميل الأشهر كان يقف وراءه طاقم من المخترعين والحسناوات اللاتي جعلن من مذاق الدماء عسلا وسكرا.. جيمس بوند الأسطوري كان صنيعة فريق يدفعه أن يكون الشوكة في حلوق أعدائه.
يجب أن تؤمن أن خلف كل لاعب مميز، مدرب لم يعرف كيف يجعل من الحلم واقعا.. خلف كل جوهرة، جواهرجي بارع يدرك كيف يفتش عن الأحجار الكريمة وينقيها من شوائب الزمن ويحفظها في باطن القلب.. خلف كل أسطورة معلم محفز ذكي، وقبل ذلك أب وأم.. وعم .. وخال، نجاح الإنسان هي ثمرة فريق عمل منذ الولادة إلى الممات! فريق العمل هو العضلات والمخ، والسواعد فإن تكون لاعبا فاعلا في فريق ما، يعطيك القدرة على مجابهة التحديات أيا كانت وأيا كان موقعك.. موظفا أو مديرا، أو وزيرا تائها ما بين السماء والأرض.
إياك أن تنطلق في المشوار بمفردك!! مهما اختلفت دروبنا واتجاهاتنا وتعددت، يجب أن نؤمن بأن رقم واحد يبقى واحدا مهما كبر أو صغر، يبقى رقما غريبا في زمن صعب .. وأن قوة الفرد تتضاعف حين تقود اليد الواحدة قطارا فتتشابك الخطوات وتسير في وجهة واحدة مدروسة بعناية فيولد إنجازا من الصعب أن ينكسر !.
هي معادلة بسيطة، أطرافها الثقة الجميلة والاعتزاز بقوة الفرد والإيمان المطلق أن القدرة والطاقة تتضاعفان حين تتحد، وأنه كي تحقق نجاحا وتحصد حلما يجب أن تملك رؤية وخطة وفريقا قادرا على تحقيقها.
سقط رامبو في صورته الواقعية، ولم ينجح أحد في مدرسة الفردية الفاشلة! فليكن مرسوم حياتك الأول في مشوارك العامر إن شاء الله: اصنع فريق عملك.. كن لاعبا محترفا في الفريق وأمض في ثقة، وعلى الله توكل !.
دمتم ودام الوطن بألف خير