-A +A
محمد بشير (الترجمة)
اوضح السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى ان عددا من اعضاء الكونجرس الامريكي اتصلوا به الشهر الماضي وطلبوا عقد اجتماع عاجل ومفاجئ معه. واضاف السفير في مقال بصحيفة لوس انجليس تايمز الامريكية انه امضى عدة ساعات مع النواب الامريكيين يناقشون الازمة الراهنة في الشرق الاوسط بصورة مستفيضة في مبنى ريبورن هاوس بواشنطن. وكان هؤلاء النواب يسعون لمعرفة ماذا يستطيعون القيام به لوقف المجازر الجارية الآن في لبنان! وكانت خيبة املهم وسخطهم من خمول وجمود الادارة الامريكية كبيرين للغاية وكان السؤال الاول الذي طرحوه عليّ هو توضيح الغموض حول ما اذا كان البيت الابيض يتحدث مع سوريا ام لا.. ومع ان وسائل الاعلام قد اشارت الى عدم اجراء اتصالات بين الولايات المتحدة وسوريا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية الا ان مسؤولي الادارة ارسلوا اشارات مبهمة حول انه قد تكون الاتصالات جارية عبر قنوات خلفية. ولكن اي نوع من الاتصال لم يتم بين دمشق وواشنطن وتظل السياسة الامريكية متجاهلة الحكومة السورية في هذه الازمة واعتقد ان هذه السياسة تبقى خطأ بصورة اساسية ولم تكن هذه السياسة على هذه الصورة دوما.. فعندما واجه الرئيس جورج بوش الاب غزو صدام حسين للكويت عام 1990 ادرك تماما الحاجة الاستراتيجية لسوريا وعرف كيف يدخلنا الى التحالف الدولي بقياة امريكا بدعوة سوريا لحضور مؤتمر مدريد للسلام! ومن ثم تمكنت ادارة كلينتون من دفع سوريا واسرائىل في فترة زمنية قصيرة الى محادثات سلام جادة كانت ستخلق وضعا مختلفا في هذه المنطقة المضطربة لو كان قد كتب لها النجاح. ونحن في سوريا نعتقد ان اغتيال رئيس الوزراء الاسرائىلي اسحاق رابين كان ضربة قاضية لجهود السلام ومنذ ذلك الحدث المأساوي لم تعثر اسرائيل على اي زعيم يتمتع بالشجاعة او الرؤية المطلوبة لقبول حل الوسط المحتوم بمقايضة الارض بالسلام والمتضمن في قراري مجلس الامن رقم 224 و 338. وقد اثنت الادارة الحالية بصورة علنية اسرائيل بعدم الاستجاب للدعوات السورية المتكررة لاحياء عملية السلام وما تزال تأمل دمشق ان هذا الموقف الامريكي قد يتغير. وبعد هجمات 11 سبتمبر تعاوننا مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب ونحارب الحركات المتطرفة في المنطقة على مدى العقود الزمنية الثلاثة الماضية مما دفعنا الى الاسراع بمبادرة التعاون الامني والاستخباراتي مع واشنطن حيث قدمنا معلومات قيمة عن القاعدة والتي وصفها كولن باول بأنها ادت الي انقاذ حياة العديد من الامريكيين ولذا تحسنت العلاقات الثنائية بين البلدين في ذلك الوقت رغم انف المحافظين الجدد.