قررت قبيلتنا الصغيرة أن تمضي يومين في الهدى، وتولت رئيستها عمليات البحث عن المكان الأمثل والحجز فيه، وفعلا كعادتها نجحت في ذلك بدرجة امتياز، غير أن المفاجأة اتصال من المنتجع قبل يوم من توجهنا إليه يبلغنا أنه تم إلغاء حجوزاتنا ليس لأننا مدرجون في قائمة «سمة» السوداء !! ــ اسمها للعلم: الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية. تصوروا !! ــ وإنما لأننا وخمسة عشر حاجزا قرر مالك المنتجع أن يجرب عضلاته فيهم بعيدا عن احترام ثقافة السياحة، وأكد بذلك ثقافة أغنياء الحرب في أن الحماقة أعيت من يداويها ؟!
أما الهدى الذي غبت عنه سنوات طويلة، فقد صدمت عندما رأيته!!، كنت قد تصورته قبل أن أصل إليه قرية نموذجية، ولكني وجدته للأسف مساكن عشوائية تفتقر إلى الحد الأدنى من الحس السياحي، إضافة إلى نقص مريع في المساحة الخضراء في منطقة مشهورة بالخصوبة؟!. أما بالنسبة للحس السياحي فإن أبسط مقوماته مراعاة الحاجات المتنوعة لكل الأذواق مع وجود برامج مناسبة، فمثلا هناك من يهوى الهدوء، إذ يرغب البعض في أن يمضي إجازته في القراءة والتأمل مثلا، وهناك من يستهويهم الضجيج مثل الأطفال، وبين المزاجين بون شاسع!!، فالمكان الذي يسوق نفسه بفن وذوق واحترافية عليه أن يرضي جميع الأذواق في وقت واحد؟!، وشخصيا أمضيت ليلتين لم أستطع أن أجد الراحة والهدوء والتأمل الذي تمنيته في هذه الإجازة القصيرة، فالضجيج يملأ المكان بما يؤكد تغلب هذا المزاج بشكل صارخ، ودون أن يكون للأمزجة الأخرى أي اعتبار، ولا فرق بين أن تكون داخل غرفتك أو وسط الساحة، لأن الضجيج يملأ كل الأمكنة، حتى ظننت أن الهواء لم يخل أيضا من الصراخ!!، وعندما أغلقت الشرفة والستارة وأدرت مفتاح المكيف وجدت ضجيجه يفوق ما ينتجه مقدمو الفقرات بصراخهم غير المبرر مع الأطفال وكأنها دروس مجانية في الفوضى؟!، ولا مفر أمامك من أن تعيش مع هذا الصخب، أو تشد الرحال إلى حيث ألقت رحلها؟!
أما الشفا فمن وجهة نظري هي مأساة تستدعي الكثير من الشفقة على من خطط
ــ إن كان هناك تخطيط ــ وعلى من استثمر، وهذا الأخير يستغل الوضع ليستعيد رأس ماله في مدة قصيرة، والضحية الرئيسة هي الشفا والزبون الذي يبدو كبقرة حلوب الكل يريد لبنها الدسم دون أن يكلف أحد نفسه توفير الحد الأدنى من الطعام لها؟!، فهذا المكان المرتفع عاليا عن سطح البحر يمثل أبشع أشكال العشوائيات بما يدل على أن ما يسمى ثقافة السياحة مفقود في الغالب الأعم، وفي كل المنتج السياحي بدءا من صيانة المكان الذي دفع السائح أجره إلى بقية وسائل الترفيه التي من المفروض أن تتوفر للزبائن، وكل هذا في ظل أسعار يتوارى إلى جانبها لهيب الصيف الحار؟!.
* مستشار إعلامي
ص.ب 13237 جدة 21493
فاكس: 6653126
Hamid_abbaa@yahoo.com
!!Article.extended.picture_caption!!
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة
أما الهدى الذي غبت عنه سنوات طويلة، فقد صدمت عندما رأيته!!، كنت قد تصورته قبل أن أصل إليه قرية نموذجية، ولكني وجدته للأسف مساكن عشوائية تفتقر إلى الحد الأدنى من الحس السياحي، إضافة إلى نقص مريع في المساحة الخضراء في منطقة مشهورة بالخصوبة؟!. أما بالنسبة للحس السياحي فإن أبسط مقوماته مراعاة الحاجات المتنوعة لكل الأذواق مع وجود برامج مناسبة، فمثلا هناك من يهوى الهدوء، إذ يرغب البعض في أن يمضي إجازته في القراءة والتأمل مثلا، وهناك من يستهويهم الضجيج مثل الأطفال، وبين المزاجين بون شاسع!!، فالمكان الذي يسوق نفسه بفن وذوق واحترافية عليه أن يرضي جميع الأذواق في وقت واحد؟!، وشخصيا أمضيت ليلتين لم أستطع أن أجد الراحة والهدوء والتأمل الذي تمنيته في هذه الإجازة القصيرة، فالضجيج يملأ المكان بما يؤكد تغلب هذا المزاج بشكل صارخ، ودون أن يكون للأمزجة الأخرى أي اعتبار، ولا فرق بين أن تكون داخل غرفتك أو وسط الساحة، لأن الضجيج يملأ كل الأمكنة، حتى ظننت أن الهواء لم يخل أيضا من الصراخ!!، وعندما أغلقت الشرفة والستارة وأدرت مفتاح المكيف وجدت ضجيجه يفوق ما ينتجه مقدمو الفقرات بصراخهم غير المبرر مع الأطفال وكأنها دروس مجانية في الفوضى؟!، ولا مفر أمامك من أن تعيش مع هذا الصخب، أو تشد الرحال إلى حيث ألقت رحلها؟!
أما الشفا فمن وجهة نظري هي مأساة تستدعي الكثير من الشفقة على من خطط
ــ إن كان هناك تخطيط ــ وعلى من استثمر، وهذا الأخير يستغل الوضع ليستعيد رأس ماله في مدة قصيرة، والضحية الرئيسة هي الشفا والزبون الذي يبدو كبقرة حلوب الكل يريد لبنها الدسم دون أن يكلف أحد نفسه توفير الحد الأدنى من الطعام لها؟!، فهذا المكان المرتفع عاليا عن سطح البحر يمثل أبشع أشكال العشوائيات بما يدل على أن ما يسمى ثقافة السياحة مفقود في الغالب الأعم، وفي كل المنتج السياحي بدءا من صيانة المكان الذي دفع السائح أجره إلى بقية وسائل الترفيه التي من المفروض أن تتوفر للزبائن، وكل هذا في ظل أسعار يتوارى إلى جانبها لهيب الصيف الحار؟!.
* مستشار إعلامي
ص.ب 13237 جدة 21493
فاكس: 6653126
Hamid_abbaa@yahoo.com
!!Article.extended.picture_caption!!
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة