-A +A
حمود البدر
هناك ملحوظتان مهمتان يلحظهما من تعود على أداء الفريضة مع الجماعة في أيام السنة وأشهرها.
الملحوظة الأولى: أن نسبة غير السعوديين أكبر منها بالنسبة للسعوديين الذين يؤدون الفروض جماعة بصفة عامة، بصرف النظر عن موقع المسجد.
الملحوظة الثانية: أن نسبة السعوديين الذين يؤدون الصلاة جماعة يزيد عددهم، بل يتضاعف في رمضان، قياسا بالأوقات الأخرى في أشهر السنة ومع ذلك فهم أقل من عدد الوافدين.
فأما الملحوظة الأولى فإنها لو قيست نسبة غير السعوديين حسب الإحصاء السكاني الأخير البالغة 35 % بما يراه من يرتاد المساجد، فإنه يجد أن غير السعوديين يفوق عددهم إخوانهم السعوديين الذين تبلغ نسبتهم 65 % بقدر كبير.
والسؤال: هل إخواننا الوافدون أحرص منا على أداء الفرائض بصفة عامة؟ أم أن نظرتهم إلى عائد الصلاة مع الجماعة أقوى من نظرة السعودي إلى فضلها؟
فصلاة الجماعة تفوق صلاة الفروض في بيته بـ25 ضعفا (وفي قول آخر 27 ضعفا) فهل فات على شبابنا وبعض شيوخنا هذا العائد الكبير، والسؤال الذي تثيره في الذهن هذه النسبة الكبيرة من الفضل ومع ذلك يفوت الكثيرون منا الاستفادة منها؟
هذا إذا أخذنا في الاعتبار التفاضل بين صلاة الفرد في بيته أو مع الجماعة بصرف النظر عما يقوله الرأي الآخر من أن صلاة الجماعة واجبة على كل ذكر، صحيح، آمن، قريب من المسجد.
وأما الملحوظة الثانية وهي «ارتفاع عدد السعوديين الذين يؤدون الصلاة في المساجد تزيد في شهر رمضان»، ثم تتراجع بعد خروج هذا الشهر، مع أن الفضل لصلاة الجماعة مقارنة بصلاة الفرد تظل في شهر رمضان وفي غيره من الشهور حسب المقارنة الزمنية.
فلماذا ينشطون في رمضان ويتراجعون في غيره؟
فهل نسبة العائد في الاستثمار المالي أحب إلى البعض منا من نسبة العائد من صلاة الجماعة؟
إن التفكير المنطقي للإنسان المسلم توجب عليه ألا يضيع قدر عائد صلاة الجماعة طوال العام.
بل إن الواجب علينا -كبيرنا وصغيرنا- أن نحرص على صلاة الجماعة، واضعين في الاعتبار أنها هي الأبقى والأنفع من مجرد الأداء منفردا، ولأن الصلاة (إذا صلحت النية) سيجدها الفرد في موازينه حالما يلقى ربه (سواء أداها منفردا أو مع الجماعة).
وإذا فرضنا أن كثرة غير السعوديين في المساجد لصلاة الجماعة بسبب عدم سهولة أدائها خارج المساجد، فإن هذا الافتراض أقرب ما يكون بأنه إيحاء شيطاني يزين للبعض التراخي عن الذهاب إلى المسجد لأداء الفرض الذي يبلغ عائده خمسة وعشرين ضعفا لعائد صلاة الفرد.
أرجو الله سبحانه أن يفتح قلوبنا لأداء واجباتنا الدينية كما يريده منا خالقنا. وأن ينصرنا على عدو الله وعدونا الذي يزين لنا التراخي في الالتزام بواجباتنا الدينية.
فلنستفد مما تبقى من هذا الشهر الكريم، ولنحرص على أن نضاعف حسناتنا طوال العام من خلال الحرص على حضور صلاة الجماعة دائما.
والله الموفق

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة