-A +A
ياسر سلامة
لم يشهد زمن أو عصر من العصور التقدم التقني الذي يشهده هذا العصر، وهذه الثورة التي ظهرت علينا في تقنيات الاتصالات والمعلومات والتي أنتجت لنا هذه الشبكة العملاقة؛ شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، كان من الطبيعي أن توصلنا إلى تقدم من نوع آخر في العملية التعليمية وأن يكون لها تأثير مباشر داخل الصف الدراسي والمدرسة أو الجامعة، ومع الوقت ومنذ بداية هذه التوجه في تطور التعليم باستخدام التقنيات الإلكترونية عام 1996م تقريبا، أصبح هناك أكثر احترافية وأوجد تعليم متكامل يستخدم التقنيات الإلكترونية الحديثة يسمى بالتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
يجب عدم الخلط بين التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، فالتعليم الإلكتروني هو التعليم الذي يستخدم الوسائط الإلكترونية في الاتصال بين الأساتذة والطلاب من جهة وبين الأساتذة والطلاب والمؤسسة التعليمية من جهة أخرى، استخدام هذه الوسائط الإلكترونية يكون بشكل رئيس في الاتصال واستقبال المعلومات واكتساب المهارات والتفاعل بين جميع المنتسبين للمؤسسة التعليمية مدرسة كانت أو جامعة.
أما التعليم عن بعد، فإن جميع ما تحويه المؤسسة التعليمية من قاعات دراسية وأساتذة وطلاب ومكتبات وغير ذلك هم قيمة فعلية موجودة، لكن التواصل بينهم يكون من خلال شبكة الإنترنت ومن الممكن أن تتألف الشعبة أو الفصل الذي يسمى في التعليم عن بعد بالصف الافتراضي من طلاب وأساتذة من جهات تعليمية عدة ومن دول عدة كأن يكون الطلاب من أمريكا وكندا والسعودية والإمارات والهند ويتفاعلون مع المدرس مباشرة أو من خلال وسيط تقني وبإشراف كامل للمؤسسة التعليمية محررين من الزمان والمكان.
في التعليم عن بعد لا تحتاج المؤسسات التعليمية إلى صفوف دراسية مغلقة بأربعة جدران أو إلى تلقين مباشر من الأستاذ إلى الطالب أو تجمع الطلاب في قاعات دراسية أو للامتحانات أو حضور الطالب للجامعة وإلى آخره من الخطوات التقليدية المعروفة من التسجيل الجامعي وإلى التخرج، إنما يتم تجميع الطلاب في صفوف دراسية افتراضية يتم التواصل بينهم وبين الأساتذة عن طريق مواقع خاصة على شبكة الإنترنت، فإذا كانت المؤسسة التعليمية التقليدية تخصص مكانا محسوسا وملموسا للطالب فإن مقعد الطالب في المؤسسة التعليمية الافتراضية أمام شاشة الكمبيوتر وقاعة الدراسة موجودة على شبكة الإنترنت، ومكتبته ليست محدودة بعدد معين من الكتب، لكن يمكن للطالب الإطلاع على ملايين المراجع بسهولة وفي أسرع وقت ممكن ودون موانع.
التعليم عن بعد يجعل الطالب يتحاور مع مجموعة من المتعلمين والأساتذة من أنحاء العالم كافة دون التقييد بثقافة واحدة أو انتماءات فكرية أو سياسية.
من الشعارات الحديثة لجامعة هارفارد المؤسسة التعليمية الأولى في العالم «مائة طريقة لتتعلم من بيتك».

Y.SALAMAH@HOTMAIL.COM