بالأمس حصلت على نسخة من كتاب غازي القصيبي الأخير، الذي أسماه «ألزهايمر» هكذا بهمزة القطع في أوله، وهو صادر عن دار بيسان وطبعته الأولى في هذا الشهر، أغسطس 2010. يبرر غازي هذه التسمية بأن المرض سمي باسم الجراح الألماني «آلويس ألزهايمر» الذي اكتشفه.
«واختلاط الأمور هو الذي دفع أجدادنا العرب إلى أن يقولوا عن المصاب بالهلوسة أنه: (اختلط). وهذا الاختلاط لا علاقة له بالاختلاط بين الجنسين الذي لم يصبح منكرا وطامة كبرى إلا في عصور الأمة المتخلفة، أما في صدر الإسلام فكان الرجال والنساء يختلطون في المساجد وفي الأسواق وعند القضاة وفي جيوش الغزو (وفي سفن الغزو أيضا) ولم يطالب أحد، حسب علمي، بإنشاء مساجد أو أسواق أو محاكم أو جيوش أو سفن مخصصة للرجال وأخرى للنساء» لا أدري لماذا شعرت بعد قراءة هذا المقطع الجميل من الأقصوصة بأن غازي المحارب دون قناعاته مصر ــ حتى بعد وفاته ــ على أن يرد على بعض أصحاب الأقوال الشاذة الذين تهجموا عليه بعد موته وأفتوا بجواز ذكره بالسوء!
تنوعت تسميات غازي ــ رحمه الله ــ في إصداراته النثرية الأخيرة، فقد بدأها بروايات مثل العصفورية وسبعة وأبو شلاخ البرمائي، وأتبعها بحكاية الجنية، وختمها بأقصوصة ألزهايمر، رواية فحكاية فأقصوصة، وربما كان للنقد الذي أثير حول نوعية النثر الذي يكتبه دور في تعدد تسمياته.
بعيدا عن التسمية فإن الأسلوب المتبع هو ذات الأسلوب تقريبا، مزج المعلومة بالفكاهة، والواقع بالخيال، في حبكة ساخرة تجبر القارئ على الاستمرار والمتابعة في أمة لا تكاد تقرأ شيئا، وكأن بينها وبين القرءاة «وقفة نفس»!
في حكاية الجنية رجع غازي لعشرات المراجع الشرعية والعلمية حتى يتقن حكايته، وهو في أقصوصة ألزهايمر يفعل الشيء ذاته وإن بقدر أقل، فهو قد رجع لعدد من الكتب سمى بعضها في الحاشية وأحال إليها بأرقام الصفحات، وهو أسلوب مضنٍ حيث يبدأ بالبحث والتحقيق العلمي ثم يسعى لصبه في قالب روائي أو حكائي ساخر، وأحسب أنه قد نجح في هذا الأسلوب الخاص نجاحا تشهد له به مبيعات كتبه.
جاء الكتاب في مئة وسبع وعشرين صفحة من القطع المتوسط، زينتها بعض الصور التي هي من وضع الناشر كما أشار الأستاذ محمد رضا نصر الله في مقاله الأخير عن غازي، مقسمة لمدخل ومخرج وبينهما اثنا عشر فصلا، وهو عبارة عن اثنتي عشرة رسالة أرسلها «يعقوب العريان» إلى زوجته «نيرمين».
أختم بعبارة جاءت على لسان بطل الأقصوصة يقول فيها: «إيمان روما بعظمتها وقدرها الذي لا يغلب صنع الإمبراطورية الرومانية. وإيمان الفرس بأمتهم العريقة صنع الإمبراطورية الفارسية. وإيمان العرب بالله صنع الإمبراطورية الإسلامية. حتى هذه اللحظة وراء كل إنجاز عظيم إيمان عظيم».
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة
«واختلاط الأمور هو الذي دفع أجدادنا العرب إلى أن يقولوا عن المصاب بالهلوسة أنه: (اختلط). وهذا الاختلاط لا علاقة له بالاختلاط بين الجنسين الذي لم يصبح منكرا وطامة كبرى إلا في عصور الأمة المتخلفة، أما في صدر الإسلام فكان الرجال والنساء يختلطون في المساجد وفي الأسواق وعند القضاة وفي جيوش الغزو (وفي سفن الغزو أيضا) ولم يطالب أحد، حسب علمي، بإنشاء مساجد أو أسواق أو محاكم أو جيوش أو سفن مخصصة للرجال وأخرى للنساء» لا أدري لماذا شعرت بعد قراءة هذا المقطع الجميل من الأقصوصة بأن غازي المحارب دون قناعاته مصر ــ حتى بعد وفاته ــ على أن يرد على بعض أصحاب الأقوال الشاذة الذين تهجموا عليه بعد موته وأفتوا بجواز ذكره بالسوء!
تنوعت تسميات غازي ــ رحمه الله ــ في إصداراته النثرية الأخيرة، فقد بدأها بروايات مثل العصفورية وسبعة وأبو شلاخ البرمائي، وأتبعها بحكاية الجنية، وختمها بأقصوصة ألزهايمر، رواية فحكاية فأقصوصة، وربما كان للنقد الذي أثير حول نوعية النثر الذي يكتبه دور في تعدد تسمياته.
بعيدا عن التسمية فإن الأسلوب المتبع هو ذات الأسلوب تقريبا، مزج المعلومة بالفكاهة، والواقع بالخيال، في حبكة ساخرة تجبر القارئ على الاستمرار والمتابعة في أمة لا تكاد تقرأ شيئا، وكأن بينها وبين القرءاة «وقفة نفس»!
في حكاية الجنية رجع غازي لعشرات المراجع الشرعية والعلمية حتى يتقن حكايته، وهو في أقصوصة ألزهايمر يفعل الشيء ذاته وإن بقدر أقل، فهو قد رجع لعدد من الكتب سمى بعضها في الحاشية وأحال إليها بأرقام الصفحات، وهو أسلوب مضنٍ حيث يبدأ بالبحث والتحقيق العلمي ثم يسعى لصبه في قالب روائي أو حكائي ساخر، وأحسب أنه قد نجح في هذا الأسلوب الخاص نجاحا تشهد له به مبيعات كتبه.
جاء الكتاب في مئة وسبع وعشرين صفحة من القطع المتوسط، زينتها بعض الصور التي هي من وضع الناشر كما أشار الأستاذ محمد رضا نصر الله في مقاله الأخير عن غازي، مقسمة لمدخل ومخرج وبينهما اثنا عشر فصلا، وهو عبارة عن اثنتي عشرة رسالة أرسلها «يعقوب العريان» إلى زوجته «نيرمين».
أختم بعبارة جاءت على لسان بطل الأقصوصة يقول فيها: «إيمان روما بعظمتها وقدرها الذي لا يغلب صنع الإمبراطورية الرومانية. وإيمان الفرس بأمتهم العريقة صنع الإمبراطورية الفارسية. وإيمان العرب بالله صنع الإمبراطورية الإسلامية. حتى هذه اللحظة وراء كل إنجاز عظيم إيمان عظيم».
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة