شدد مسؤولون يمنيون تحدثت إليهم «عكاظ» أمس على أهمية توفر المعلومات الأمنية عن المطلوبين أمنيا في اليمن وتزويد المملكة بها وسرعة تمريرها باعتبارها عاملا أساسيا ومهما في التضييق على الإرهابيين وإفشال مخططاتهم الإجرامية قبل وقوعها.
وتتسق تصريحات المسؤولين اليمنيين مع تأكيدات مسؤولين أمنيين سعوديين ثمنوا فيها الجهود التي تبذلها السلطات الأمنية اليمنية في حربها على ما يسمى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن منطلقا لاستهداف أمن المملكة وتعقب عناصر التنظيم الضال وعلى التعاون بين الرياض وصنعاء في مكافحة الإرهاب.
تسريع المعلومات
ويؤكد زعيم قبائل بكيل اليمنية الشيخ ناجي عبدالعزيز الشايف «أن أمن المملكة واليمن كل لا يتجزأ، فالبلدان في خندق واحد لمكافحة الإرهاب والقضاء على المنتمين إليه»، مبينا أنه يتطلب على السلطات الأمنية في بلاده وباعتبارها تقود حربا مفتوحة بلا هوادة على الإرهاب وفي إطار تعاونها الوثيق مع الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية أن تسرع من وتيرة توصيل المعلومات الأمنية، ما يمكن لقوى الأمن في البلدين الشقيقين من محاصرة القاعدة والتضييق على عناصرها المجرمة وإبطال خططها ونواياها الإجرامية.
واعتبر الشايف أن «الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية، والمملكة واليمن جزء حيوي وشريك رئيس للمنظومة الدولية والجهود العالمية في الحرب على الظاهرة التي ليس لها لا دين ولا لون ولا هوية».
استئصال الإرهاب
ويتفق محافظ مأرب اليمنية ناجي عبدالعزيز الزايدي مع ما طرحه مواطن بلاده ناجي عبدالعزيز الشايف حول أهمية المعلومة، مشددا على أن المعلومة الأمنية عن عنصر مطلوب أيا كانت جنسيته وسرعة تقديمها للجهات المسؤولة في أي بلد «أمر مهم في التضييق على المطلوبين أمنيا، فكيف عندما يكون الحال بين بلدين جارين مثل المملكة واليمن اللذين يبذلان كل ما في وسعهما لاستئصال شأفة الإرهاب». مؤكدا أن المملكة قدمت مساعدات معلوماتية ساهمت وبشكل رئيس في إنجاز النجاحات والضربات الأمنية الاستباقية التي حققتها قوى الأمن اليمنية ضد تنظيم القاعدة في بلاده.
ولفت الزايدي إلى أن الحرب على الإرهاب في أي مكان في العالم لا يمكن أن تؤتي أوكلها دون توفر المعلومات الأمنية عن عناصر هذه الظاهرة البغيضة بما يكفل نجاح العملية الأمنية بعد وصول المعلومات إلى الجهات الفاعلة ميدانيا في تعقب الإرهابيين.
الوحيشي والشهري
وكشف محافظ مأرب عن رصد تحركات لقيادات بارزة في قاعدة اليمن أخيرا في محافظته، لافتا إلى أن زعيم القاعدة ناصر الوحيشي ونائبه سعيد الشهري شوهدا قبل أيام قليلة في مكان في المحافظة، ولكنهما سرعان ما فرا لجهة قريبة غير معلومة، مقدرا عدد من تبقى من عناصر التنظيم في مأرب بأنهم لا يتجاوزون عشرة أشخاص بعدما استغلوا صحراء مأرب المفتوحة كمنطقة عبور لمواقع أخرى.
حملة شرسة
وشدد السفير اليمني في الرياض محمد بن علي الأحول على أهمية التنسيق والتواصل الأمني بين الرياض وصنعاء في مواجهة الإرهاب باعتباره خطرا يهدد أمن البلدين وسلامة شعبيهما، مؤكدا أن المملكة واليمن بلدان مستهدفان عبر حملة إرهابية شرسة وهو ما يتطلب حرص الجانب اليمني المباشر والقوي على التواصل مع الأشقاء في المملكة بما يؤدي إلى القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه.
أمن البلدين
ويعتقد قائد أمن محافظة أبين العميد عبدالرزاق المروني أن النجاحات في الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن وملاحقة عناصره وتعقب فلوله وتحييد مخططاته لن تتم دون توفر المعلومة الأمنية الدقيقة عن عناصر هذا التنظيم المجرم وهو ما فعلته المملكة مع اليمن من خلال سرعة إيصال المعلومة الأمنية، موضحا أن الأجهزة المختصة في بلاده لن تألو جهدا في تزويد المملكة بالمعلومات عن المطلوبين أمنيا في اليمن لما في ذلك من مردود إيجابي على الأمن والاستقرار في البلدين الجارين الشقيقين.
وبدوره، يشدد مدير عام مديرية لودر أحمد علي القفيشي على أهمية التكامل والتعاون الأمني بين المملكة واليمن عبر التواصل المعلوماتي للتضييق على عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، مشيرا إلى أن الحرب اليوم على القاعدة هي حرب معلومات في الأساس، لأن غياب المعلومة الأمنية الدقيقة لن يثمر أي نجاح أمني ولن يحرز أي جهد أمني ميداني أو تقدم يذكر على صعيد مكافحة الإرهاب.