-A +A
عائض الردادي
التاريخ دروس وعبر، وأمة لا تأخذ الدروس من وقائع التاريخ ستبقى حصاداً سهلاً للمعتدين، وعدوان اسرائيل جلّى حقائق عن اليهود الذين صدّرتهم أوروبا بعد أن ضاقت بفسادهم ومن تلك الحقائق:
أولاً: ان العالم القوي أصبح قوة واحدة ضد العرب، يذرفون دموع التماسيح على الإنسانية، ويثرثرون عن الديمقراطية، ولكنم ينثرون المال والسلاح على اسرائيل، ويرسلون لها القنابل الذكية من «العيديد» وعبر الطائرات من اوروبا، ويعقدون المؤتمرات خداعاً للعالم وهم أصل منشأ المشكلة، وهم مسعروها ولو أرادوا تطبيق الإنسانية المزعومة لوقفت الحرب في ساعات.
ثانياً: ان العنصرية اليهودية المبنية على الفتاوى الدينية قد طبقت في العدوان على لبنان فهدّمت البيوت على الاطفال، وأحرقت اجسادهم بالقنابل الذكية والعنقودية والأسلحة المحرمة، وأكد فعل اسرائيل تطبيق فتاوى حاخامات الضـفـة الـغـربية بأن قتل اطـفـال لبنان حق مشروع، وجاءت هذه الفتاوى دعماً دينياً من الحـاخـامـات كدعم من دعمهم بالسلاح، ومنع العالم المغلوب على امره المطالب بايقاف الحرب المجرمة، ولو صدر ربع هذه الفتوى من مسلم لوصف بكل وصف ارهابي.
ثالثا: ان تحطيم المقاومة اللبنانية لأسطورة الجيش الذي لا يقهر اصبح حقيقة، وأن القيادات الصهيونية التي كانت تعتقد ان سلاحها الجوي سيحقق لها النصر اصبحت تعيش حلماً، وعندما تحركوا على الارض ولوا الادبار، وخابوا هم ومن آزرهم، ولم تذرف عينه دمعة على اشلاء الاطفال ولكنها ملأت العالم صراخا على جنديين أسرا في معركة لجبنهما وحرصهما على الحياة، وشتان بين من يلاقي عدوه مصمما على الموت دفاعاً عن ارضه وآخر جاء لارواء عطشه لدماء الاطفال ولا تحرك ذرة في جسده دماء الاطفال والابرياء.
رابعا: ليست مجزرة قانا الثانية اول مجازر اسرائيل ولن تكون الاخيرة فقبلها مذابح الغدر في قانا الاولى عام 1996م وصبرا وشاتيلا وابي زعبل، ومدرسة بحر البقر، ومذبحة الاسرى المصريين، ودير ياسين ومذبحة جنين ومذبحة المسجد الاقصى عام 1990م والحرم الابراهيمي عام 1994 وغيرها من مذابح الغـدر, أما مجـازر اسرائيل للمقاتلين والزعماء فهي اكثر من عدد اليهود في فلسطين.
خـامساً: ان ايقـاف السرطان الاسرائيـلـي لن يكـون الا باستمرار الصمود لأن اليـهـود في هـزيمة منذ عام 1948م لم يحـقـقـوا نصرا ولن يجدوا اسـتـقـرارا وان مواجهتهم مع الحـق المسلوب والدماء المستباحة وليس مع الجـيـوش العـربية وهـذه لن تـنـتـهي الا باعادة الحق لاهله وان كابر المكابرون من اجل الحصـول على الـتـأيـيـد الصـهـيـوني في بلادهم.
سادسا: من شعر نزار قباني:
«دخلوا قانا على اجسادنا، يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب، ويعيدون فصول المحرقة، كشفت قانا الستائر، ورأينا امريكا ترتدي، معطف حاخام يهودي عتيق، وتقود المجزرة، تطلق النار على اطفالنا دون سبب»

IBN-JAMMAL@HOTMAIL.COM
ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس: 012311053