-A +A
محمد الصالحي
تقول الأخبار القادمة من تحت قبة الشورى: إن المجلس يدرس مقترحا لإسعاف تنموي يستهدف سبع مناطق إدارية في البلاد بمشاريع «صناعية» حتى تمسك مواطنيها عن الهجرة إلى المدن والمناطق المجاورة بعد أن ترفع من مستوى معيشتهم. والسبع مناطق التي وصفها المجلس بـ«الأقل نموا» هي: حائل، نجران، تبوك، جازان، الجوف، الباحة، والحدود الشمالية، وهي التي ينتظر منها أعضاء الشورى أن تمطر على مواطنيها بالوظائف، وأن تنهض بحياتهم وتبعد عن أدمغتهم أفكار الهجرة إلى المدن الأفضل، ويرحموا سكان الأخيرة من الزحام وضيق الأرض بعد تلك المشاريع الصناعية.
وعلى ذلك المقترح يستحق أعضاء مجلس الشورى الموقرين ألف شكر على الاجتهاد من أجل إنعاش السبع مناطق «النامية»، ولكن: هل التنمية الحقيقية هي التصنيع؟ بمعنى هل تقدر مشاريع صناعية على إنماء مناطق لا يتوفر فيها حتى اللحظة مثلث التنمية الأساسي: نظام تعليمي شامل، شبكة نقل طرق آمنة وميسرة، ومرجع صحي متطور ذو جودة معقولة.
تقول حكاية التنمية في تلك المناطق، إن هجرة السعودي منها ليست هدفا بذاتها، بقدر ما هي حاجة لعيش حياة تتناسب وطموحاته. هو يبحث عن مستشفيات بخدمات معقولة، وعن ماء يصل إلى المنازل دون عناء، وعن إدارات حكومية تكفيه مشقة السفر مئات الكيلو مترات. ولكم أن تبحثوا في حياة من هاجروا، عن قصص من ماتوا بسبب حقنة لا تتوافر إلا على بعد يوم كامل، وعمن أصابه العجز الكلي، بسبب قدرات التطبيب فيها. ولكم أن تستطلعوا تواضع باقي الخدمات فيها، هذا إن وجدت أصلا. لا يهاجر السعودي داخل وطنه بحثا عن الرفاهية والحياة البرجوازية، هو يبحث عن طيب عيشه، وأمان حياته، وراحة باله.
سعادة أعضاء المجلس الموقر: أعطوهم دعمكم ليحصلوا على مثلث الخدمة الأساسي، ثم تحركوا إليهم بمشاريع صناعية. هكذا يريدون.
alsalhi@gmail.com



للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة